وقّعت شركة مرسيدس-بنز اتفاقية جديدة مع شركة لومينار تكنولوجيز، لتطوير ودمج أحدث منتجاتها من الليدار، محوّلةً بذلك اتفاقية توريد أجهزة الاستشعار المتوفرة حالياً.
ليدار، وهو اختصار لعبارة «كشف الضوء وتحديد مداه»، يُطلق نبضات ضوئية تنعكس عن الأجسام لإنشاء رؤية ثلاثية الأبعاد للعالم المحيط بالمركبة، ويُعد سوق الليدار العالمي صغيراً، ولكنه يشهد نمواً مستمراً مع توسع شركات صناعة السيارات في ميزات القيادة الذاتية ومساعدة السائق.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة لومينار، أوستن راسل، في مقابلة: «مرسيدس تدعم هذه الاتفاقية، ونحن نعمل معهم عالمياً لتطوير هذه التقنية ودمجها في سياراتهم، والهدف النهائي هو إنتاجها على نطاق واسع».أفادت مرسيدس بأنها تتعاون مع العديد من شركاء ليدار، بما في ذلك شركة فاليو الفرنسية لقطع غيار السيارات.وقّعت مرسيدس اتفاقية توريد لأجهزة ليدار «إيريس» من لومينار قبل أكثر من عامين، وكانت تخطط لدمجها في المركبات في منتصف العقد، وقال راسل إنه تم تأجيل هذه الخطة لصالح اتفاقية تطوير سيارة هالو، المقرر إطلاقها في عام 2026، وأضاف أن لومينار ستعمل على عقد التطوير مع مرسيدس خلال العامين المقبلين.هذه الصفقة، التي لم يُعلن عنها سابقاً، هي الخطوة الأولى نحو صفقة توريد محتملة، لكنها لا تضمن ذلك.بعض طرازات مرسيدس الفاخرة مجهزة بالفعل بنظام ليدار فاليو، ويمكنها القيادة دون إشراف بشري مستمر في ظروف محدودة، وأعلنت مرسيدس أنها تريد إدخال ميزات قيادة آلية متقدمة في مجموعة أوسع من المركبات.على عكس سيارات الأجرة الآلية، التي تستخدم عادةً أربعة مستشعرات ليدار ضخمة أو أكثر تدور بزاوية رؤية 360 درجة، تستخدم المركبات الشخصية الفاخرة عادةً مستشعراً أو اثنين أصغر حجماً، غالباً ما يُرى بارزاً من السيارة.يُعد مستشعر هالو من لومينار أصغر حجماً وأكثر كفاءة من مستشعر القزحية من الجيل السابق، ويمكنه الاندماج مع سقف السيارة أو وضعه خلف الزجاج الأمامي. واختارت مرسيدس-بنز هيساي، أكبر شركة صينية لتصنيع الليدار، للأسواق العالمية، على الرغم من المخاطر القانونية والجيوسياسية، نظراً لانخفاض تكاليفها وقدرتها على الإنتاج على نطاق واسع، وتبلغ تكلفة أحدث مستشعرات ليدار إيه تي إكس من هيساي نحو 200 دولار للواحد، وصرحت لومينار لرويترز بأن السعر المستهدف لمستشعر هالو هو 500 دولار.من الشائع أن تتعاون شركات صناعة السيارات مع موردين أو أكثر لتقليل مخاطر التوريد، خاصة خلال فترات عدم اليقين مثل الحرب التجارية الصينية الأميركية الحالية. لدى لومينار منشأة تصنيع في الولايات المتحدة، لكنها تُصنّع معظم أجهزة الليدار خارج البلاد، لديها مصانع في المكسيك وتايلاند والصين، وقال راسل إن الشركة تدرس تصنيع أجهزة هالو في الولايات المتحدة إذا «لم تُحلّ مشكلة التعريفات الجمركية».(رويترز)