نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بين العنب والدم… داريا تحوِّل جراحها لفنٍّ يسعى إلى إنصاف ضحايا الاعتقال والاختفاء القسري - اخبارك الان, اليوم الأحد 27 أبريل 2025 08:13 مساءً
دمشق-سانا
بعد سنوات من الحصار والقصف، فتحت داريا أبوابها لتحتضن ذاكرتها الجريحة في مركزها الثقافي، الذي كان يوماً شاهداً على جراح وألم، فانطلقت فيه اليوم فعالية “نَفَس” كرسالة أمل تُجسّد انتصار الحياة على الموت.
الفعالية التي نُظمت بالشراكة بين المركز الدولي للعدالة الانتقالية ومشروع جسور الحقيقة والإدارة المدنية في مدينة داريا، جسدت جهوداً حقيقية لربط الذاكرة بالمكان واستحضار أصوات الضحايا والنازحين من خلال الفن والسرد لا التوثيق فحسب، لنخطو نحو سوريا أكثر إنصافاً وإنسانية.
داريا – المكان الذي يروي قصة الصمودبدأت الفعالية بكلمة لسليم أسد ممثل الإدارة المدنية في داريا، والتي قال فيها: “إن داريا كانت دوما الواحة التي كان يرتاح فيها الخلفاء، ودرة السوار الأخضر لدمشق، رفعت الأزهار مطالبة بالحرية، فحولها النظام الظالم رماداً لكنها أصبحت اليوم وبعد انتصار الثورة رمزاً للخلق والنبل والسلام”.
الفن يحيي الذاكرة من تحت أنقاض النظامبدورها، تحدثت مؤمنة يونس من مؤسسة دولتي عن أهمية توثيق التاريخ الشفوي السوري، والذي قامت به المؤسسة، بالشراكة مع المركز الدولي للعدالة الانتقالية ومشروع جسور الحقيقة.
واستعرضت يونس أعمال المؤسسة من خلال توثيق هذه المعاناة عبر مشروعات، تركّز على دور الأدب والفن في هذا المجال، ومنها أدلة وكتيبات متخصصة في موضوع العدالة الانتقالية والديمقراطية والمواطنة.
بين فن الأنيميشن والشهادات.. سوريا توثق جراح أبنائهابعد ذلك عُرض فيلم قصير للفنانة السورية ديمة نشاوي بعنوان (نفس)، من إنتاج مؤسسة دولتي، يتضمن رسوماً متحركة ورموزاً بصرية مستوحاة من الثقافة السورية، ويركز على آلام المعتقلين والمختفين قسرياً.
وأعربت نشاوي عن فخرها بعرض عملها الفني في المركز الثقافي في داريا، والذي استوحته من تجارب الاعتقال التي تعرض لها السوريون خلال سنوات طوال، حيث جمعت التفاصيل العميقة وكثفتها بخمس دقائق، محاولةً التخفيف من قساوة الواقع عبر تقديمه بطريقة فنية.
وفي نفس السياق، عرض فيلم بعنوان “بكرا منكفي” إنتاج مؤسسة جسور الحقيقة والمركز الدولي للعدالة الانتقالية، والذي قدم تجربة الاعتقال من خلال قصة إنسانية مؤثرة وعميقة عُرضت بتقنية الأنيميشن، وتتضمن كل أنواع الانتهاكات التي يتعرض لها المعتقل وذووه منذ بداية اعتقاله.
عندما يتكلّم الفن.. يتحول الألم إلى عدالةفي تصريح لـ سانا الثقافية، عرّفت رولا بغدادي المديرة التنفيذية لمؤسسة دولتي بعمل المؤسسة، بأنها من المؤسسات السورية التي عملت على موضوع العدالة الانتقالية منذ أكثر من 12 عاماً، وكان التركيز الأساسي للمؤسسة تثقيف الناس في المجتمعات المحلية، حول موضوع العدالة الانتقالية بما يتناغم مع رؤيتهم الإنسانية وتجربتهم الأليمة لتحقيق العدالة، ودور ذلك في إكمال حياتهم بعد كل ما حصل لهم.
وأشارت بغدادي إلى أن المؤسسة جمعت شهادات التاريخ الشفوي السوري من المدنيين، لعرض رحلتهم في الكفاح والنضال والمقاومة والاختفاء القسري والتهجير، ومفاصل كثيرة مرت بها سوريا خلال 14 عاماً، مع التركيز على الفئات الأكثر تهميشاً من النساء والشباب، من خلال منصة التاريخ الشفوي في سوريا لتوثيق وحفظ هذه الشهادات والاستفادة منها في أعمال مؤثرة.
كما عملت المؤسسة وفق بغدادي، على إطلاق رواية /ثلاثة أجيال تحت جسر الرئيس/، كعمل أدبي جماعي مبني على شهادات حقيقية، منوهةً بالقدرة الكبيرة للفن والأدب على التوثيق، وإيصال الفكرة على أوسع نطاق، ولافتةً إلى أن إحياء الذاكرة جزء مهم جداً من العدالة الانتقالية، والتي لا يمكن أن تتحقق إلا بمشاركة الشباب حتى يعبروا عن أنفسهم بالفن والتوثيق.
أما نوشا قبوات مديرة برنامج سوريا في المركز الدولي للعدالة الانتقالية، فتحدثت عن عمل المركز مع الحكومات والشعوب الخارجة من صراعات ديكتاتورية، بهدف بناء الثقة في الحكومات من جديد، والعمل على توفير خبرة تقنية للتعامل مع مفهوم العدالة الانتقالية، والتي يجب أن تبنى أساساً على الثقة بالعمل مع المجتمع المدني ومجموعات الضحايا، بهدف دعم عائلات المفقودين وملف المعتقلين، من خلال مجموعة من الأعمال، من أبرزها دليل عن رحلة المعتقل منذ لحظة اعتقاله ومعاناة ذويه.
ثلاثة أجيال تنتظر الأملالكاتب جابر بكر، وفي تصريح مماثل عبر الإنترنت، تحدث عن رواية /ثلاثة أجيال تحت جسر الرئيس/، بأنها أول رواية جماعية سورية تتحدث من خلال سردية متنوعة عن الثورة السورية، وهي مبنية على شهادات لأشخاص نجوا من الاعتقال، وشهادات لمعتقلين احتشدوا تحت جسر الرئيس (جسر الحرية) بانتظار الباصات القادمة من صيدنايا والتي تحمل أحباءهم، ومن هنا جاء عنوان الرواية الذي يعبر عن ثلاثة أجيال كانت تنتظر الأمل.
وأكد بكر أن دور الأدب هو حفظ الذاكرة لأنها مثل الأثر الذي تتركه فراشة بزهرة، ووظيفة الأدب هو الغوص في البعد الإنساني للمعاناة.
يذكر أن دولتي هي مؤسسة غير ربحية تؤمن باللاعنف والمقاومة السلمية، وتعمل على تحقيق التحول الديمقراطي والسلمي نحو دولة تحترم حقوق الإنسان والمساواة، أما المركز الدولي للعدالة الانتقالية فقد تم إنشاؤه عام 2001، كمنظمة دولية غير حكومية متخصصة في مجال العدالة الانتقالية، وجسور الحقيقة هي مشروع تعاوني بين تسع منظمات مجتمع مدني، تعمل معاً لزيادة الوعي حول محنة الضحايا السوريين، وإلهام العمل لتعزيز حقوقهم وتحقيق العدالة الشاملة.
تابعوا أخبار سانا على التلغرام والواتساب
0 تعليق