نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ديستوبيا التكنولوجيا تتجسد في ”USS Callister” من ”Black Mirror” - اخبارك الان, اليوم السبت 26 أبريل 2025 03:50 مساءً
في تحفة ديستوبية جديدة من مسلسل "Black Mirror"، تتجلى حلقة USS Callister كمرآة مكسورة تعكس الواقع البائس الذي قد ينتج عن الاستخدام غير الأخلاقي للتكنولوجيا الحديثة. بعيدًا عن الطموحات الحالمة لعوالم افتراضية تُستخدم للترفيه أو العلاج النفسي، تكشف الحلقة عن الجانب الوحشي للإنسان حين يمتلك قوى مطلقة داخل فضاء رقمي لا يخضع للمساءلة. هنا، الواقع الافتراضي لم يعد مجرد وسيلة للهروب، بل أصبح ساحة مظلمة للرغبات السادية والهيمنة المطلقة.
حكاية صانع ألعاب تحول إلى طاغية رقمي
روبرت دالي، صانع اللعبة العبقري والمنعزل، يستغل التكنولوجيا لاستنساخ زملائه في نسخة افتراضية من لعبته الفضائية، لكنه لا يسعى لمنحهم مغامرات ممتعة، بل لإذلالهم وتعذيبهم ضمن سيناريو متقن من الهيمنة. في مشهد مرعب، يستنسخ حمض طفل بريء ليرى أمامه عملية قتله مرارًا، وتجسيدًا لساديته المطلقة، يحول موظفًا إلى وحش بشع، ليتركه منبوذًا على كوكب مهجور. يصر روبرت على فرض سيطرته حتى النهاية، ولا يتحرر الآخرون إلا بموت خالقهم داخل عالمه الرقمي.
نانيت كول: من الضعف إلى قيادة التمرد
وسط هذا الجحيم الافتراضي، تظهر شخصية نانيت كول كأمل وحيد في المقاومة. بعد أن كانت في البداية ضحية سهلة لروبرت، تتطور داخل الواقع الافتراضي إلى قائدة محنكة، تدبر خطة جريئة للهروب وإنقاذ رفاقها. المفارقة أن العالم الافتراضي الذي صنع لاستعبادها، هو الذي حررها ومنحها القوة. شخصية نانيت تجسد فكرة أن التجربة الافتراضية، رغم قسوتها، قد تدفع الأفراد للنضج والشجاعة بما يفوق واقعهم اليومي.
انعكاس مروع لرؤساء التكنولوجيا
الحلقة تتخطى حدود الخيال العلمي لتوجه نقدًا لاذعًا لبعض رجال الأعمال في مجال التكنولوجيا. تُظهر كيف قد يتحول السعي للسيطرة على الفضاءات الرقمية إلى مرآة مكبرة لانحرافات نفسية حقيقية. فبدلًا من بناء عوالم تحقق الحرية والتجربة الإنسانية الغنية، يتحول الواقع الافتراضي إلى مسرحٍ مظلم تُمارس فيه أبشع أنواع الاستغلال والتحكم.
النهاية المأساوية لمرض السيطرة
ينتهي مصير روبرت داخل لعبته بالموت، وكأن العمل يوجه رسالة مفادها أن من يحاول فرض إرادته على الآخرين مستخدمًا التكنولوجيا، سينتهي به المطاف حبيسًا لعالمه الخاص، ضحية لغروره وتوحشه الداخلي. في المقابل، تمنح الحرية لشخصيات مثل نانيت، الذين استخدموا نفس الأدوات ولكن بدوافع التحرر والإنقاذ، لا السيطرة والإذلال.
0 تعليق