كرّم الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، اللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية، تقديرًا لجهوده في تنفيذ “مبادرة القرية الخضراء بمحافظته، والتي أثمرت عن تحقيق قرية نهطاي مركز زفتى المركز الثاني على مستوى الجمهورية، وحصولها على شهادة ترشيد للمجتمعات الريفية الخضراء ضمن المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية. وجاء التكريم خلال فعاليات المؤتمر الوطني لإعلان المشروعات الفائزة بالدورة الثالثة من المبادرة، والذي شهد حضور نخبة من الوزراء، والمحافظين، وأعضاء مجلس النواب، وكبار المسؤولين، وممثلي المنظمات الأممية والدولية، وشركاء التنمية من القطاعين العام والخاص، والمجتمع المدني، وذلك في إطار جهود الدولة المصرية لتعزيز الاستدامة البيئية والتحول نحو الاقتصاد الأخضر.

وأعرب اللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية، عن اعتزازه بالتكريم، مؤكدًا أن المبادرة الرئاسية “حياة كريمة”، التي أطلقها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أحدثت نقلة نوعية في قرى الريف المصري، وخاصة في مركز زفتى بمحافظة الغربية، والذي كان له نصيب كبير من المشروعات التنموية التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة للمواطنين. وأشار إلى أن قرية نهطاي أصبحت نموذجًا حقيقيًا للقرى الذكية والمستدامة، وذلك بفضل المشروعات البيئية والاقتصادية والاجتماعية التي تم تنفيذها، والتي جعلتها أول قرية خضراء ضمن مبادرة “حياة كريمة” في دلتا مصر. وأضاف المحافظ أن نجاح نهطاي في التحول إلى قرية خضراء جاء نتيجة لتضافر جهود جميع الجهات، من الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص، لتقديم نموذج متكامل يحقق التنمية المستدامة في مختلف القطاعات، وهو ما جعل القرية محل إشادة من المنظمات الدولية وخبراء التنمية الحضرية.

واشارالمحافظ ان قرية نهطاي تحولت إلى نموذج يحتذى به في التنمية المستدامة، حيث أصبحت بلا بطالة، بلا إدمان، وبلا تلوث بيئي، وذلك بفضل مجموعة من المشروعات الرائدة التي تم تنفيذها، والتي تتماشى مع معايير الاستدامة البيئية، ومنها تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة النظيفة من خلال الخلايا الشمسية، وترشيد استهلاك الكهرباء، وتطوير منظومة الري الزراعي الذكي للحفاظ على المياه وزيادة الإنتاجية الزراعية، وإنشاء أول كورنيش حضاري في قرية ريفية على ترعة العطف ليكون متنفسًا حضاريًا للأهالي، إلى جانب تنفيذ وحدات بيوجاز لإنتاج الطاقة النظيفة باستخدام المخلفات العضوية، وتحقيق مفهوم الاقتصاد الدائري من خلال إدارة المخلفات البلدية والزراعية بطريقة مستدامة، وزراعة أسطح المنازل لتوسيع المساحات الخضراء وتحسين جودة الهواء، وإنشاء حديقة عامة بالري الذكي كمتنفس للأهالي، مما يعزز جودة الحياة في القرية.

لم تقتصر التنمية في نهطاي على الجانب البيئي فقط، بل شهدت القرية طفرة كبيرة في مشروعات البنية التحتية والخدمات الأساسية، حيث تم توصيل الغاز الطبيعي لجميع المنازل، مما أسهم في تقليل الاعتماد على الوقود التقليدي، ورفع كفاءة شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي مع تنفيذ محطات معالجة متطورة، وتطوير شبكة الطرق الداخلية ورصف الشوارع لتسهيل حركة المواطنين، وتوسيع شبكات الاتصالات والإنترنت، مما ساهم في تحسين الخدمات الرقمية، وتحديث محطة سكك حديد نهطاي وربطها بالمناطق المحيطة لتسهيل التنقل.

كما شهد قطاعا التعليم والصحة تطورًا كبيرًا في القرية، حيث تم إنشاء مجمع مدارس جديد يضم 55 فصلًا دراسيًا لتوفير بيئة تعليمية متطورة، وتطوير ورفع كفاءة المدارس القائمة مثل مدرسة الشهيد أحمد نبيل عمارة الثانوية، وإنشاء وحدة طب أسرة مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية لتقديم خدمات صحية متكاملة للأهالي، فضلًا عن إطلاق حملات طبية وقوافل علاجية بالتعاون مع جامعة طنطا ومديرية الصحة.

إلى جانب المشروعات الخدمية والتنموية، تم تنفيذ عدد من المبادرات المجتمعية الفريدة، مثل “قرية بلا إدمان” بالتعاون مع صندوق مكافحة الإدمان لتوعية الشباب بمخاطر المخدرات، وقرية بلا بطالة من خلال توفير فرص عمل للشباب ودعم المشروعات الصغيرة، والتعليم حياة لتعزيز التعليم الرقمي وإدخال التكنولوجيا في العملية التعليمية، معًا من أجل ترع نظيفة للحفاظ على نظافة المجاري المائية من التلوث، والشجرة الطيبة لتوسيع المساحات الخضراء وزيادة وعي المواطنين بأهمية البيئة، ومشغلي لتدريب السيدات على الخياطة وتمكينهن اقتصاديًا، إلى جانب برامج التمكين الاقتصادي للمرأة، مثل توفير القروض الحسنة ودعم المشروعات المنزلية.

وأكد اللواء أشرف الجندي أن نجاح تجربة نهطاي يفتح الباب أمام تعميم نموذج القرى الخضراء في جميع محافظات الجمهورية، مما يعزز جهود مصر في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، ويجعل من القرى المصرية قاطرة للتنمية الشاملة مشيرا الى ان بهذا الإنجاز، تُثبت محافظة الغربية أن التنمية الحقيقية لا تتوقف عند المدن الكبرى، بل تمتد إلى الريف المصري، حيث تتجلى روح المبادرة والإبداع في تحويل قرية صغيرة إلى نموذج وطني للتنمية المستدامة والتحول الأخضر، ومع استمرار دعم القيادة السياسية ورؤية الدولة الطموحة، فإن نهطاي لن تكون الأخيرة، بل البداية لمستقبل أكثر إشراقًا لكل قرى مصر.