انتهى وقت التمتع بالتسوق الرخيص للأميركيين وحان الآن موعد الشعور بشكل مباشر بتأثير التعريفات الجمركية المفروضة من إدارة دونالد ترامب، وذلك لأن ثغرة رئيسية في نظام الشحن انتهت في الدقيقة الواحدة بعد منتصف ليل الجمعة.
وساعدت هذه الثغرة في تغيير طريقة تسوق عدد لا يحصى من الأميركيين، ما سمح لمواقع التجارة الإلكترونية الصينية منخفضة التكلفة للغاية مثل شي إن وتيمو وعلي إكسبريس، بضخ كل شيء من الخيوط إلى أثاث الحدائق، والملابس إلى معدات التصوير وغيرها في المنازل الأميركية.

كما أن إنهاء الإعفاء الجزئي للسلع الصينية سيُحوّل سياسات التجارة المجردة والمعقدة والفوضوية وصعبة المتابعة إلى شيء أسهل بكثير للفهم.تؤكد شركات النقل الكبرى مثل يو بي إس وفيدكس ودي إتش إل وخدمة البريد الأميركية استعدادها للتغييرات، وتقول الحكومة إنها جاهزة أيضاً، فقد صرّح متحدث باسم الجمارك وحماية الحدود الأميركية لشبكة CNN قائلاً: «نحن مستعدون ومجهزون لإجراء عمليات فحص معززة للطرود وتنفيذ الطلبات بفعالية»، لكن استعداد المتسوقين الأميركيين العاديين للتغييرات مسألة أخرى.

فوضى بسبب قرار ترامب

عندما أوقف الرئيس دونالد ترامب في البداية الإعفاء الجزئي للسلع الواردة من هونغ كونغ والصين في وقت سابق من هذا العام، سادت حالة من الفوضى.وتوقفت خدمة البريد الأميركية لفترة وجيزة عن تسليم الطرود من الصين، وامتدت أوقات تسليم الطرود التي تم شحنها لفترة أطول، مع محدودية المعلومات حول تتبع الطرود في الولايات المتحدة.ووفقاً لتقرير بحثي صادر عن الكونغرس، تجاوزت نسبة الواردات الرخيصة من التجارة الإلكترونية الأميركية في عام 2022 نسبة 80 بالمئة، ومعظمها من الصين.وأفادت هيئة الجمارك وحماية الحدود الأميركية لشبكة CNN بأنها تستقبل حالياً «ما يقرب من 4 ملايين شحنة رخيصة معفاة من الرسوم الجمركية يومياً». وتشير الأبحاث إلى أن غالبية هذه الشحنات تأتي من الصين وهونغ كونغ، وفي المجمل، وخلال السنة المالية الماضية، أفادت هيئة الجمارك وحماية الحدود الأميركية بأن 1.36 مليار طرد وصلت إلى الولايات المتحدة بموجب إعفاء البضائع الضئيلة، ويشمل عدداً كبيراً من أوشحة الكلاب، ومجموعات الخرز، وملاعق التزيين، والهدايا التذكارية. وقال متسوقون منتظمون من تيمو وشي إن لشبكة CNN هذا الأسبوع إنهم يلجؤون بشكل متزايد إلى الموقعين لأنهم يشعرون أن المنتجات المصنوعة في الولايات المتحدة أصبحت بعيدة المنال.

محدودو الدخل الأكثر تضرراً

ستعاني الأسر ذات الدخل المحدود أكثر من غيرها من زوال مواقع التجارة الإلكترونية الصينية الرخيصة، ووفقاً لبحث أجراه اقتصاديون من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس وييل في فبراير، شُحنت نحو 48 بالمئة من الطرود الصغيرة جداً إلى أفقر المناطق البريدية في الولايات المتحدة، بينما سُلِّم 22 بالمئة منها إلى أغنى المناطق.ولكن سبق كلَّ هذا تحركٌ جِدي من الشركتين، فرفعت «شي إن» و«تيمو» الأسعار قبل انتهاء إعفاء الطرود الصغيرة جداً، ما أدى إلى ارتفاع أسعار العديد من السلع التي رصدتها شبكة CNN.وصرحت «شي إن» في إشعار نُشر على الإنترنت مؤخراً: «بسبب التغييرات الأخيرة في قواعد التجارة العالمية والتعريفات الجمركية، ارتفعت نفقاتنا التشغيلية، وللاستمرار في تقديم المنتجات التي تحبونها دون المساس بالجودة، سنجري تعديلات على الأسعار».وأضافت: «نبذل قصارى جهدنا للحفاظ على انخفاض الأسعار وتقليل التأثير عليكم».وقال متحدث باسم «تيمو» إن الشركة تُغير نموذج أعمالها لتشجيع المزيد من عمليات تلبية الطلبات محلياً، ما يزيد عدد البائعين الأميركيين على المنصة.قالت الشركة في بيان لها: «لا تزال أسعار تيمو للمستهلكين الأميركيين دون تغيير مع انتقال المنصة إلى نموذج التوزيع المحلي». وأضافت: «جميع المبيعات في الولايات المتحدة تتم الآن بواسطة بائعين محليين، مع تلبية الطلبات من داخل البلاد».

شركات الشحن ترفع التكاليف

ستشهد شركات الشحن أيضاً ارتفاعاً في التكاليف، صرحت دي إتش إل لشبكة CNN بأن الشركة «زادت أعداد موظفيها لدعم الحجم الإضافي من تصاريح الدخول غير الرسمية التي نتوقعها». تخضع البضائع الواردة من الصين وهونغ كونغ، والمشحونة عبر يو بي إس ودي إتش إل وفيدكس، لتعريفة جمركية أساسية بنسبة 145 بالمئة، بالإضافة إلى أي تعريفات جمركية إضافية خاصة بكل منتج. أما البضائع المشحونة عبر يو إس بي إي، فستخضع لتعريفة جمركية أساسية بنسبة 120 بالمئة أو رسوم ثابتة قدرها 100 دولار لكل طرد بريدي، وبدءاً من 1 يونيو حزيران، سترتفع الرسوم الثابتة إلى 200 دولار.لا يزال جزء كبير من قاعدة ترامب المؤيدة لـ«جعل أميركا عظيمة مجدداً» متمسكاً به، قائلين في منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي وتقارير إخبارية إنهم سيتجاوزون التحديات الاقتصادية بفضل ثقتهم به، لكن يشعر المزيد من الأميركيين بخلاف ذلك.ووفقاً لاستطلاع رأي أجرته شبكة CNN، يرى 59 بالمئة من الجمهور الآن أن سياسات ترامب قد أدت إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية الأميركية.أُجري الاستطلاع في الفترة من 17 إلى 24 أبريل، بعد أن أعلن البيت الأبيض في البداية عن رسوم جمركية جديدة واسعة النطاق على عشرات الدول، ثم دعا إلى تعليق العديد منها، ومع ذلك، قال 6 من كل 10 مشاركين إن سياسات ترامب قد زادت من تكلفة المعيشة في مجتمعاتهم.واليوم الجمعة، ومع انتهاء الإعفاء من الرسوم الجمركية البسيطة، قد يشهد العديد من الأميركيين ارتفاعاً أكبر في هذه التكاليف.وقال ترامب في اجتماع لمجلس الوزراء يوم الخميس: «إنها مشكلة كبيرة جداً»، واصفاً الإعفاء من الرسوم الجمركية البسيطة بأنه «عملية احتيال كبيرة»، وأضاف: «لقد أنهيناها، لقد وضعنا حداً لها».(إليزابيث بوخوالد وراميشا معروف، CNN)