نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أهداف ترمب الاقتصادية ! - اخبارك الان, اليوم الأحد 23 مارس 2025 11:56 مساءً
وهذه الخطة الطويلة الأجل التي سيعتمد عليها دونالد ترمب المتعلقة بتخفيض قيمة الدولار الأمريكي تشتمل على فكرة دقيقة للغاية وشديدة الحساسية، فهو من جهة يصر وبقوة على خفض قيمة الدولار الأمريكي ولكن في نفس الوقت لن يسمح إلا باستمرار هيمنة الدولار الأمريكي على الاقتصاد الدولي وبقائه العملة الأولى عالمياً. ولإضعاف الدولار الأمريكي سيكون من الطبيعي أن تسعى الصين واليابان وتايوان والاتحاد الأوروبي للخلاص من مخزونهم الدولاري أو من سندات الخزانة الأمريكية بالدولار. وهذا الخروج الهائل سيهبط حتماً بقيمة الدولار الأمريكي، ولكن التحدي الذي يواجه ترمب أنه بحاجة للإبقاء على الهجرة الدولارية الكبرى هذه في ملاذ آمن آخر يكون بديلاً لاستثمارات ومدخرات تلك الدول، وهذا يفسّر اهتمام دونالد ترمب الشديد جداً بالعملات الرقمية منذ وصوله للبيت الأبيض، الذي انعكس على قيمتها بالإيجاب، وأصدر عدداً من التصريحات الإيجابية بحقها وبعضاً من التشريعات المؤيدة لها، لأنه يجد أن تكوين سلة أو خليط من العملات الرقمية القوية المعترف بها رسمياً ستكون هي الملاذ الآمن وصاحبة العوائد المجزية والمغرية للدول الخارجة من الدولار الأمريكي.
من جهة أخرى، هناك الرأي المضاد الذي يعتقد أن الهاجس الاقتصادي الأهم الذي يهدد دونالد ترمب هو كابوس التضخم المستمر، وأن الإجراءات الحمائية التي أعلنها بالتعرفة الجمركية القاسية والقياسية على الصين والمكسيك وكندا والاتحاد الأوروبي سترفع التكلفة على المستهلك الأمريكي لأن بديل الصناعة الأمريكية حتى يحصل بحاجة لمدة من الزمن حتى يتحقق.
ولتوضيح المقصود هنا من الممكن التمعن في مخزون شركة وول مارت، أكبر سلسلة متاجر تجزئة أمريكية، في أي يوم تبلغ نسبة مصادر البضاعة وسلاسل الإمداد فيها ٨٠% لصالح الصين تحديداً. وبالتالي فكرة أن التعرفة الجديدة على الصين ستعاقب الصين بها هي فكرة شاعرية نوعاً ما لأن العقوبة ستطال المستهلك الأمريكي أولاً وأخيراً.
هناك هرولة وتوتر وقلق تسيطر على صناعة القرار الاقتصادي الأمريكي بسبب خطورة وضع الدَّين العام، ضعف القدرة الصناعية بشكل عام، زيادة قدرات الصين التنافسية، تضييق الهوة التقنية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وهذا يفسر سرعة الإجراءات الصادمة التي تقوم بها إدارة ترمب لعلاج المشاكل التي تواجهها قبل استفحال الوضع. واليوم هناك استثمارات رأسمالية هائلة تتجه نحو السوق الأمريكية بعد التسهيلات الجديدة التي أقرها ترمب وخصوصاً من الاتحاد الأوروبي. ويبقى السؤال قائماً: هل ما يخطط له دونالد ترمب كافٍ لإنقاذ الاقتصاد الأمريكي أمام تحدياته؟ هذا ما ستكشفه لنا الأيام القادمة.
أخبار ذات صلة
0 تعليق