د. مايا الهواري
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (تهادوا تحابّوا)، هذا هو الدّين الإسلاميّ، يدعو دائماً للمحبّة والابتعاد عن الضّغينة والتّنافر، هذه الهديّة تكون متفاوتة الثّمن إمّا باهظة أو رخيصة، قد تكون كبيرة أو صغيرة، وقد تكون رمزيّة تعبّر عن شيء معيّن، فالبعض يعتبر الهديّة ثقيلة على كاهله، فهو يبحث عن أغلى الأشياء وأندرها محاولة منه إسعاد من يقدّمها له فيضع كلّ طاقته بالبحث عنها ويسخّر جلّ تفكيره لاختيارها، معتقداً أنّه بقدر محبّة الشّخص يكون سعر الهديّة، لكن هذا ليس صحيحاً، لأنّ الهديّة تحمل معاني جميلة، وأنّ تقديمها للآخر يعني أنّه في بالِ من قدّمها وأنّه يتذكّره، دائم التّفكير فيه، ذلك أنّ البعض مستعدّ لأن يقدّم هديّة باهظة الثّمن حتّى ولو كانت خاليّة من مشاعر الحبّ، فهو قدّمها لأنّه واجب عليه تقديمها، على عكس من يقدّمها مع جعبة مشاعر وحبّ بغضّ النّظر عن ثمنها، فالطّابع المعنويّ الإنسانيّ هنا هو الغالب، إذ يكفي المرء أن يتذكّره الآخر ولو بشيء بسيط حتّى لو كان ثمنه زهيداً، فالهديّة عنده معنويّة لا مادّيّة، المهم أن تحمل مشاعر وأحاسيس هذا الشّخص وحبّه وولاءه له، ونجد أكثر من يفضّل ذلك النّساء، لأنّ المرأة تحبّ أن يجلب زوجها لها هديّة بدون مناسبة، كوردة مثلاً تعبيراً عن شكره لها، فثمن الوردة لا يكلّف شيئاً، ولكنّها تعني الكثير للزّوجة وأنّها في بال زوجها، لذا نجد أن مفهوم الهدايا يختلف من شخص لآخر، علماً أنّ الهديّة تزرع في القلب مشاعر السّعادة وتقرّب القلوب من بعضها وتبعد الضّغينة وتكون سبيلاً لإزالة الحقد والكره.
نستنتج ممّا سبق أنّ الهديّة هي طريق للقلوب، وجسر يصل في ما بينها، تزيل الحقد والكراهية وتزرع المحبّة والتّآلف، ونكرّر ما قاله النّبي الكريم: تهادوا تحابّوا.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق