شهدت دور العرض السينمائي في مصر، يوم الجمعة الماضية، واحدة من أكثر اللحظات الصادمة لجمهور ومحبي الفنان الراحل سليمان عيد، حيث لم يتمكن آخر أفلامه "فار بـ7 أرواح" من جذب أكثر من 79 مشاهدًا فقط. الفيلم سجل إيرادًا هزيلاً بلغ 9804 جنيهات فقط في ذلك اليوم، مما شكل خيبة أمل كبيرة لجميع القائمين عليه.

وكان الفيلم قد بدأ عرضه قبل 24 ليلة، ليصل إجمالي إيراداته داخل مصر إلى 2 مليون و506 آلاف جنيه، وهي أرقام تعتبر متواضعة جدًا مقارنة بتوقعات صناع العمل والطموحات المسبقة له.

أبطال فيلم فار بـ7 أرواح.. كوكبة نجوم لم تشفع للفيلم

رغم أن "فار بـ7 أرواح" ضم مجموعة ضخمة من ألمع نجوم الكوميديا والدراما، إلا أن ذلك لم يساهم في جذب جمهور كبير إلى صالات العرض.

وشارك في بطولة الفيلم أكثر من 22 نجمًا ونجمة، منهم: أحمد فتحي، سليمان عيد، إدوارد، ندى موسى، ويزو، فرح الزاهد، لينا صوفيا، محمد لطفي، محمد رضوان، علاء مرسي، أوتاكا، إبراهيم السمان، شريف حسني، محمود حافظ، محمد الصاوي، ناجي سعد، طاهر أبوليلة، بالإضافة إلى مشاركة نجم الغناء الشاب مصطفى عنبة ودنيا جمعة.

هذا التنوع في الأسماء اللامعة أثار الكثير من الآمال حول تحقيق نجاح جماهيري كبير، لكن النتيجة النهائية جاءت مخالفة تمامًا للتوقعات.

تفاصيل القصة وصناع العمل خلف الكواليس

تدور قصة فيلم "فار بـ7 أرواح" حول أحداث اجتماعية ممزوجة بالكوميديا والدراما، من تأليف محمد فتحي وسيناريو وحوار محمد فاروق شيبا، أما الإخراج فتولاه شادي علي.

ورغم المجهود المبذول في العمل من حيث السيناريو والتصوير، إلا أن الفيلم لم يتمكن من إحداث الصدى المنتظر عند الجمهور، مما أثار تساؤلات حول أسباب هذا الفشل، وهل كانت المشكلة في توقيت الطرح أم في التسويق أم في مضمون العمل ذاته؟

عرض واسع ولكن حضور ضعيف.. ماذا حدث؟

تم طرح "فار بـ7 أرواح" داخل مصر عبر 40 نسخة عرض موزعة على عدد كبير من دور السينما، كما تم إطلاقه بالتزامن مع عدد من الدول العربية، بما في ذلك السعودية، في محاولة للوصول إلى شريحة أوسع من المشاهدين.

ولكن على الرغم من هذه الخطوة التوسعية، لم يحقق الفيلم الأداء المنتظر، ما أثار علامات استفهام واسعة داخل الوسط الفني حول التغييرات التي طرأت على ذوق المشاهد العربي والمصري.

رحلة وداع فنية غير متوقعة للفنان سليمان عيد

كان جمهور الفنان الراحل سليمان عيد يترقب مشاهدة آخر أعماله الفنية قبل رحيله، ليتفاجأ الجميع بالأرقام المتواضعة التي سجلها الفيلم.

ورغم كل شيء، يبقى حضور سليمان عيد رمزًا خاصًا في قلوب جمهوره، حيث اشتهر على مدار سنوات طويلة بخفة ظله وأدواره التي تركت أثرًا مميزًا في عالم الكوميديا العربية.

توديع سليمان عيد عبر عمل سينمائي بهذا الأداء المتواضع قد يكون محبطًا، لكنه أيضًا يرسخ لقيمة فنية لا تقاس بالأرقام وحدها، بل بحب الجمهور واحترامه للفنانين الحقيقيين.