نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
جولات سياحية لا تُنسى في سردينيا - اخبارك الان, اليوم الاثنين 19 مايو 2025 09:15 صباحاً
سرايا - في قلب البحر الأبيض المتوسط، تحتفظ جزيرة سردينيا الإيطالية بسحرها الفريد الذي يجمع بين الشواطئ الذهبية، والتضاريس الجبلية، والمواقع الأثرية التي تعود إلى آلاف السنين، ما يجعلها واحدة من الوجهات السياحية التي لا تُنسى.
تقع سردينيا بعيدًا عن الزحام السياحي الكثيف الذي تعرفه جزر المتوسط الأخرى، وتحافظ على طابعها الخاص الذي يتأرجح بين الجمال الطبيعي والهوية الثقافية القوية. تجذب الجزيرة الزوار الباحثين عن تجارب متكاملة تجمع بين استكشاف المناظر الخلابة، والغوص في عمق التاريخ، والتفاعل مع حياة محلية بسيطة وأصيلة. وسواء كنت من محبي الترحال في أحضان الطبيعة أو من عشاق البحر أو من المغرمين بالثقافات القديمة، فإن جولات سردينيا السياحية تعدك بتجربة لا تُنسى.
الطبيعة العذراء وشواطئ بلا نهاية
أولى المحطات التي تدهش الزائر في سردينيا هي مناظرها الطبيعية التي تنبض بالحياة، من السواحل الخلابة إلى الجبال التي تكتسي بالخضرة طوال العام. تعتبر منطقة "كوستا سميرالدا" (الساحل الزمردي) من أبرز الوجهات في الجزيرة، حيث تنتشر الشواطئ ذات الرمال البيضاء والمياه الفيروزية، كشاطئ "لا بيلوزا" الذي يُصنف من بين الأجمل في أوروبا.
أما لمن يبحث عن العزلة والسكون، فهناك شواطئ سرية في الجنوب مثل "كالا غولوريتزي" التي لا يمكن الوصول إليها إلا سيرًا على الأقدام أو بالقوارب، ما يجعل زيارتها مغامرة بحد ذاتها. وبين الشواطئ والمناطق الجبلية، يمكن للسياح التجوّل في محمية "جينارجينتو"، التي تعد موطنًا للحياة البرية النادرة ومسارات المشي الطويلة التي تمر عبر الأودية والغابات والقرى الجبلية المعزولة، ما يمنح تجربة فريدة من التفاعل مع الطبيعة في أنقى صورها.
قرى تقليدية ونكهة ثقافية فريدة
رغم شهرة سردينيا بشواطئها، فإن قلبها النابض يكمن في قراها التقليدية حيث الحياة تسير ببطء، لكن بثراء ثقافي لا يُقدّر بثمن. يمكن للزوار الانطلاق في جولات سياحية إلى قرى مثل "أورغوسولو" المعروفة بجدرانها المرسومة برسوم جدارية سياسية وفنية تحكي قصص سكانها وتاريخهم.
في هذه القرى، يُمكن تجربة الضيافة الأصيلة، وتذوق أطباق مثل "بوتارجا" و"سوكو"، التي تعكس تزاوج تقاليد البحر والريف. كما تُنظم فيها مهرجانات محلية على مدار السنة تحتفي بالموسيقى والفولكلور والأزياء التقليدية. ولعشاق الحِرف اليدوية، توفر الأسواق المحلية فرصة لاقتناء منتجات تقليدية كالسجاد المنسوج يدويًا والفخار والمجوهرات المصنوعة من الفضة والمرجان.
آثار نوراجي وتراث عمره آلاف السنين
جانب آخر لا يمكن تجاهله في جولات سردينيا هو استكشاف إرثها الأثري الفريد الذي لا يشبه أي حضارة أخرى. تنتشر في أنحاء الجزيرة آلاف الهياكل الحجرية الدائرية التي تُعرف باسم "نوراجي"، وهي أبراج حجرية ضخمة بُنيت في عصور ما قبل التاريخ، وتُعد من أهم معالم الجزيرة وأكثرها غموضًا.
من أبرز هذه المواقع "سوانتو أونوراتو" و"نورا" و"باروميني"، وهي أماكن تتيح للزائر التعمق في حضارة قديمة لا تزال تفاصيلها محل دراسة وبحث. هذا الإرث لا يتوقف عند النوراجي فقط، بل يمتد إلى المعابد الفينيقية، والكنائس البيزنطية، والحصون الرومانية، مما يجعل الجزيرة بمثابة متحف مفتوح في الهواء الطلق.
زيارة سردينيا تعني المشي بين أطلال تاريخية عمرها آلاف السنين، في تداخل نادر بين الطبيعة والآثار، حيث يمتزج الجمال البري بالحكمة القديمة.
في الختام، تقدم سردينيا مزيجًا متكاملًا من التجارب التي يصعب نسيانها. إنها ليست مجرد جزيرة، بل رحلة عبر الزمن، ومغامرة بين الجبال والشواطئ، وتأمل في ثقافة شعب حافظ على هويته بعيدًا عن ضوضاء العالم الحديث. الجولات السياحية في سردينيا ليست مجرد تنقل من مكان إلى آخر، بل هي اكتشاف ذاتي وسط الطبيعة والتاريخ والإنسان.
0 تعليق