قال وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، معمر الإرياني، إن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف العملية العسكرية ضد مليشيا الحوثي، أحدث ارتباكًا واسعًا داخل صفوف الجماعة، انعكس في سلسلة من التصريحات المتناقضة الصادرة عن قياداتها ووسائل إعلامها.

وأوضح الإرياني في تصريحات مساء اليوم السبت، طالعها "المشهد اليمني" أن مواقف الحوثيين تباينت بين من يزعم أن القرار جاء نتيجة حوارات غير معلنة، وآخرين وصفوه بأنه قرار أمريكي أحادي لا علاقة للمليشيا به، في حين ذهب البعض إلى الحديث عن تدخل وساطة عمانية بطلب أمريكي. وأكد أن هذا التخبط يكشف أن المليشيا لم تكن طرفًا في أي تفاهمات، بل فوجئت بالتطورات، وهو ما يسلّط الضوء مجددًا على طبيعة الجماعة التابعة للحرس الثوري الإيراني، والتي لا تملك قرارها السياسي أو العسكري، وإنما تُدار عن بعد من طهران، على حد وصفه.

وأضاف الإرياني أن وقف إطلاق النار لم يُصنع في صنعاء أو صعدة، بل جاء نتيجة تفاهمات إيرانية–أمريكية جرت بوساطة عمانية، في إطار تهدئة تمهد لاستئناف المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران. وقال إن إيران عمدت إلى تفعيل أوراق نفوذها في المنطقة، وعلى رأسها مليشيا الحوثي، مع تعثر الجولة الرابعة من المفاوضات النووية.

وأكد الوزير أن هذا السلوك ليس جديدًا، إذ درجت طهران على استخدام الملف اليمني كورقة ضغط سياسية، حيث تتصاعد العمليات الحوثية كلما اشتدت الضغوط الدولية على إيران، وتنحسر حين تتجه الأخيرة نحو الحوار. واعتبر أن ذلك يأتي في إطار "هندسة سياسية إيرانية" تسعى لتعزيز نفوذ طهران الإقليمي على حساب أمن اليمنيين واستقرارهم.

وأشار الإرياني إلى أن التطورات الأخيرة تؤكد مجددًا أن هجمات الحوثيين على الملاحة الدولية منذ نوفمبر 2023 لم تكن بدافع التضامن مع القضية الفلسطينية كما تدعي الجماعة، بل كانت تنفيذًا مباشرًا لأوامر إيرانية، بهدف استخدامها كورقة تفاوضية ضد الغرب في لعبة الابتزاز الاستراتيجي التي تمارسها طهران كلما تراجع موقفها التفاوضي، بغض النظر عن مجريات الأحداث في غزة.

وكانت سلطنة عمان قد أعلنت، يوم الثلاثاء، توصلها إلى اتفاق يقضي بوقف الغارات الأمريكية على الحوثيين في اليمن، مقابل وقف هجمات الجماعة على السفن التجارية في البحر الأحمر.

جاء ذلك بعد إعلان مفاجئ للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء، أكد فيه أن الولايات المتحدة ستوقف الضربات الجوية فورًا ضد الحوثيين، مشيرًا إلى أن الجماعة أبلغت واشنطن بأنها "لا ترغب في القتال بعد الآن".

وقال ترامب في تصريحاته: "الحوثيون قالوا البارحة إنهم لم يعودوا يريدون القتال، وهذه أخبار جيدة"، مضيفًا: "أقبل كلمتهم وقررنا وقف القصف فورًا".