في خضم التحولات السريعة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، يبرز قطاع الضيافة كأحد المحركات الأساسية للنمو الاقتصادي، ولا يمكن الحديث عن هذه النهضة دون التطرق إلى اسم روتانا، فقد أصبحت هذه المجموعة، التي انطلقت من أبوظبي، نموذجاً يُحتذى في كيفية بناء علامة فندقية إقليمية بروح عالمية.في هذا السياق، تحدث إيدي طنوس، الرئيس التنفيذي للعمليات في مجموعة روتانا لإدارة الفنادق عن استراتيجية التوسع المستقبلية من الخليج إلى إفريقيا وأوروبا الشرقية.

خطوات تصون الهوية

وقال طنوس لـCNN الاقتصادية «الشرق الأوسط أصبح أرضاً خصبة لقطاع الضيافة»، فخلال السنوات الخمس الماضية، شهدت مدن مثل دبي، وأبوظبي، والرياض، ومكة المكرمة والمدينة المنورة نسب إشغال تراوحت بين 80 و85 في المئة، وهي نسبة مرتفعة جداً مقارنة بالأسواق العالمية.

روتانا محفظة واعدة

منذ تأسيسها في أبوظبي، باتت روتانا تدير 80 فندقاً في 14 دولة و12 مدينة، وتضم اليوم نحو 20 ألف غرفة تحت ست علامات تجارية مختلفة، وشرح طنوس “نحن لا نستثمر في الفنادق مباشرة، بل نديرها لصالح المستثمرين، وهذا النموذج أثبت فعالية وجدوى اقتصادية، وبات النموذج الأمثل الذي تعتمده أبرز شركات الضيافة العالمية”. وتعمل المجموعة حالياً على تطوير 25 فندقاً جديداً، مع خطط للوصول إلى 120 فندقاً خلال السنوات الخمس المقبلة، وشدد طنوس على أن قوة روتانا تكمن في فهمها العميق للسوق الإقليمي “الضيوف يعودون إلينا لأنهم معتادون على مستوى خدمة فريد وشعور بالألفة والأمان”، وهو من جينات روتانا كما أفاد طنوس، مؤكداً حرص المجموعة الدائم على الحفاظ عليه في كل توسع.هذه الاستراتيجية، كما يوضح، تستند إلى البقاء قريباً من الأسواق التي تشترك ثقافياً وتجارياً مع هوية روتانا، «نهدف للنمو في المناطق التي تتماشى مع الـDNA الخاص بنا».

أسواق مرتقبة

وتوسع روتانا حضورها في إفريقيا، مع فنادق قائمة أو قيد الافتتاح في المغرب، ومصر، وتنزانيا، وكينيا، والكونغو وكينشاسا، وأكد طنوس «وقعنا سبعة إلى ثمانية عقود تشغيل جديدة في إفريقيا»، كما افتتحت المجموعة فندقاً في جورجيا، وتعمل على توسيع عملياتها في تركيا تمهيداً لدخول أوسع في أوروبا الشرقية.ورغم التحديات الاقتصادية العالمية، فإن محفظة روتانا الإقليمية تُظهر أداءً قوياً، ويبلغ متوسط الإشغال نحو 72 في المئة، مع تصدر مدن مثل دبي والرياض. ولتحقيق هذا التميز، تتم مقارنة كل فندق من فنادق روتانا بخمسة أو ستة فنادق مماثلة في السوق نفسه، بحسب طنوس «نحث فنادقنا على تحقيق أداء يفوق منافسيها بنسبة تتراوح بين 3 و5 في المئة وفق الفئات المرصودة».