في الوقت الذي يحتفل فيه العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة، يعيش صحفيو قطاع غزة واقعًا مأساويًا، حيث يتعرضون لاستهداف ممنهج من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مما أدى إلى استشهاد وإصابة واعتقال العشرات منهم، وتدمير المؤسسات الإعلامية، في محاولة لإسكات صوت الحقيقة.

استهداف ممنهج للصحفيين والمؤسسات الإعلامية:

أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن الاحتلال الإسرائيلي استهدف الصحفيين بشكل مباشر، مما أدى إلى استشهاد 212 صحفيًا وإصابة 409 آخرين منذ بدء العدوان على القطاع، كما تم اعتقال 48 صحفيًا، تعرض العديد منهم للتعذيب. 

وأشار المكتب إلى أن قوات الاحتلال دمرت 143 مؤسسة إعلامية، في محاولة لطمس الحقيقة ومنع نقل الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني.

دعوات للتحقيق والحماية الدولية:

طالب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الهيئات الأممية بالتحقيق الفوري في جرائم الاحتلال ضد الصحفيين، وتوفير الحماية الدولية العاجلة لهم، وكسر الحصار الإعلامي المفروض على القطاع. 

وأكد أن استهداف الصحفيين والمؤسسات الإعلامية يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وحرية الصحافة.

مواقف دولية ومحلية:

في هذا السياق، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على ضرورة تمكين الصحفيين في كل مكان من التغطية الإعلامية بحرية ودون خوف أو محاباة، مشددًا على أن حرية الشعوب مرهونة بحرية الصحافة. 

من جانبها، ثمنت حركة حماس دور الإعلام في نقل الحقيقة ومواجهة الدعاية الصهيونية، مؤكدة أن جرائم الاحتلال لن تفلح في تكميم الأفواه وتغييب الرواية الفلسطينية، ودعت إلى الإفراج عن الصحفيين المعتقلين.

أزمة إنسانية متفاقمة:

تزامنًا مع استهداف الصحفيين، يعاني قطاع غزة من أزمة إنسانية حادة، حيث أفادت منظمات إغاثة بأن الغذاء والماء والوقود على وشك النفاد، وأسعار المواد الشحيحة المتبقية خارج المتناول. 

وأشارت منظمة أوكسفام إلى أن الأمهات في القطاع يطعمن أطفالهن وجبة واحدة فقط يوميًا، في حين حذرت شبكة المنظمات الفلسطينية غير الحكومية من أن 70 مطبخًا مجتمعيًا في غزة ستغلق خلال أسبوع إذا استمر الحصار.

في ظل هذه الظروف القاسية، يواصل صحفيو غزة أداء واجبهم المهني والوطني، متحدين القصف والاعتقال والتعذيب، لنقل الحقيقة وفضح جرائم الاحتلال. 

ويأتي اليوم العالمي لحرية الصحافة ليذكر العالم بضرورة حماية الصحفيين وضمان حرية التعبير، خاصة في المناطق التي تعاني من النزاعات والاحتلال.