في مشهد غير مألوف على الساحة الدبلوماسية، خطف رئيس الوزراء الألباني إيدي راما الأضواء عالميًا، بعدما جثا على ركبته لتحية رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، أثناء استقبالها على السجادة الحمراء في العاصمة الألبانية تيرانا، لحضور قمة المجتمع السياسي الأوروبي، الجمعة.

المشهد الاستثنائي، الذي وثقته عدسات وسائل الإعلام الدولية وانتشر كالنار في الهشيم عبر المنصات الإخبارية ومواقع التواصل، أظهر راما وهو ينحني على ركبة واحدة، ويضمّ يديه في تحية "ناماستي" الودّية، واضعًا مظلته جانبًا، في لحظة لقيت ردود فعل واسعة.

رد ميلوني المفاجئ يضيف لمسة إنسانية

ردة فعل ميلوني لم تقل دهشة عن تصرف راما، إذ بادرت بالضحك قائلة: "إنه يفعل ذلك فقط ليكون في طولي"، في إشارة إلى فارق الطول اللافت بين الزعيمين، حيث يبلغ طولها 1.5 متر، في مقابل 2 متر لرئيس الوزراء الألباني.

Giorgia Meloni truly commands the utmost respect of world leaders. This is quite the sight to see. pic.twitter.com/xBp3d0Qi7j

— Joey Mannarino 🇺🇸 (@JoeyMannarinoUS) May 16, 2025

هذا التفاعل العفوي سرعان ما حوّل الموقف إلى تريند عالمي، حيث أشادت بعض التعليقات بما وصفته بـ**"تصرف الفارس النبيل"**، بينما انتقده آخرون معتبرين إياه مبالغة بروتوكولية أو خروجًا عن الأعراف الدبلوماسية التقليدية.

علاقة شخصية دافئة بين ميلوني وراما

لم تكن هذه أول لفتة ودّية من راما تجاه ميلوني، إذ سبق أن فاجأها في قمة أبوظبي في يناير الماضي، بأداء غنائي لعيد ميلادها وتقديم وشاح كهدية شخصية، ما يعكس طبيعة العلاقة الشخصية الدافئة بين الطرفين، رغم اختلاف المواقف السياسية بين بلديهما في ملفات عديدة.

القمة الأوروبية على وقع اللقطة الفريدة

ورغم الطابع البروتوكولي الخفيف الذي طغى على الاستقبال، فإن قمة المجتمع السياسي الأوروبي، التي عقدت في تيرانا، جاءت في وقت حساس، وتناولت ملفات محورية تشمل الأمن الإقليمي، وأزمة الطاقة، والهجرة غير النظامية، في ظل التصعيدات الجيوسياسية التي تشهدها القارة الأوروبية.

تهدف القمة إلى تعزيز الحوار والتعاون بين دول الاتحاد الأوروبي والدول المجاورة، وتُعدّ محطة دبلوماسية مهمة في تعزيز الاستقرار والشراكات الاستراتيجية، خاصة مع دول غرب البلقان.

بين تريند الإنترنت والدبلوماسية: أين تلتقي الرمزية؟

يبقى المشهد الذي جمع ميلوني وراما أقوى لحظات القمة إعلاميًا، إذ تحول من لقطة بروتوكولية إلى رمز للود الشخصي والتفاعل الإنساني وسط ضجيج السياسة. وبين من رأى فيه مجاملة راقية ومن اعتبره خروجا عن الجدية، فإن الحقيقة تبقى أن تلك الركبة المنحنية أثارت نقاشًا عالميًا حول متى يكون الاحترام أكبر من البروتوكول؟

إيدي راما، جورجيا ميلوني، رئيس وزراء ألبانيا، رئيسة وزراء إيطاليا، تحية ناماستي، قمة المجتمع السياسي الأوروبي، العلاقات الإيطالية الألبانية، البروتوكول الدبلوماسي، قضايا الأمن والهجرة، تريند عالمي، استقبال ميلوني، تيرانا، السياسة الأوروبية، الاتحاد الأوروبي.