أعلنت وزارة الدفاع الأميركية ، الأربعاء، أن وزارة الخارجية وافقت على صفقة محتملة لبيع معدات وخدمات دعم لأنظمة صواريخ باتريوت المتقدمة لصالح الكويت، بقيمة تقدر بنحو 425 مليون دولار.

الصفقة، التي يُنتظر أن يتم تنفيذها من خلال شركة "آر. تي. إكس كوربوريشن" (RTX Corp)، تأتي ضمن سلسلة متواصلة من التعاون الدفاعي بين البلدين، حيث سبق أن أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، مطلع أبريل الماضي، عن صفقة مماثلة لتحديث وتأهيل صواريخ باتريوت بقيمة 400 مليون دولار.

صواريخ باتريوت باك-3... تحصين السماء الكويتية

تتضمن الصفقة الجديدة معدات وخدمات لوجستية وفنية متكاملة لأنظمة الدفاع الجوي "باتريوت باك-3"، والتي تُعد من بين أكثر منظومات الدفاع الصاروخي تطورًا في العالم. وتهدف هذه الإضافة النوعية إلى تعزيز قدرة الكويت على اعتراض التهديدات الجوية المتزايدة في المنطقة، بما في ذلك الهجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المُسيّرة.

ووفق بيان صادر عن الخارجية الأميركية، فإن الصفقة تتماشى مع أهداف السياسة الخارجية والأمن القومي الأميركي، من خلال دعم أحد أبرز الحلفاء الاستراتيجيين من خارج حلف الناتو، وتعزيز جهوزيته الدفاعية في مواجهة التحديات الأمنية المستجدة في الشرق الأوسط.
 

أمن الخليج في الواجهة

تمثل هذه الصفقة جزءًا من رؤية أوسع لضمان الاستقرار في منطقة الخليج العربي، حيث تتزايد التهديدات والتوترات نتيجة الصراعات الإقليمية المستمرة. ولفتت الخارجية الأميركية إلى أن امتلاك الكويت لمنظومات دفاع متطورة مثل "باتريوت" من شأنه حماية البنية التحتية الحيوية للبلاد، لا سيما منشآت النفط والغاز، التي تُعد عصب الاقتصاد الكويتي وأحد المحاور الرئيسية في منظومة الطاقة العالمية.

تاريخ طويل من التعاون العسكري

لم تكن هذه الصفقة الأولى من نوعها، فقد شهدت العلاقات العسكرية بين الولايات المتحدة والكويت نموًا متصاعدًا في السنوات الأخيرة، حيث وقعت الكويت منذ مايو 2020 صفقات تسليح وتحديث لأنظمة "باتريوت" بقيمة تجاوزت 1.4 مليار دولار. شملت هذه العقود توريد 84 صاروخًا من أحدث طرازات "باتريوت" PAC-3 MSE، إلى جانب عقود صيانة وتدريب وتحديث مع شركتي "لوكهيد مارتن" و"رايثيون".

وبهذا، تتحول الكويت تدريجيًا إلى نموذج إقليمي في امتلاك أنظمة الدفاع الجوي الحديثة، في ظل بيئة إقليمية مليئة بالتهديدات العابرة للحدود، ما يجعلها واحدة من أكثر الدول الخليجية تسليحًا في مجال الدفاع الجوي.

تأتي هذه الصفقة في ظل توجهات أميركية لإعادة تموضع عسكري ودبلوماسي في منطقة الشرق الأوسط، خاصة مع تصاعد التوترات الإقليمية في الخليج، والتحديات الأمنية الناتجة عن الحروب بالوكالة، والانتشار المتزايد للطائرات بدون طيار في النزاعات الإقليمية.

ويرى مراقبون أن هذا الدعم الدفاعي الأميركي للكويت يعكس رسالة استراتيجية واضحة لكل من طهران والفصائل المسلحة المدعومة منها، بأن الولايات المتحدة ماضية في حماية حلفائها في المنطقة، وأن التحالفات الأمنية لا تزال تحتفظ بوزنها السياسي والعملي في المعادلة الإقليمية.