اشتعلت الأوساط الفنية والقانونية في مصر بعد صدور حكم قضائي غيابي من محكمة جنح الطفل بمدينة السادس من أكتوبر، يقضي بإيداع نجل الفنان محمد رمضان في إحدى دور الرعاية الاجتماعية، على خلفية اتهامه بالاعتداء على طفل داخل نادي "نيو جيزة" بمدينة السادس من أكتوبر.

قرار مفاجئ ومحامي الدفاع يتحرك

أوضح المحامي أحمد الجندي، الموكل للدفاع عن نجل الفنان الشهير، أنه سيتقدم بطعن رسمي على الحكم يوم السبت القادم، مؤكدًا أن الحكم صدر غيابيًا، دون إتاحة الفرصة القانونية الكافية للدفاع عن الطفل المتهم، خاصة بعد رفض المحكمة إثبات حضور المحامي خلال الجلسة.

طلب تأجيل تم تجاهله

وأضاف الجندي في تصريحات صحفية أن هيئة المحكمة رفضت طلبًا تقدم به لتأجيل الجلسة أسبوعًا، موضحًا أن الطفل المتهم كان قد تعرض لوعكة صحية مفاجئة حالت دون حضوره. وأردف قائلاً: "الطفل يعاني من أزمة نفسية حادة، أصيب بنزلة معوية نتيجة الضغط والتوتر قبيل انعقاد المحاكمة بساعات".

شهرة الوالد تزيد الموقف تعقيدًا

أكد محامي الدفاع أن شهرة والد الطفل، الفنان محمد رمضان، قد أسهمت في تضخيم الواقعة وتشكيل صورة غير متوازنة عن الحادثة، مضيفًا أن الحادث في جوهره بدأ نتيجة تنمر من الطفل الآخر تجاه نجل رمضان، وأن الدفاع التزم أمام المحكمة بإحضار الطفل المتهم في الجلسة المقبلة، لكن المحكمة رفضت كل الطلبات.

تفاصيل الاتهام تتصدر عناوين الصحف

الواقعة بدأت عندما تقدمت والدة أحد الأطفال، وهو تلميذ بالصف السادس الابتدائي في مدرسة دولية بمنطقة الشيخ زايد، ببلاغ رسمي تتهم فيه نجل الفنان الشهير بالاعتداء على ابنها داخل نادي اجتماعي شهير. وتم توثيق البلاغ لدى السلطات المختصة، مما دفع المحكمة إلى تحويل الطفل إلى محكمة الجنح الخاصة بالأحداث.

دفاع الضحية يكشف مشاركة الفنان

في مفاجأة مثيرة، صرح محامي الطفل المعتدى عليه، أحمد مختار، بأن الفنان محمد رمضان قد شارك في الواقعة بشكل غير مباشر، وأكد أنه سيطلب ضم الفنان نفسه إلى قائمة الاتهام خلال المراحل القادمة من التحقيقات، ما يزيد من تعقيد القضية ويمنحها بعدًا آخر.

تغيب محمد رمضان يزيد الجدل

غاب الفنان محمد رمضان عن جلسات المحاكمة، ولم يحضر أيضًا نجله، فيما حرصت والدة الطفل المجني عليه على حضور الجلسة الأولى، وهو ما عده كثيرون تجاهلاً من جانب الطرف الآخر في ظل جدية الاتهامات وخطورتها.

أزمة صحية تؤجل حضور المتهم

أفاد الدفاع أن نجل الفنان تعرض لأزمة صحية عقب علمه بموعد الجلسة، وقد تم تقديم طلب تأجيل رسمي للمحكمة نظرًا لحالته الصحية، لكن المحكمة رفضت الطلب وأصدرت الحكم دون النظر في الظروف الطبية والنفسية التي يمر بها الطفل.

دار الرعاية دون تحديد مدة

أصدرت المحكمة حكمها القاطع بإيداع نجل الفنان في دار رعاية اجتماعية، دون تحديد مدة زمنية واضحة، مما يفتح المجال أمام مراحل جديدة من الطعن والاستئناف خلال الأيام القادمة، حسبما أوضح المحامي أحمد الجندي.

تداعيات إعلامية وقانونية

لاقى الحكم صدى واسعًا في وسائل الإعلام وعلى منصات التواصل الاجتماعي، وسط انقسام بين مؤيد يرى ضرورة المحاسبة القانونية لأي مخالف، ومعارض يعتبر أن الحكم متسرع ويجب إعادة النظر فيه بسبب طبيعة الحدث وسن الطفل.

قانون الطفل بين الإنصاف والتشدد

تشير بعض الآراء القانونية إلى أن الحكم قد يتعارض مع فلسفة قانون الطفل في مصر، الذي يراعي بالدرجة الأولى تأهيل الطفل وحمايته من الانزلاق في دوائر الإجرام، بدلاً من معاقبته بعقوبات ذات طابع إصلاحي قد لا تكون ملائمة في كل الأحوال.

تحركات قانونية مرتقبة

من المنتظر أن يتقدم الدفاع بطعن رسمي خلال الأيام القادمة لإلغاء الحكم، مع احتمالية تقديم مستندات طبية تؤكد الحالة الصحية والنفسية للطفل المتهم، في محاولة للحصول على قرار تأجيل أو إعادة نظر بالقضية.

رأي عام يترقب كلمة الفصل

تبقى هذه الواقعة إحدى القضايا الساخنة التي تترقبها الساحة الفنية والقانونية على حد سواء، خاصة في ظل الأضواء المسلطة على عائلة الفنان محمد رمضان، ومع تصاعد نبرة الجدل حول ما إذا كانت شهرة الأب تلقي بظلالها الثقيلة على مستقبل ابنه القانوني.