أكدت الباحثة في الإعلام الرقمي وتكنولوجيا الاتصال مها العنزي لـ«عكاظ» أن القمة الخليجية - الأمريكية التي تستضيفها الرياض تمثل نقطة تحول نوعية في مسار الشراكات التقنية والاستثمارية بين المملكة والولايات المتحدة، خصوصاً في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. وأشارت العنزي إلى أن زيارة ترمب، بوصفها أول زيارة خارجية رسمية له منذ توليه مهماته الرئاسية، تعكس المكانة الاستراتيجية التي تحتلها المملكة في نظر الإدارة الأمريكية، وتؤكد حرص واشنطن على تعزيز علاقاتها مع السعودية والمنطقة الخليجية ككل.

وأوضحت أن الملفات المطروحة خلال القمة تغطي محاور سياسية واقتصادية ودفاعية، إلى جانب تركيز لافت على الاستثمارات النوعية، مشيرة إلى أن منتدى الاستثمار السعودي - الأمريكي المنعقد على هامش القمة يشكل منصة مهمة لتعزيز التعاون في مجالات التكنولوجيا الحيوية، والبنية التحتية الرقمية، والذكاء الاصطناعي.

وبينت العنزي أن المنتدى يشهد مشاركة نخبة من كبار الشخصيات العالمية في قطاع التكنولوجيا والاستثمار، من بينهم كبير مستشاري البيت الأبيض للذكاء الاصطناعي ديفيد ساكس، والرئيس التنفيذي لشركة تيسلا إيلون ماسك، والرئيس التنفيذي لشركة OpenAI سام ألتمان، إلى جانب رؤساء شركات استثمارية كبرى مثل بلاك روك وبلاكستون، وبمشاركة عدد من الوزراء وكبار المسؤولين من الجانبين.

وأضافت العنزي أن المنتدى يسلط الضوء على فرص الشراكة في قطاعات تشمل الطاقة، والاستدامة، والخدمات المالية، والتكنولوجيا المتقدمة، والصناعة، والدفاع، والرعاية الصحية، والسياحة، وسلاسل التوريد، مؤكدة أن هذه القطاعات تمثل أولويات اقتصادية مشتركة.

ولفتت إلى أن كلمة وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح أكدت أهمية استثمار التحولات الاقتصادية والتقنية لتوسيع الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، مشيدة في الوقت نفسه بإعلان تأسيس شركة «هيومين»، برئاسة ولي العهد، وبدعم من صندوق الاستثمارات العامة، قبل يوم واحد فقط من انطلاق المنتدى. ووصفت العنزي هذه الخطوة بأنها مؤشر استراتيجي على توجه المملكة لتحويل نفسها إلى مركز عالمي لتقنيات الذكاء الاصطناعي، خصوصا في ما يتعلق بتطوير نماذج لغوية باللغة العربية، وبناء مراكز بيانات حديثة، وتعزيز الحوسبة السحابية لدعم القطاعات الحيوية.

وختمت حديثها بالتأكيد على أن شركات التكنولوجيا الأمريكية تتطلع بشكل متزايد إلى الشراكة مع دول الخليج، معتبرة أن المملكة ودول المنطقة أمام فرصة حقيقية لتعزيز مكانتها كمراكز إقليمية للابتكار والتقنية على المستوى العالمي. ‏