أدلى علي شمخاني، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، بتصريح أثار موجة انتقادات واسعة في الأوساط اليمنية، بعد ما اعتبره ناشطون "تبرؤًا واضحًا" من جماعة الحوثيين، وتنصلًا من أي تبعات إقليمية للهجوم الصاروخي الأخير على مطار بن غوريون الإسرائيلي.

وقال شمخاني في تصريحات رسمية، مساء الثلاثاء، طالعها "المشهد اليمني" إن "صواريخ أنصار الله التي استهدفت مطار بن غوريون زلزلت الركيزة النفسية لأمن إسرائيل"، معتبرًا أن هذا الهجوم "شكّل ضربة استراتيجية لوهم انحسار محور المقاومة الذي يمتد من لبنان وغزة إلى العراق وصنعاء".

لكن التصريح الذي بدا في ظاهره إشادة بما وصفه بدور الحوثيين في المعركة ضد إسرائيل، كشف ـ وفق ناشطين يمنيين ـ محاولة إيرانية مكشوفة للتخلي عن مسؤوليتها السياسية والعسكرية والأمنية تجاه التصعيد، خاصة بعد الضربات الإسرائيلية العنيفة التي أعقبت الهجوم الصاروخي من اليمن.

وأشار الناشطون إلى أن شمخاني تجاهل عمدًا ذكر إيران ضمن دول "محور المقاومة"، مكتفيًا بتعداد: لبنان، غزة، العراق، وصنعاء، وهو ما اعتُبر رسالة مبطنة لفصل إيران عن مسؤولية أي ردود إسرائيلية أو أمريكية مستقبلية على الحوثيين.

كما انتقدوا تأكيد شمخاني على أن الصواريخ "انطلقت من صنعاء" وأنها "صواريخ أنصار الله"، بوصفه محاولة صريحة لتحميل العاصمة اليمنية وحدها تبعات الضربات الانتقامية التي شنّتها إسرائيل لاحقًا، والتي دمّرت مطار صنعاء بالكامل، إلى جانب ميناء الحديدة، ومصنعي إسمنت باجل وعمران، بالإضافة إلى منشآت الكهرباء المركزية في صنعاء.

وجاءت تصريحات مستشار المرشد الإيراني، عقب رد فعل إسرائيلي واسع النطاق على الصاروخ الحوثي الذي استهدف مطار بن غوريون يوم الأحد الماضي، وأسفر عن حفرة عميقة بعمق يتجاوز 20 مترًا قرب المطار، في ضربة وصفت بأنها غير مسبوقة من جهة اليمن.

في السياق ذاته، حمّل قادة الاحتلال الإسرائيلي إيران المسؤولية الكاملة عن أي ردود حوثية قادمة، مشيرين إلى أن الجماعة ليست سوى ذراع تابع لطهران، في رسالة مباشرة لإقحام إيران في دائرة الردع.

لكن التصريحات الإيرانية بدت وكأنها تهرب استباقي من هذا السيناريو، وتخلّ عن "محور المقاومة" في اختبار حقيقي، كما وصفه محللون يمنيون.