نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
صحيفة اسرائيلية: السعودية تغيّر قواعد اللعبة النووية وقرار الحرب على إيران أو الاتفاق يمر عبر الرياض - اخبارك الان, اليوم الأحد 4 مايو 2025 08:14 مساءً
في تحول لافت في معادلة التفاوض الإقليمي، اعتبر مقال تحليلي نُشر في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن المملكة العربية السعودية لم تعد مجرد طرف متابع لنتائج المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، بل أصبحت وسيطًا غير مباشر ذا نفوذ متزايد في تحديد ملامح التفاهمات المقبلة.
الكاتب تسفي بارئيل، وفي مقاله بعنوان "بالنسبة للولايات المتحدة، فإن الطريق إلى اتفاق أو حرب مع إيران يمر عبر المملكة العربية السعودية"، أشار إلى أن الدور الجديد الذي تؤديه الرياض يمثل تحولًا استراتيجيًا في سياساتها، إذ انتقلت من موقف المعارض الشرس للاتفاق النووي الموقع عام 2015 إلى طرف براغماتي يسعى للتأثير في مجرياته.
وبحسب بارئيل، فإن التغيير لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة مسار تصاعدي بدأ منذ الهجوم الكبير الذي استهدف منشآت أرامكو عام 2019، وما تبعه من إدراك سعودي لمحدودية الدعم العسكري الأمريكي المباشر في ظل إعادة واشنطن ترتيب أولوياتها الاستراتيجية في الشرق الأوسط.
ويوضح المقال أن الرياض عملت على بناء قنوات اتصال مع طهران، بدأت عبر وساطات عراقية، ثم تبلورت بوساطة صينية في عام 2023، وهو ما مكّن السعودية من لعب دور الوسيط غير الرسمي، لا سيما في ما يخص تهدئة المخاوف الخليجية من البرنامج النووي الإيراني ونفوذه الإقليمي.
ورغم غياب أي اعتراف رسمي من واشنطن أو طهران بهذا الدور، إلا أن الكاتب يؤكد وجود مؤشرات غير مباشرة من دبلوماسيين أمريكيين وأوروبيين تؤيد وجود تنسيق سعودي في ملفات معينة متصلة بالمفاوضات الجارية.
لكن بارئيل يوضح أن السعودية لا تقدم نفسها كضامنة للاتفاق، بل كطرف أصبحت الأطراف الدولية تأخذ مواقفها في الاعتبار عند صياغة الشروط وتحديد التوقعات.
ويرى الكاتب أن هذا التوجه يعكس طموح ولي العهد محمد بن سلمان في ترسيخ مكانة المملكة كقوة إقليمية متزنة ومستقلة، تتجاوز أدوارها السابقة كحليف تقليدي للولايات المتحدة، وتسعى إلى توسيع هامش مناورتها الاستراتيجية بعيدًا عن محاور الاستقطاب.
ويخلص المقال إلى أن السعودية، عبر هذا الدور، تكرّس صورتها كفاعل سياسي عاقل يسعى لحفظ التوازن في الإقليم، لا كأداة في يد القوى الكبرى، وهو ما قد يجعلها رقمًا صعبًا في مستقبل التسويات بين واشنطن وطهران.
0 تعليق