في خطوة أثارت عاصفة من الجدل السياسي والإعلامي، طالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر منصته الخاصة "تروث سوشيال" بالسماح للسفن الأميركية العسكرية والتجارية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما، معتبرًا أن الولايات المتحدة لها الفضل في وجود هذين الممرين الحيويين.

تصريحات مثيرة عبر "تروث سوشيال"

في منشور حديث، أكد ترامب أن "هاتين القناتين لم تكونا لتوجدا بدون الدور الأميركي"، مشيراً إلى أنه أوعز لوزير الخارجية ماركو روبيو بالتعامل الفوري مع هذا الملف الحساس. ويعرف عن ترامب تكرار مطالبته بإعفاء السفن الأميركية من الرسوم في قناة بنما، إلا أن إدراج قناة السويس هذه المرة أضفى على التصريح أبعاداً جديدة.

قناة بنما.. بين البناء الأميركي والسيادة البنمية

قناة بنما، التي تربط المحيط الأطلسي بالمحيط الهادئ، تشكل محورًا هامًا لحركة التجارة العالمية. وقد تولت الولايات المتحدة بناءها مطلع القرن العشرين قبل أن تسلم إدارتها إلى بنما في عام 1999. وتمر عبر هذه القناة حوالي 40% من حركة الحاويات الأميركية سنوياً، ما يجعلها شرياناً اقتصادياً حيوياً للولايات المتحدة.

قناة السويس.. التاريخ يحكم

أما قناة السويس، فهي قصة أخرى تمامًا. تم حفرها بجهود مصرية وفرنسية خلال القرن التاسع عشر، حيث استمر العمل بها عشر سنوات، وساهم فيه نحو مليون عامل مصري تحت ظروف قاسية، توفي منهم أكثر من 120 ألف عامل. تم افتتاح القناة عام 1869 بحضور عالمي ضخم. وأصبحت القناة تمثل شرياناً اقتصادياً عالمياً، إذ تمر عبرها 12% من التجارة الدولية و22% من تجارة الحاويات.

تداعيات تصريحات ترامب على حركة التجارة

تصريحات ترامب تثير مخاوف حقيقية بين المسؤولين عن قناة السويس، خاصة في ظل تراجع إيرادات القناة مؤخراً بنسبة 61% بسبب الهجمات الحوثية على السفن بالبحر الأحمر، مما أدى لتحويل مسارات عدد من السفن. وقد أبدى رئيس هيئة قناة السويس قلقه من التأثيرات المحتملة للرسوم الجمركية الأميركية على التجارة العالمية ومسارات الشحن بين الصين وأوروبا والولايات المتحدة.