شهدت نقابة الفنانين السوريين تطوراً دراماتيكياً مساء الأحد، بإعلان مجلس النقابة سحب الثقة من النقيب مازن الناطور، في خطوة غير مسبوقة، جاءت على خلفية اتهامات له بالتفرد بالقرارات ومخالفة قانون النقابة وتهميش الأعضاء، بحسب بيان رسمي نُشر عبر المنصات التابعة للنقابة.
سحب الثقة من نقيب الفنانين السوريين
وجاء في البيان أن القرار صدر بالإجماع من أعضاء مجلس الإدارة برئاسة نائب النقيب الفنان نور مهنا، الذي تم تكليفه مؤقتاً بتسيير أعمال النقابة إلى حين تعيين نقيب جديد.
واستند المجلس في قراره إلى المادة 33، الفقرة الثالثة من القانون رقم 40 لعام 2019، والذي ينص على إمكانية سحب الثقة من النقيب في حال مخالفته النظام الداخلي أو إدارته المنفردة، وهو ما أشار إليه البيان بوضوح تحت عنوان: "الاستئثار بالقرار وتهميش المجلس المركزي".
قرارات جدلية وتداعيات مستمرة
يأتي هذا القرار بعد سلسلة من القرارات التي أصدرها مازن الناطور خلال فترة وجيزة من توليه المنصب في مارس/آذار الماضي، والتي خلقت حالة من الانقسام داخل الوسط الفني، أبرزها قرار شطب قيد الفنانة سلاف فواخرجي من سجلات النقابة، بحجة "خروجها عن أهداف النقابة وتنكرها لآلام الشعب السوري"، على حد ما ورد في بيان النقابة آنذاك.
وكان القرار، الذي حمل الرقم 34/ق، قد استند إلى المادة 58 من النظام الداخلي، وتم التوقيع عليه من قبل الناطور شخصياً، ما اعتبره كثيرون استخداماً مسيّساً لأدوات النقابة، وتعدياً على حرية الرأي والتعبير للفنانين.
كما أثار الناطور جدلاً آخر بمنحه عضوية الشرف للفنان اللبناني فضل شاكر، وهو قرار قوبل بانتقادات حادة نظراً للخلفية القانونية والقضائية المعقدة للفنان اللبناني، ما جعل البعض يتهم النقابة بانحراف بوصلتها عن اهتمامات الفنانين السوريين وقضاياهم الداخلية.
انتقادات حادة من داخل الوسط الفني
سلسلة قرارات الناطور لم تمر مرور الكرام داخل الأوساط الفنية السورية، حيث خرج المخرج السوري الليث حجو قبل أسابيع، بتصريحات لاذعة ضد ما وصفه بـ"فشل النقابة" تحت قيادته، مشيراً إلى أن ما حدث خلال أشهر قليلة فاق أخطاء النقابة خلال سنوات مضت.
وقال حجو في تصريحاته: "ما حدث يثبت أن القيادة الحالية للنقابة تتخذ قرارات فردية تفتقر للشفافية والاحتراف"، مطالباً باستقالة فورية للنقيب والمجلس التنفيذي.
من جانبه، أبدى الفنان السوري عابد فهد اندهاشه من قرار شطب سلاف فواخرجي، مشيراً إلى أنه جاء "بطريقة مستعجلة وغير مهنية"، مؤكداً أن النقابة بحاجة إلى مراجعة شاملة لمسارها وممارساتها.
ردود متباينة من الناطور
في المقابل، دافع مازن الناطور عن قراراته معتبراً أنها "تستند إلى القانون وتنطلق من مبادئ النقابة"، ورفض الانتقادات التي طالت أداءه، واصفاً تصريحات الليث حجو بأنها "تناقضية وبعيدة عن الموضوعية".
وأكد الناطور، في تصريحات سابقة، أن هدفه منذ تسلّمه المهمة كان "إعادة الاعتبار للنقابة وتعزيز التزام الفنانين بأهدافها"، مشيراً إلى أن الخطوات التي اتخذها جاءت لإرساء قواعد أخلاقية في المشهد الفني.
سلاف فواخرجي بين التقدير والإقصاء
يشكل قرار شطب سلاف فواخرجي من النقابة نقطة تحول في علاقة النقابة بأحد أبرز وجوه الدراما السورية. فعلى مدى سنوات، كانت فواخرجي حاضرة بقوة في نشاطات النقابة، بل وتلقت في عام 2003 تكريماً رسمياً تقديراً لمساهماتها الفنية.
وفي فبراير 2023، بادرت بالتبرع مع زوجها السابق وائل رمضان بمبلغ 21 مليون ليرة سورية لصالح المتضررين من زلزال سوريا، في موقف قوبل بإشادة من النقابة، ما يعكس تناقضاً في مواقفها منها بين الأعوام السابقة والقرار الأخير.
لكن فواخرجي لم تكن بمنأى عن الجدل، فقد سبق للمخرج باسم السلكا أن اتهمها بالتواطؤ مع النقابة لوقف عرض مسلسل "حبق"، وهو ما أطلق سلسلة من التساؤلات حول حدود التأثير الذي تمارسه بعض الشخصيات الفنية داخل أروقة النقابة.
وفي مواقفها العامة، أبدت فواخرجي تأييدها لقضايا فنية عربية، وأشادت في 2022 بموقف نقابة المهن التمثيلية المصرية لدفاعها عن الفنانة منى زكي في أعقاب الهجوم على فيلم "أصحاب ولا أعز"، معتبرة الدفاع عن حرية الإبداع مسؤولية نقابية وأخلاقية.
المشهد المقبل: غموض وصراع تيارات؟
رحيل مازن الناطور عن منصبه، بعد أقل من شهرين من توليه، يطرح تساؤلات حول المرحلة المقبلة داخل نقابة الفنانين السوريين. فبين تيارات تطالب بإصلاح جذري يضمن استقلال النقابة عن التوجهات السياسية، وأخرى تنشد عودة الانضباط التنظيمي، يبدو أن النقابة مقبلة على مرحلة مفصلية.
تكليف نور مهنا بتسيير الأعمال قد يشكل مرحلة انتقالية هادئة، لكنه مرهون بقدرة مجلس الإدارة على التوافق واختيار قيادة جديدة تضمن احترام القانون واحتواء الانقسامات.
وبينما ينتظر الفنانون قرار تعيين النقيب الجديد، تبقى النقابة أمام مهمة صعبة: استعادة ثقة أعضائها وإعادة تعريف دورها كمرجعية مهنية لا تخضع للتجاذبات، بل تقف إلى جانب حرية التعبير وتحمي الفن من التسييس والانقسام.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق