لا تُقاس مسيرة النجوم فقط بعدد أهدافهم أو دقائق لعبهم، بل أيضًا بسرعة صعودهم إلى المنصات، وهنا، يظهر عمر مرموش كاستثناء جديد من استثناءات الكرة المصرية في أوروبا، بعدما بات على بُعد خطوة واحدة فقط من تحقيق أول ألقابه مع مانشستر سيتي، في وقتٍ قياسي لا يُقارن حتى بالبدايات الذهبية لمحمد صلاح.

محمد صلاح، أسطورة ليفربول الحية، احتاج موسمًا كاملًا من الكفاح والألم، كي يرفع أول كأس بقميص الريدز، كان ذلك في نهائي دوري أبطال أوروبا 2018-2019، عندما افتتح التسجيل مبكرًا أمام توتنهام بركلة جزاء حاسمة على ملعب واندا ميتروبوليتانو، ليضع حدًا لسنوات العطش الأوروبية للنادي الإنجليزي.

لكن عمر مرموش، الذي لم يمضِ سوى أقل من نصف موسم مع مانشستر سيتي منذ انتقاله في يناير الماضي من آينتراخت فرانكفورت، أصبح على مشارف إنجاز يُحسب بالدقائق لا بالشهور، مرموش شارك بقوة في تأهل السيتي إلى نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، البطولة الوحيدة المتبقية في خزينة الأمل لموسم مخيّب لجماهير السكاي بلو.

مانشستر سيتي ضمن تواجده في نهائي كأس الاتحاد للموسم الثالث على التوالي، بعدما تفوّق على نوتنجهام فورست بهدفين نظيفين على أرضية استاد ويمبلي، سجّل ريكو لويس هدفًا مبكرًا في الدقيقة الثانية، قبل أن يضيف جفارديول الهدف الثاني مطلع الشوط الثاني برأسية قوية.

الموهبة لا تنتظر.. عمر مرموش في سباق خاص مع الزمن

رغم أن الأنظار كانت موجهة نحو غياب النرويجي إيرلينح هالاند بسبب الإصابة، فإن مرموش لم يكتفِ بملء الفراغ، بل استغل الفرصة ليُثبت أحقيته بمقعد دائم في تشكيلة السيتي.

منذ التحاقه بالسيتي، شارك مرموش في 17 مباراة في جميع المسابقات، نجح خلالها في تسجيل 7 أهداف وصناعة 3، ليصبح أسرع صفقة شتوية تتأقلم مع منظومة جوارديولا الصارمة منذ سنوات.

في ظل تراجع مستوى جاك جريليش، وتذبذب مردود فيل فودين، بدا مرموش وكأنه القطعة الناقصة التي أعادت الاتزان لخط هجوم مانشستر سيتي.

رغم أن الفريق خرج بالفعل من سباق الدوري الإنجليزي، ومن دوري الأبطال وكأس الرابطة، فإن فرصة الظفر بكأس الاتحاد باتت بمثابة ورقة حفظ ماء الوجه للفريق ومدربه، واللافت أن عمر مرموش أصبح جزءًا أساسيًا من هذه الورقة، بعد أن تحول من صفقة شتوية طموحة إلى نجم يُعوّل عليه في لحظات الحسم.

بين صلاح ومرموش.. المقارنة الرقمية لا تخدع

إذا عدنا إلى موسم صلاح الأول مع ليفربول (2017-2018)، نجد أن اللاعب احتاج 63 مباراة كي يرفع أول لقب مع فريقه الجديد، والذي جاء في الموسم التالي مباشرة، تحديدًا في يونيو 2019، في نهائي دوري أبطال أوروبا.

في المقابل، يقترب مرموش من لقبه الأول بعد أقل من 20 مباراة فقط، وربما في الشهر الخامس من مغامرته الإنجليزية، وهو ما يعكس الفارق الزمني الهائل بين بداية كلٍ منهما من حيث التتويج، وإن كانت القيمة الفنية لصلاح طبعًا لا جدال فيها.

في وقتٍ تتأرجح فيه طموحات النجوم بين الصبر والانتظار، يأتي عمر مرموش ليكتب فصله الخاص في كتاب الكرة المصرية بأحرفٍ سريعة ولامعة، وبينما ينتظر الملايين في مصر لحظة رفع صلاح للقب جديد مع ليفربول، قد يكون مرموش قد سبق الجميع بخطوة، وأثبت أن المجد لا ينتظر من يتأخر.

إحصائيات المحترفين العرب