هآرتس: عشية ذكرى قيام "اسرائيل".. حرب عالقة ومجتمع يتمزق داخلياً ولا ثقة في الحكومة #عاجل - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة
جو 24 :

ترجمة - هآرتس *

تحيي "إسرائيل" 77 سنة على قيامها، لكن يحوم ظل ثقيل من فوق احتفالات "الاستقلال" هذه السنة. هذا هو يوم "الاستقلال" الثاني على التوالي الذي يحيا في ظل الحرب، وفي الوقت الذي لا يزال فيه 59 أسيراً محبوسين في غزة. وحسب التقديرات، 21 منهم على قيد الحياة أغلب الظن. هؤلاء – كما شهد كل واحد وواحدة من العائدين – يتمسكون بما تبقى من قواهم على أمل أن تنقذهم "دولتهم". لكن لا صوت ولا مجيب في الحكومة. الحقيقة المرة أن بقاء الحكومة أهم من حياتهم في نظر أعضاء الائتلاف وعلى رأسهم نتنياهو.

إن رفض حكومة إسرائيل دفع الثمن على إخفاقاتها، وإنقاذ الإسرائيليين الذين اختطفوا تحت ورديتها، يعد وصمة على جبين كل عضو في الائتلاف – وبخاصة على جبين رئيس الوزراء. فترك المخطوفين لمصيرهم لا يثقل على احتفالات "الاستقلال" فحسب، بل يهز الثقة بـ"الدولة" وكونها بيتاً وملجأ لليهود.

لقد وجد ضياع الطريق تعبيره أيضاً في استمرار الحرب التي ظهر منذ استئنافها أنها موجهة عملياً ضد عموم سكان غزة. أصبحت إسرائيل "دولة" لا تعرف كيف تميز بين المقاتلين والمدنيين وبين الحرب وجريمة الحرب. عندما تفقد دولة هذه البوصلة، فإن الخطر المحدق بها من الداخل أخطر من مما يحدق بها من الخارج.

وبالفعل، في السنة الماضية، عمق نتنياهو هجومه الداخلي على مؤسسات "الدولة": يحرض ضد المستشارة القانونية للحكومة غالي بهرب ميارا؛ ويتنكر لشرعية المحكمة العليا ورئيسها الجديد؛ ويستهدف رئيس الأركان المعتزل هرتسي هليفي ورئيس "الشاباك” رونين بار الذي نُحّي بعد أن فتح تحقيقاً يتعلق برجال مكتب رئيس الوزراء. الانقلاب النظامي يواصل التدحرج قانوناً إثر قانون، فيما الهدف واضح: تركيز قوة غير محدودة في أيدي الحكومة، بلا رقابة، بلا كوابح، بلا حدود.

المجتمع الإسرائيلي يتمزق من الداخل. الحريديم يواصلون التملص من التجنيد، والمجتمع العربي متروك لجريمة معربدة وحرية تعبيره مقموعة، في وقت نرى فيه مظاهر الكراهية والعنصرية من جانب اليهود، بمن فيهم النواب والوزراء والشخصيات العامة والمغنون ورجال الأعلام، تستقبل بكل صمت. الشرطة تغير وجهها، وفقاً لروح الوزير الكهاني المسؤول عنها، والاحتجاج ضد الحكومة بات تحت هجوم. يوم الاستقلال الـ 77 لدولة إسرائيل يقل مواطني إسرائيل إلى زعماء لا يعرضون أي أفق وأي أمل للمستقبل، زعماء يعمقون العزلة الدولية والاغتراب المتزايد تجاه إسرائيل واليهود. يصعب الاحتفال في وضع كهذا. وهناك 59 مخطوفاً في غزة يصعب حتى التنفس.

* أسرة تحرير هآرتس

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق