نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الذكاء الاصطناعي يعيد إلى الحياة كتابات فيلسوف يوناني من لفافة متفحمة منذ عام 79! - اخبارك الان, اليوم الأربعاء 7 مايو 2025 01:51 مساءً
إنجلترا – تمكن العلماء لأول مرة من فك أسرار لفافة بردي متفحمة، دفنت تحت رماد بركان فيزوف المدمر قبل ألفي عام، ليكتشفوا أنها تحتوي على عمل نادر للفيلسوف اليوناني القديم فيلوديموس.
وباستخدام تقنيات المسح المتطورة بالأشعة السينية والذكاء الاصطناعي، نجح فريق بحثي دولي في الكشف عن عنوان العمل ومؤلفه، في إنجاز علمي غير مسبوق يفتح نافذة جديدة على حكمة العصور القديمة.
وكشفت آثار الحبر المرئية في صور الأشعة السينية أن النص جزء من عمل متعدد المجلدات بعنوان “عن الرذائل”، كتبه الفيلسوف الأبيقوري فيلوديموس في القرن الأول قبل الميلاد. وهذه اللفافة هي واحدة من ثلاث لفائف من مدينة هيركولانيوم التاريخية، محفوظة في مكتبة بودليان في أكسفورد.
وقال الدكتور مايكل ماكوسكر، خبير البرديات في جامعة كوليدج لندن: “هذه أول لفافة يمكن رؤية الحبر عليها مباشرة في المسح الضوئي. ولم يكن أحد يعرف محتواها، بل لم نكن متأكدين حتى مما إذا كانت تحتوي على كتابة من الأساس”.
وتنتمي هذه اللفافة إلى مئات اللفائف التي عثر عليها في مكتبة فيلا رومانية فاخرة يعتقد أنها كانت مملوكة لحمى يوليوس قيصر. ودفنت الفيلا تحت الرماد والخفاف عندما دمرت هيركولانيوم، بالقرب من نابولي، جنبا إلى جنب مع بومبي في ثوران بركان فيزوف عام 79 ميلادي.
وأُجريت عمليات تنقيب في القرن الثامن عشر لاستعادة العديد من اللفائف القديمة، معظمها محفوظ الآن في المكتبة الوطنية في نابولي. لكن الوثائق محترقة لدرجة أنها تتفتت عند محاولة فكها، كما أن الحبر غير مقروء على ورق البردي المتفحم.
ويأتي هذا الكشف بعد سلسلة من الاكتشافات ضمن “تحدي فيزوف”، وهي مسابقة عالمية أُطلقت عام 2023 للتشجيع على قراءة اللفائف باستخدام تقنيات المسح ثلاثي الأبعاد.
وفي العام الماضي، فاز فريق من الطلاب المختصين في علوم الحاسوب بالجائزة الكبرى البالغة 700 ألف دولار لتطويرهم برنامج ذكاء اصطناعي مكنهم من قراءة 2000 حرف يوناني قديم من لفافة أخرى.
وتم مسح اللفافة المسماة “PHerc. 172″ في يوليو الماضي في منشأة دايموند سينكروترون في أكسفوردشاير بالمملكة المتحدة. وللمفاجأة، ظهر بعض الحبر في صور الأشعة السينية، حيث رصد الباحثون الكلمة اليونانية القديمة لـ”الاشمئزاز” مرتين على الأقل في النص.
وحصل كل من شون جونسون من “تحدي فيزوف”، ومارسيل روث ومايكل نوفاك من جامعة فورتسبورغ، على جائزة أول عنوان بقيمة 60 ألف دولار لاكتشافهم اسم المؤلف والعنوان في الجزء الداخلي من اللفافة.
ويشير الرقم المكتوب على اللفافة إلى أنها قد تكون الجزء الأول من العمل، الذي يضم 10 كتب على الأقل، تتناول مواضيع مثل “الغرور، الجشع، النفاق، وإدارة المنزل”.
ومن المتوقع أن تكشف عمليات مسح إضافية للمزيد من اللفائف قريبا عن نصوص جديدة. فقد تم مسح 18 لفافة في دايموند في مارس الماضي، وسيتم تصوير 20 أخرى في منشأة الإشعاع السنكروتروني الأوروبية في غرونوبل هذا الأسبوع.
وقال الدكتور برينت سيلز، عالم الحاسوب في جامعة كنتاكي والمشارك في تأسيس “تحدي فيزوف”: “نرى أدلة على وجود حبر في العديد من اللفائف الجديدة التي مسحناها، لكننا لم نحولها بعد إلى نص متماسك. التحدي الحالي هو تحويل كميات البيانات الضخمة إلى أقسام منظمة يمكن قراءتها”.
المصدر: الغارديان
0 تعليق