نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق ..وصمت الوسطاء أمام عودة العدوان - اخبارك الان, اليوم السبت 22 مارس 2025 10:39 مساءً
نشر في الشروق يوم 22 - 03 - 2025
صمت الوسطاء العرب عن الجرائم التي ترتكبها حكومة الإبادة الصهيونية في قطاع غزة و في الضفة في آن واحد. فهم يجرون اتصالات من وراء الستار للبحث في كيفية مزيد الضغط على حماس من أجل التنازل في المفاوضات و إطلاق سراح الرهائن دون قيد أو شرط. وما يقوله الصهيوني هو هذا تحديدا. مفاوضات تحت النار، و إطلاق سراح الرهائن دون أي شرط ودفعة واحدة، وهكذا يحقق نتنياهو نصره بإطلاق سراحهم و امتداد الحرب إلى ما لا نهاية حتى يقع القضاء على المقاومة ثم تهجر الباقين على قيد الحياة إلى الدول التي بدأت تعلن استعدادها لقبول أهل غزة .
سيخرج علينا "الوسطاء العرب" و يقولون تلك التصريحات المعتادة إننا نبذل قصارى جهدنا من أجل عودة المفاوضات و هذا أمر صحيح. و لكن الجهود تبذل للضغط على الطرف الفلسطيني وقبول الاستسلام. و الخطاب العربي في هذه المرحلة واضح. و قد كشفت مفاوضات سابقة، عن أنّ العرب لم يكونوا سوى أداة للضغط على الفلسطينيين، وهذا حدث سابقا في حادثة معروفة بين حسني مبارك و ياسر عرفات. ثم إن شهادات أخرى لمسؤولين قطريين في حقبة ما بعد 2011، تثبت أن الخطاب واحد، و هو خطاب يلح على إلقاء السلاح و تقديم التنازلات التي لا تقف عند حد بالنسبة الى الصهاينة إلاّ حدّ تفريغ فلسطين من أهلها،و هذا ما يجري حاليا.
لم يحدثنا الوسطاء العرب عن خياراتهم في ما لو انتهكت إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار و هم أكثر الناس معرفة بأن الكيان الصهيوني لا عهود له ولا مواثيق. بل إن الوسطاء العرب يتجنّبون مجرد الخوض في هذه المسائل. وها قد فعلتها إسرائيل كما كان متوقعا. فهل هناك خيار بديل للوسطاء سوى المزيد من الضغط على المقاومة، أو مواجهة آلة الموت الصهيونية ؟
الاحتلال كان واضحا في كل خطواته، فهو يريد غزة بلا شعب، ويريد الضفة بلا شعب، وهو يمارس هذا التطهير العرقي في كل مكان من فلسطين،و لن تنجح محاولات الهدنة في إيقاف المخطط الكبير. ثمة أمر واحد يمكن أن يوقف العدوان وهو المقاومة، أو يجبره على تغيير مخططاته. وغير ذلك فلن يكون سوى تمكين المحتل من الوقت ليستعيد قوته و يلمع صورته الملطخة بالدماء، لينفذ مجازره و خططه التوسعية. لاحظوا جيدا أنه استغل حالة انهيار الدولة في سوريا وشرع في الاستيلاء على أراض جديدة دون أن يرف له جفن، واستطاع أن يحتفظ بمناطق في لبنان التي لم يكن يجرؤ على دخولها في السنوات الماضية. ولن يتوقف عن وضع يده على اي منطقة عربية، مادام هناك وسطاء يلعبون دور الشركاء.
كمال بالهادي
.
0 تعليق