حذّر "مركز فلسطين لدراسات الأسرى"(مقرّه غزة) من "محاولات الاحتلال الإسرائيلي تصفية عدد من قادة الحركة الأسيرة الذين يصنّفهم ضمن الفئة الخطرة، تجنّبًا لاحتمال إطلاق سراحهم في أي صفقة تبادل مستقبلية مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة".
وأوضح المركز في بيان اليوم الخميس، أن "الاحتلال، ومنذ السابع من أكتوبر، يتبع سياسة قمع ممنهجة بحق الأسرى في كافة السجون، حيث أعاد أساليب التنكيل الجسدي التي كانت متّبعة في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، قبل أن تتوقف نتيجة نضالات الأسرى وإضراباتهم المفتوحة عن الطعام، ويركّز الاحتلال في هذه الاعتداءات على عدد من قيادات الأسرى الذين رُفض إطلاق سراحهم في صفقات سابقة، أبرزها صفقة (وفاء الأحرار) عام 2011".
وأكد المركز أنّ "حكومة الاحتلال، بتحريض من وزراء متطرفين، تعمل على تصفية هؤلاء القادة بشكل متعمّد خشية إجبارها على إطلاق سراحهم ضمن أي صفقة محتملة حال التوصل إلى هدنة ووقف للعدوان على قطاع غزة، معتبرة أن الإفراج عنهم يشكل خطرًا أمنيًا وهزيمة سياسية للاحتلال".
وأشار إلى أن "الاحتلال ينتقم من الأسرى، وخاصة من تبقى منهم داخل السجون من أصحاب الأحكام العالية، بعد أن أُجبر على الإفراج عن المئات منهم ضمن المرحلة الأولى من صفقة (طوفان الأحرار)، ويتهم الاحتلال هؤلاء الأسرى بأنهم الدافع الرئيسي وراء عملية السابع من أكتوبر".
وكشف المركز عن أن "عددًا من القادة داخل السجون تعرضوا لمحاولات قتل مباشرة أو لإعاقات دائمة، نتيجة عمليات تعذيب قاسية نُفذت بحقهم من قبل جهاز (الشاباك) ووحدات القمع الخاصة".
ومن بين الحالات الأبرز، الأسير عبد الله البرغوثي، صاحب أعلى حكم بالسجن في تاريخ الاحتلال (67 مؤبدًا)، الذي يتعرض منذ أسابيع لتعذيب وحشي داخل زنزانة انفرادية، تشمل الضرب المبرح بالعصي الحديدية، ما أدى إلى كسور في أضلاعه وعجزه عن الحركة أو النوم، فضلًا عن إدخال كلاب بوليسية لمهاجمته، وحرمانه من الفراش والاستحمام، في وقت لم يتلقَ فيه أي علاج رغم إصابته بجروح خطيرة والتهابات مؤلمة، حتى انخفض وزنه إلى أقل من 70 كيلوغرامًا.
كذلك يعاني الأسير حسن سلامة، المعتقل منذ 29 عامًا والمحكوم بـ48 مؤبدًا، من تعذيب متواصل داخل عزل سجن "مجدو"، حيث تقتحم الزنزانة وحدات القمع الخاصة أسبوعيًا، وتعتدي عليه بالضرب بالهراوات وأعقاب البنادق، مع فرض سياسة تجويع أدت إلى تدهور وضعه الصحي، سقوط أسنانه، ضعف نظره، وانخفاض وزنه إلى 62 كيلوغرامًا، فيما ترفض إدارة السجون تزويده بنظارة طبية.
وفي سجن "ريمون"، يتعرض القائد عباس السيد، المحكوم بـ35 مؤبدًا، لانتهاكات خطيرة تشمل التعذيب الجسدي والإهمال الطبي، ما أدى إلى إصابته بالتهاب حاد في العينين ومرض جلدي مزمن (الجرب)، وانخفاض وزنه إلى 55 كيلوغرامًا بسبب سياسة التجويع الممنهجة، حيث يقدم له طعام رديء وضعيف القيمة الغذائية.
كما أكد المركز أن "الأسير القائد محمد جمال النتشة (67 عامًا) من الخليل، والنائب في المجلس التشريعي، تعرض لمحاولة تصفية عبر التعذيب الشديد في سجن (عوفر)، ما تسبب في نزيف دماغي ودخوله في غيبوبة، نُقل إثرها إلى مستشفى (هداسا) في حالة صحية حرجة، في وقت تمنع فيه سلطات الاحتلال محاميه من زيارته أو الاطلاع على وضعه".
أما الأسير معمر شحرور، المحكوم بـ29 مؤبدًا منذ 23 عامًا، فيُعاني في زنازين العزل داخل سجن "مجدو" من اعتداءات متكررة يومية بالضرب المبرّح، وعمليات اقتحام مستمرة لزنزانته، تسببت في تراجع شديد في وضعه الجسدي وانخفاض وزنه إلى 55 كيلوغرامًا.
وحذّر مركز فلسطين من أن "الاحتلال يستغل حرب الإبادة على غزة كغطاء لتصفية قادة الأسرى، في ظل غياب أي محاسبة دولية أو تدخل حقوقي فاعل، مما يشكل غطاءً قانونيًا للضباط والجنود المنخرطين في عمليات التعذيب والتصفية، وقد ارتكب الاحتلال، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر2023، جريمة قتل بحق 65 أسيرًا، بينهم طفل، دون أن تُفتح تحقيقات أو يُقدَّم أي مسؤول للمحاسبة".
وفي ختام بيانه، دعا المركز جميع المؤسسات الحقوقية والإنسانية إلى "تحرك عاجل لوقف جرائم الاحتلال بحق الأسرى، وخصوصًا من ذوي الأحكام العالية، في ظل استمرار التحريض الرسمي ضدهم من قِبل وزراء حكومة الاحتلال".
ويعيش الأسرى أوضاعًا إنسانية صعبة منذ سنوات، تصاعدت بشكل غير مسبوق عقب السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، حيث كثّف الاحتلال من عمليات التنكيل والتعذيب والعزل، وفرض إجراءات عقابية شملت تقليص الطعام، ومنع الزيارات، وقطع الكهرباء والمياه، ومنع العلاج، ما أدّى إلى استشهاد 65 أسيرًا منذ بدء العدوان على غزة، بينهم أطفال ومعتقلون إداريون.
0 تعليق