عاجل

«ساعدني» بنقل السين مكان الألف - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة

إيمان الهاشمي

دائماً (ساعد) الآخرين بنقل حرف الألف مكان حرف السين، أي باختصار (أسعد) الغير كي يعم الخير بين العالمين، فالعمر قصير جداً وإن بدا لنا طويلاً، والشر طويل جداً وإن بدا لنا قصيراً، فالحقيقة أن الحلم لا عمر له، والعمر لا حلم فيه، حيث إنه سينتهي يوماً ما لا محالة، وهنا تظهر الفطرة السليمة في أجمل حالة، بأن يسعى الإنسان في سنواته القليلة، أن يحقق جلّ أحلامه الجميلة، وبأن يبتعد قدر الإمكان عن الشرور والرذيلة، وأن يقاوم النفوس الشريرة والأرواح الدخيلة، ثم...أوليس هذا حالنا جميعاً وما باليد حيلة! حسناً... لقد اكتفيت من شرح وتحليل ما لا يجب تحليله، ولقد اقتنعت من تفسير وتعليل ما لا يمكن تعليله، وبالتالي سأسرد الواقع دون تبديله.
في قلبه مدينة بيضاء وكدماتٌ أرجوانية، ودماءٌ خضراء ونبضاتٌ أفعوانية، وفي عقله غابةٌ زرقاء وأغصانٌ رمادية، وأفكارٌ حمراء وقبورٌ عادية ثم غير عادية، منذ نشق الهواء لأول مرة تحت أنفاس السماء الإسبانية، وبالتحديد مدينة كامبرودون في المقاطعة الكتالونية، برزت مواهبه الموسيقية المتميزة في سن الثالثة، واستمر تميّزه إلى ساعة موته وحلول الكارثة، تماماً بعد إصابته بالتهاب الكلى والحمى الصفراء، وانهيار صحته واعتراف جسده بالهزيمة النكراء، هكذا عاش (إسحاق ألبينيز) الحياة وغادرها في عز الظهر، بين مايو 1860 ومايو 1909 أي في نفس الشهر، بل قبيل أيامٍ من عيد ميلاده الـ49؛ فيا للقهر! ولكن من عجائب البراعة والجمال والطُهر، أن بقيت أعماله تصب إبداعها على العالمين كالنهر، ليحيا اسمه أسطورة خالدة مدى الدهر، فقد طغت على مؤلفاته أصالة الروح الأندلسية، كما اتصفت برونقها وببساطتها الحسية، وكذلك باعتمادها على مهاراته الحدسية، ليشق طريقه ضد التيارات العكسية، حيث إنه لم يأبه يوماً بالأمور التنافسية، قبل وأثناء وبعد سنواته الدراسية، وكأنه اتخذ من الصفاء له تميمة أو تعويذة، أَضْفَت على ألحانه نكهة نقية ولذيذة، ولهذا وقع بصدق المعلم في غرامِ تلميذة، أنجب منها عدداً من الأطفال المبدعين، وإن رحل عنهم في أواخر الأربعين، تاركاً لهم إرثاً هائلاً وضخماً، ليس مالاً وإنما عملاً واسماً.
والجدير بالذكر أن من أشهر ما ورَّثه (ألبينيز) لجميع البشرية، مقطوعات باسم «لافيغا» و«إيبيريا» و«أستوريا»، على آلة البيانو أو القيثارة المعروفة حالياً باسم الجيتار، لتعزف أوتارها على أرواحنا بلا أوتار.


الاسـم: إسحاق ألبينيز Isaac Albinize
من أعماله:
Asturias
النشاط: موسيقي
الجنسية: إسباني
التاريخ:
1860 – 1909 (48 سنة)
 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق