في 24 مارس 1981، وُلد باتريك كيسنوربو، مدرب فريق يوكوهاما مارينوس الياباني الأول لكرة القدم، في قلب ملبورن الأسترالية، حاملًا دماء موريشيوسية من أبيه ونكهة إيطالية من أمه التريستية.
هذا الإرث المزدوج لم يمنحه جواز سفر إيطاليًّا فحسب، بل فتح له أبواب أوروبا، مدعومًا بطلاقته في الإيطالية، ليصبح لاعبًا ومدربًا يعبر الحدود بكل ثقة.
انطلق كيسنوربو في ملاعب ساوث ملبورن، ثم حلَّق إلى هارتس الإسكتلندي، قبل أن يستقر في ليستر سيتي، حيث أشعل حماس الجماهير بأدائه، مشاركًا في أكثر من مئة مباراة خلال أربعة أعوام.
لم تكن الرحلة خالية من العواصف، فقد واجه إصابات وخلافات تحكيمية، لكنه ظلَّ صلبًا كالصخر.
على الساحة الدولية، حمل كيسنوربو شعار أستراليا في 18 مباراة، متألقًا في كأس أمم أوقيانوسيا 2002 و2004، وكأس آسيا 2007. ثم جاءت لحظة التألق الحقيقية مع ليدز يونايتد، حيث خطف قلوب الجماهير وحصد جائزة أفضل لاعب في موسم 2009ـ2010، مرتديًا ضمادة رأسه كوسام لمعركة سابقة لم تهزمه.
بعد اعتزاله، فتح كيسنوربو صفحة جديدة مدربًا، بدأها مساعدًا في ملبورن سيتي، ثم قاد فريق السيدات بحماس، قبل أن يتولى دفة الفريق الأول في 2020. هناك، صنع المعجزات، فقاد ملبورن سيتي لأول لقب في الدوري الأسترالي الممتاز عام 2021، ثم أكمل الثنائية ببطولة الدوري في العام ذاته.
أسلوبه الجاد وإيمانه بالمواهب الشابة من أكاديمية النادي جعل الجميع يتحدث عنه.
في نوفمبر 2022 سطَّر كيسنوربو اسمه في التاريخ كأول أسترالي يقود فريقًا في الدوريات الأوروبية الكبرى مع تروا الفرنسي، لكن الرياح لم تهب كما اشتهى، فهبط الفريق إلى الدرجة الثانية، وغادر كيسنوربو في ديسمبر 2023 بعد بداية صعبة.
عاد إلى أستراليا في 2024 ليدرب ملبورن فيكتوري، لكنه غادر بعد سبع مباريات، على الرغم من سجله الجيد.
في ديسمبر 2024، انضم إلى يوكوهاما إف مارينوس الياباني مدربًا مساعدًا، قبل أن يتربع في أبريل الجاري على عرش القيادة المؤقتة خلفًا للإنجليزي ستيف هولاند، جاهزًا لكتابة فصل جديد في مغامرته الكروية الكبرى في آسيا.