مدينة جيريكو كوارا، المعروفة لدى معظم الناس باسم «جيري»، وجهة فريدة من نوعها في البرازيل، وهي مدينة تقع في منتزه وطني وتشتهر بكونها واحدة من أفضل الوجهات في العالم لممارسة رياضة ركوب الأمواج الشراعية، لكنها أصبحت أيضاً وجهة سياحية شهيرة للبرازيليين الذين يأتون إلى هنا للاستمتاع بالشواطئ والمدينة.
وتحيط بها الكثبان الرملية الشاهقة من ثلاث جهات والمحيط الأطلسي من جهة أخرى، وهي مكان ساحر يمكن لأي شخص الاستمتاع به.
وربما يبدو الوصول إليها مُرهقاً، لأن الوصول إلى شاطئ المدينة لا يتم إلا بسيارات الدفع الرباعي، ولكنه سهل للغاية. ويوجد في جيري مطار يُسيّر رحلات منتظمة إلى ساو باولو. ويمكن أيضاً السفر جواً إلى فورتاليزا واستئجار سيارة نقل إلى جيري والتي تستغرق نحو 4 ساعات ونصف. وهناك عدة طرق للوصول إلى المدينة لكن جميعها يتطلب قيادة طويلة (عادةً ما تراوح بين 40 و50 دقيقة) عبر الرمال والكثبان الرملية.
وعند الوصول من المستحيل ألا يعجب الزائر بهذا المجتمع الجميل بشوارعه الرملية التي تربطها أزقة مكتظة بالمتاجر والمطاعم وغيرها من محال التجزئة. وتغفو المدينة وقت الظهيرة، لكنها تنبض بالحياة ليلاً عندما تكتظ الساحة المركزية بالناس، والموسيقيون على الشاطئ.

المشي على الطرقات الرملية

مدينة جيري مكان ساحر للتجول والاستمتاع بأجوائها، وبُنيت المدينة بالكامل على الرمال، فشوارعها رملية وحتى أرضيات بعض المتاجر والمطاعم رملية.
وعلى الرغم من أن شوارعها الرملية تُضفي عليها جواً من الراحة والهدوء، إلا أنها تتمتع بأجواء راقية أكثر من غيرها من المدن الشاطئية على طول الساحل الشمالي الشرقي للبرازيل. وتضم جيري متاجر تبيع أشهر ماركات الملابس البرازيلية، ومطاعم راقية، ومجموعة مختارة من الفنادق التي تُميزها.
وهناك جانب ممتع آخر للتجول في المدينة وهو خلوها من السيارات، باستثناء سيارات الأجرة والعربات الصغيرة.
وعندما تغرب الشمس وتنخفض درجة الحرارة قليلاً، تنبض جيري بالحياة مع خروج الناس إلى الشوارع التي تغري المشاة بباحاتها الفاتنة، ومتاجر الملابس العصرية، والقطع اللامعة في محال المجوهرات. 
ويعرض الباعة الأعمال الفنية والحلي في الشوارع، وترافقهم في الغالب مجموعة متنوعة من الحيوانات في مشهد غريب.

 نزهة على الشاطئ

هذا الامتداد الهلالي المذهل من الرمال الذهبية وجهة مثالية خلال النهار، ومشاهدة غروب الشمس، وقضاء الوقت في المساء، حيث تأخذ المياه الضحلة دفئها من أشعة الشمس الاستوائية.
يمتد الشاطئ لأكثر من 16 كيلومتراً حتى تاتاجوبا، إلا أن الريح قد تكون عاتية خارج المنطقة الرئيسية للمدينة. والرمال الناعمة مثالية للتنزه على طول حافة المياه وللاستلقاء للتشمس كل صباح، وتقدم المطاعم المطلة على الشاطئ أشهى المأكولات البحرية الطازجة كما يأتي الباعة لبيع بضائعهم. وبعد قضاء فترة ما بعد الظهر تحت أشعة الشمس وركوب الأمواج، يمكن العودة مرة أخرى إلى الشاطئ مساءً قبل غروب الشمس. في هذا الوقت، ينتشر بائعو المشروبات المتنقلة على الرمال، وتبدأ الموسيقى، ويتوافد الناس لمشاهدة الشمس وهي تغرب ببطء في المحيط الأطلسي. وعلى الحافة الجنوبية للشاطئ يقع كثيب رملي كبير يجذب أعداداً من مُشاهدي غروب الشمس يومياً. 

استكشاف التلال 

لتتعرف إلى المنطقة بعمق، يمكن القيام بجولة بعربة الرمالي (باغي) على طول الشاطئ وعبر الكثبان الرملية، تحمل هذه العربات المجهزة خصيصاً أربعة أشخاص، إضافة إلى السائق. 
وتبدأ الإثارة على طول الشاطئ، حيث ترتفع الكثبان الرملية بشكل مذهل من جهة، ويمتد المحيط الأطلسي على مساحة شاسعة من جهة أخرى. ويُضفي التسابق فوق الرمال المتحركة تجربة مُفعمة بالإثارة، حيث تصعد العربة وتهبط فوق الكثبان الرملية وتنزلق على مساحات شاطئية مسطحة مُشمسة.
وفي الغالب يقود الطريق التقليدي شمالاً إلى تاتاجوبا، مروراً بعبور نهر في غوريو، حيث يمكن النزول لتناول وجبة خفيفة ومشروب بارد في مطعم شاطئي ريفي. 
وعلى طول الطريق تتاح فرصة مشاهدة جميع أنواع الحياة البرية، بما في ذلك الخيول البرية والحمير والطيور البحرية، ومن يحالفه الحظ فقد يصادف سلحفاة بحرية.
وفي غوريو يمكن مشاهدة متزلجي الطائرات الشراعية وهم يتسابقون عبر الماء ويؤدون قفزات جوية جريئة، وهي قفزات مثيرة للإعجاب نظراً للرياح العاتية في هذه المنطقة. وحسب فصول السنة ربما تهب الرياح بقوة، لذا يُنصح بإحضار وشاح أو غطاء للرحلة.

التزلج الشراعي على المياه

على مدار العقد الماضي، أصبحت جيريكو كوارا وجهةً رائجةً لممارسة رياضة التزلج الشراعي على المياه، ورغم أن هذه الرياضة محظورة في منطقة الشاطئ الرئيسية، إلا أنه على بُعد مسافة قصيرة يوجد أحد أفضل المواقع عالمياً لممارستها.
وتهب رياح قوية ومستقرة من أغسطس إلى ديسمبر، وتكون الرياح في ذروتها من منتصف أكتوبر إلى منتصف نوفمبر. وهواة ممارسة هذه الرياضة وسط الأمواج العالية والرياح القوية يمكنهم استئجار عربة والتوجه جنوب المدينة إلى بريا. أما المهتمون بالمياه الهادئة مع رياح رائعة فعليهم التوجه إلى غوريو أو شمالاً إلى تاتاجوبا.
وتتوفر أماكن الإقامة في كلتا المدينتين، ولكن للحصول على أفضل طعام ومتعة تبقى الإقامة في جيريكو كوارا هي الخيار الأفضل.
وتشتد الرياح في الصباح وتزداد قوتها طوال اليوم، وخلال ذروة الموسم يُتوقع أن تصل سرعتها إلى 20 عقدة أو أكثر يومياً. 

قضاء يوم في لاغون

لا تقتصر جيري على المحيط، بل أيضاً يجد الزائر فيها ما يندر وجوده في أي مكان آخر في العالم، فهناك بحيرات المياه العذبة المحاطة بالكثبان الرملية، وتمتلئ هذه المسطحات المائية الخلابة بمياه الأمطار المحتجزة التي تدفئها الشمس. ومن أشهرها بحيرة بارايسو، المعروفة بمياهها الصافية ومناظرها الطبيعية الخلابة.
وما يجعل بحيرة بارايسو مميزة حقاً هو مياهها الدافئة الضحلة التي تتلألأ بلون فيروزي ساحر، ويمكن الاستمتاع بجمال البحيرة من أحد المطاعم التي تصطف على شواطئها، فهي مكان مثالي للاسترخاء والسباحة والاستمتاع بالمناظر البانورامية. والعديد من هذه المطاعم مزودة بأراجيح معلقة فوق الماء.
والوصول إلى البحيرة هو نصف المتعة، ويمكن استئجار عربة شاطئية للتجول عبر الطرق الرملية وشجيرات الصحراء ثم الوصول إلى البحيرة.