التصوير لا يتوقف عند هذا الحد بل يشمل أيضاً إحياء جزء منشور القاهرة القديم الذي كان مخفيا لسنوات طويلة وراء العقارات القديمة وسيتم ترميم السور وظهوره مرة أخري ليصبح أحد أبرز معالم المنطقة السياحية وليعود الي الواجهة كما كان في الماضي.

وسيؤدي هذا المشروع الي استعادة القاهرة التاريخية لمجدها المفقود وخاصة بعد أن تخلصت من أبرز بؤرها العشوائية وعلي رأسها مناطق بطن البقرة وتل العقارب وعزبتي بني هلال وأبوقرن.

ومع اقتراب الانتهاء من إقامة أكبر حديقة مركزية في القاهرة علي مساحة 500 فدان لتكون لطمة علي وجوه البعض الذي يزعم أن الحكومة تزيل الحدائق والأشجار

ويعتقد الكثير من العامة أن مسجد السيدة عائشة يعود لزوجة الرسول - صلي الله عليه وسلم - ولكن الحقيقة أنه يعود للسيدة عائشة وهي من أولاد جعفر الصادق ابن الإمام محمد باقر ابن الامام علي زين العابدين ابن الامام الحسين ابن الامام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.
قامت "الجمهورية أون لاين" باستطلاع آراء الخبراء والمتخصصين حول أهمية هذا المشروع.

المتحدث باسم الصوفية:

الحلم.. يقترب من التحقيق

ويقول أحمد قنديل المتحدث الرسمي باسم المشيخة العامة للطرق الصوفية إن عملية التطوير كانت حلم لنا حيث كنا نتمني أن تتحول هذه المنطقة الي مزار سياحي عالمي. حيث إن مسار آل البيت يربط بين مساجد "السيدة زينب والسيدة نفيسة والسيدة عائشة" مرورًا بباقي مزارات آل البيت بحي الخليفة وأيضا بآثار تاريخية مهمة مثل "مسجد ابن طولون ومتحف جاير اندرسون مرورا بقبة شجرة الدر وكذلك متنزه الخليفة التراثي البيئي" كما يشمل مسجد السيدة رقية وضريح محمد أنور الذي يعتقد أنه من نسب النبي مرورًا بقبة الأشراف ومقام السيد جوهر ومقام سيدي الحناوي.
أضاف أن أعمال التطوير تشمل إزالة عدد من المقابر في مسار الطرق الجديدة المقرر إنشاؤها وإزالة عدد من المقابر المتواجدة بمحيط مسجد السيدة نفيسية علي مجموعة من المراحل وتعويض الأهالي بمقابر بديلة وإزالة بعض العقارات في ميدان السيدة عائشة وذلك  في إطار أعمال تطوير تلك المنطقة التاريخية التي تضم المنطقة المحيطة بالقلعة وميدان السيدة عائشة ومنطقة السيدة نفيسة وتوسعة شارع متحف الحضارات ضمن خطة الدولة لإعادة إحياء وتطوير القاهرة التاريخية للحفاظ عليها واستعادة دورها الحيوي في التعبير عن الطابع المعماري والعمراني لهذه المنطقة وإبراز الوجه الجمالي لها.
ويهدف المخطط إلي تحويل المنطقة إلي متحف مفتوح يعيد للمنطقة عمقها التاريخي كما يهدف المخطط إلي إعادة القيمة التاريخية للمكان المهمل لفترة كبيرة دون أعمال تطوير حيث يتضمن  المشروع  إنشاء ساحة كبيرة بالقرب من مسجد السيدة نفيسة بالإضافة إلي تطوير مسار شارع الأشراف البادئ من السيدة زينب حتي مسجد السيدة نفيسة.

أستاذ التاريخ الإسلامي:

أكبر عملية تطوير في المنطقة.. منذ 1000 عام

تضع الحي التاريخي علي خريطة المزارات السياحية

يقول الدكتور ممدوح رمضان استاذ  التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية  بكلية دار العلوم جامعة القاهرة: تشهد القاهرة أكبر عملية تطوير في تاريخ مصرمنذ أكثر من ألف عام لمنطقة "رحاب آل  البيت" وتجديد شباب وجه القاهرة الحضاري والتاريخي وتحظي تلك المواقع باهتمام القيادة السياسية من مجري العيون والفسطاط والسيدة عائشة والسيدة نفيسة ومصر القديمة لأستعادة المظهر الحضاري والقيمة التاريخية لتلك المواقع الشاهدة علي عبق التاريخ وأصالة وجمال القاهرة ووضعها علي خريطة المزارات السياحية الدينية.
تنطلق خطة تطوير مسارات مزارات "آل البيت" بالمنطقة الجنوبية من مسجد السيدة عائشة عروس آل البيت إلي مسجد السيدة نفيسة زوجة أخيها إسحق المؤتمَن أي من مسجد حفيدة الحسين إلي مسجد حفيدة الحسن وحتي مسجد السيدة زينب  مارًا بعدد من المساجد و الأضرحة ومزارات تاريخية تعد إرثًا حضاريًا مميزًا وجهت الدولة كل جهودها لإحيائه والحفاظ عليه.
الهدف من المشروع فتح الساحات الرابطة بين مساجد آل البيت وتشمل المرور علي أشهر أضرحة آل البيت والتي تشهد إقبالاً كبيرًا من المواطنين خاصة زوار مدينة القاهرة من الأشقاء العرب وكذلك رصف الأرضيات بالبازلت.
وأهمية تحويل هذه المنظقة الي ممشي سياحي يضعها علي خريطة العالم السياحية بعد ازالت العشوائيات والفوضي من المنطقة كما حدث في شارع المعز حيث سيتم ايضا تطوير ورفع كفاءة الإنارة وترميم ودهان واجهات العقارات ورفع كفاءة وتطوير الشوارع الرئيسة ومد خطوط الصرف الصحي وبتكلفة تتجاوز 2 مليار جنيه تضمنت أيضا تعويض أهالي العقارات القديمة والآيلة للسقوط التي تمت إزالتها ـ نحو 4200 وحدة سكنية ـ ونحو 3150 مقبرة.

خبراء التخطيط العمراني:

لابد أن يمتد التطوير ليشمل حي الخليفة كله

إزالة كوبري الحوادث ونقل السكان إلي مناطق آمنة

المشروع الكبير يستعيد المظهر الحضاري للمنطقة التاريخية

الدكتور سعيد حسانين أستاذ التخطيط العمراني بكلية الهندسة جامعة القاهرة ان الحكومة المصرية تولي الاهتمام بتطوير مسارات مساجد آل البيت ليتم تقديم صورة طبق الأصل كمحاكاة لعصر القاهرة الفاطمية بكافة تفاصيله واستحضار الصورة الذهنية لجميع عناصره تماشيًا مع الطابع التاريخي الأثري لهذا العصر وبمواصفات عالمية وأنظمة حديثة ومن خلال تقديم الدعم الإداري والفني وبجودة مستدامة تليق بمكانة المزارات لنشر الوعي للأجيال القادمة بالتعريف بقيمة مساجد آل البيت وتاريخها والسيرة الذاتية لأصحاب هذه المقامات الرفيعة.
وأضاف أن تحويل المنطقة يجب أن يتضمن حي الخليفه كله لما يحتويه علي أبرز الأماكن التاريخية الاسلامية التي اهملت عبر الزمان واستعادتها سيفتح الباب امام السياحة العالمية والجذب السياحي من اهم الموارد الاقتصادية المطلوبة في هذه المرحلة مع تطوير اهالي المنطقة وتأهلهم للتعامل مع المتغيرات الجديدة التي ستشهدها المنطقة وكذلك نقل العشوائيات الي مناطق اكثر مثل الاسمرات والمدن الجديدة.
ويقول المهندس حسن عبد المجيد استاذ الانشاءات بكلية الهندسة جامعة عين شمس : إن الهدف من تطوير الميدان إعادة الطابع التاريخي لمنطقة السيدة عائشة باعتبارها المحمية الأثرية لـ3 مساجد أثرية هي "المسبح والغوري والسيدة عائشة" مشيرًا إلي أن هناك احتلالا من الباعة الجائلين وسيارات السرفيس للميدان مما حوله الي منطقة عشوائية.
ولهذا يجب تطوير الميدان وإعادة تخطيطه وعمل دمج لحديقة "صلاح الدين" مع الميدان بعد إزالة أسوارها ليستفيد المواطنون والأهالي منها و تطوير المساجد وواجهاتها بمساهمت منظمات المجتمع المدني.

القضاء علي العشوائية

ويقول المهندس ممدوح الجيوشي خبير الادارة المحلية والتخطيط العمراني إن منطقة السيدة عائشة تشهد تطوير منذ فترة كبيرة وهذا التطوير سيمتد إلي ميدان السيدة عائشة والكوبري والقضاء علي المناطق العشوائية بها.
و تستهدف الدولة إعادة القيمة التاريخية للمكان والربط بين مسجد السيدة عائشة والقلعة ومسجد السلطان حسن وعليه ستكون منطقة سياحية وتضم ممشي سياحي وحدائق.
واضاف الي انه يجب إقامة فندق سياحي بطابع إسلامي مكون من طابقين فقط وسيضم 82 غرفة وسيكون متاحا للسائحين.. فالمنطقة ستتحول تماما وستكون منطقة سياحية حضارية.
وأكد أن القضاء علي العشوائيات سيكون بداية من المناطق الأكثر خطرا إلي الأقل خطرا حتي يتم القضاء علي العشوائيات وما بها من خطر يهدد الحياة والمواطنين. مؤكدا أن خطة تطوير ميدان السيدة عائشة موجودة بالفعل وتتولي المحافظة تنفيذها خلال الأيام القليلة المقلبة.

استعادة الرونق التاريخي

يضيف الدكتور علي حمدي أستاذ العمارة الاسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة أن تلك المواقع تحظي باهتمام القيادة السياسية بداية من مجري العيون والفسطاط والسيدة عائشة ومصر القديمة لاستعادة المظهر الحضاري والقيمة التاريخية لتلك المواقع الشاهدة علي عبق التاريخ واصالة وجمال القاهرة ووضعها علي خريطة المزارات السياحية الدينية. حيث إن خطة تطوير منطقة السيدة عائشة من الميدان بعدما شابه العشوائية وصار بؤرة للباعة وفريسة للسائقين حيث يشرف علي المشروع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالتنسيق مع محافظة القاهرة.
تستهدف عملية التطوير القضاء علي الصورة الذهنية بكونها ملتقي للمواصلات إضافة إلي إخلاء المنطقة من العشوائية التي كانت سمة مميزة للمكان وإعادة القيمة التاريخية للمكان كمنطقة مزارات دينية.

محافظ القاهرة:

الدراسات استمرت 8 أشهر لوضع التصور النهائي للمشروع

محافظة القاهرة بيانا عن أبرز المعلومات عن خطة التطويرحيث قالو : يتوسط ميدان "السيدة عائشة" بحي الخليفة جنوب القاهرة منطقة تراثية مهمة ويحيط به عدد من المناطق الأثرية التي تعد من أهم المزارات السياحية بالقاهرة كمنطقة آثار القلعة ومنطقة الفسطاط ومجري العيون وكذلك منطقة مجمع الأديان. كما أن الميدان يضم 3 مساجد أثرية وتراثية مهمة هي مساجد السيدة عائشة والمسبح والغوري.
أشارت إلي أن الميدان عاني الإهمال الشديد خلال الفترات الماضية ولذا كان لا بد من التدخل لإعادته إلي رونقة الأصلي. كما أن الكوبري يمثل شريانًا حيويًا مهما لنقل الحركة المرورية من شمال وشرق القاهرة إلي جنوبها والعكس وهو شهير بحوادثه.
وقد تم إعداد دراسات لمدة 8 أشهر مضت لوضع الحلول المثلي بمعرفة استشاريين ومتخصصين لحل مشكلات الكوبري وصيانته ورفع كفاءته مع زيادة عمره الافتراضي وكذلك وضع التصور الأمثل لتحويل الميدان لميدان يليق بقلب القاهرة وإخلائه من الباعة الجائلين وسيارات السرفيس المترددة عليه وإعادة تنظيم مواقفها.
والتي تتضمن إزالة 47 عقارًا و23 محلاً ونقل 136 أسرة بمنطقة الأسمرات ويتم حاليا نقل الـ 23 محلاً بالسيدة عائشة إلي منطقة سوق التونسي و إنشاء حديقة في الاتجاه الأيمن من صلاح الدين الشرقي  وكذلك سيتم إزالة كوبري السيدة عائشة و إزالة 2760 مقبرة وننقلها إلي أماكن بديلة في 15 مايو و إنشاء كوبري جديد يربط بين محور الحضارات وصلاح سالم.
واشار البيان الي أن التكلفة التقديرية للمشروع تبلغ نحو 60 مليون جنيه منها أكثر من 40 مليون جنيه لتطوير أعمال الكوبري باستخدام أحد البرامج الهندسية في التحليل الإنشائي لتحديد الطرق المثلي لعلاج مشكلاته ومنع الحوادث مع تحليل كامل لسرعة السيارات المناسبة للسير علي الكوبري وتقوية جميع العناصر الإنشائية مع إضافة المظهر ذو الطابع المتماشي مع طبيعة الموقع العام للمنطقة.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل