تواصل جماعة الحوثي احتجاز أربع سفن شحن تجارية داخل ميناء الحديدة غربي اليمن، في تطور أعقب الغارات الجوية التي نفذتها إسرائيل أمس الجمعة على الميناء، وفق ما أفادت به مصادر محلية مطّلعة.

وأكدت المصادر، بحسب ما نقله إعلام السلطة المحلية في الحديدة، أن الجماعة الحوثية، منعت السفن من مغادرة الميناء دون تقديم مبررات واضحة.

وتتضمن السفن المحتجزة ما يُعرف بـ"سفن الظل"، وهي ناقلات يُعتقد أنها تُستخدم للتحايل على العقوبات الأمريكية والدولية، وتشترك غالبًا في عمليات تهريب وعمليات تمويل مشبوهة.

وبحسب ذات المصادر، زعمت عناصر الحوثي أن قرار المنع جاء "بانتظار الظروف المواتية لتفريغ الحمولة"، رغم الأضرار الكبيرة التي لحقت بأرصفة الميناء نتيجة القصف الإسرائيلي، ما يثير شكوكًا حول وجود أهداف خفية وراء استمرار احتجاز السفن.

وأمس الجمعة، قال وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن سلاح الجو الإسرائيلي نفذ هجمات ضد موانئ تابعة لجماعة الحوثيين في اليمن، وألحق بها أضرارًا جسيمة، مضيفًا أن "مطار صنعاء بات مدمرًا".

وأكد كاتس، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام عبرية، أن جيش الكيان الإسرائيلي سيواصل الرد على هجمات الحوثيين، مضيفًا: "إذا واصل الحوثيون إطلاق الصواريخ علينا فسيتلقون ضربات موجعة، وسنلاحق زعيمهم عبد الملك الحوثي ونقضي عليه".

من جهتها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول أمني أن الهجمات الجوية استهدفت ميناءي الحديدة والصليف غربي اليمن.

وذكرت القناة 14 الإسرائيلية أن الهجمات الجوية على اليمن قد انتهت، وأن المقاتلات الحربية المشاركة في العمليات في طريق عودتها إلى إسرائيل.

كما أفاد مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي بأن رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، ورئيس الاستخبارات ديفيد زامير، شاهدوا في غرفة العمليات طائرات سلاح الجو أثناء تنفيذها الهجوم على أهداف تابعة للحوثيين في اليمن.

وفي السياق ذاته، صرح مسؤول أمني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن 20 مقاتلة إسرائيلية شاركت في الهجوم الذي استهدف الموانئ بهدف فرض حصار بحري على الحوثيين، مشيرًا إلى أن المقاتلات قطعت مسافة ألفي كيلومتر وتزودت بالوقود في الجو.

وبررت وسائل إعلام الكيان، تدمير منشآت اليمنيين، بمزاعم "فرض حصار اقتصادي وبحري محكم" على جماعة الحوثي.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، نقلًا عن مسؤول أمني، أن الهجمات استهدفت ميناءي الحديدة والصليف، زاعمة أن العملية العدوانية تهدف إلى إلحاق الضرر باقتصاد الحوثيين وتعطيل البنية التحتية البحرية بالكامل.

وأكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر عسكري أن إسرائيل تعمل على فرض حصار بحري محكم على الحوثيين من خلال تدمير "موانئهم"، في خطوة تأتي بعد تهديدات من الجماعة بفرض حصار بحري على إسرائيل.

كما نقلت القناة 15 عن مصدر أمني قوله: "إذا واصل الحوثيون إطلاق الصواريخ وحاولوا فرض حصار علينا، فسندمر موانئهم".

وقال رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن سلاح الجو الإسرائيلي هاجم ميناءين، زعم أنهما يتبعان "لجماعة الحوثيين" في اليمن، مشددًا على أن هذه "مجرد البداية" وأن الردود القادمة ستكون "أعظم وأقوى".

وأضاف نتنياهو : "لسنا مستعدين للجلوس جانبًا وترك الحوثيين يهاجموننا. سنضربهم بقوة أكبر، وسنستهدف قيادتهم وكل بناهم التحتية التي تمكّنهم من إيذائنا".

وقال إن إسرائيل تدرك أن الحوثيين "مجرد ذراع" وأن من يقف خلفهم ويمنحهم "الدعم والتعليمات والإذن" هي إيران، على حد تعبيره.

واختتم نتنياهو تصريحاته بالقول: "الحوثيون سيدفعون ثمنًا باهظًا، وسندافع عن أنفسنا بكل الوسائل للحفاظ على أمن إسرائيل" ، وفق قوله.