تحدّثت صحيفة "نيويورك تايمز"، في تقرير، عن اعتقال سوريا اثنين من كبار قيادات حركة الجهاد الإسلامي، قائلةً إنّها "تمثّل تحوّلاً جذرياً في سياسة الحكومة"، بعدما كانت البلاد في عهد نظام الرئيس السابق بشار الأسد، "قاعدة عمليات للعديد من الفصائل الفلسطينية المسلحة".
ولفتت الصحيفة إلى أنّ "اعتقالات الفلسطينيين جاءت مع وصول أعضاء الكونغرس الجمهوريين إلى دمشق، الأسبوع الماضي"، في أول زيارة يقوم بها نواب أميركيون إلى سوريا منذ سنوات عديدة، ما يدل على أنّ حزبهم "بدأ يُولي اهتماماً أكبر للبلاد التي مزّقتها الحرب".
وكانت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية قد صرّحت، أمس الثلاثاء، عن اعتقال السلطات السورية اثنين من كبار قياداتها، "في خطوة نادرة تُشير إلى تحوّل في التحالفات في الشرق الأوسط"، وفق "نيويورك تايمز".
وقالت الحركة إنّ خالد خالد، قائدها في سوريا، وياسر الظفري، وهو قيادي بارز آخر، كانا محتجزين لدى السلطات السورية منذ 5 أيام، مضيفةً أنّهما اعتُقلا "من دون أيّ تفسير"، و"بطريقة لم نكن نأمل أن نراها من الإخوة".
بدورها، أكّدت وزارة الداخلية السورية اعتقالهما، لكنّها "لم تُقدّم أيّ سبب لاعتقالهما".
وفي هذا الإطار، قالت الصحيفة إنّ هذه الخطوة "تشير إلى تحوّل في مسار سوريا، التي كانت في عهد الأسد حليفةً وثيقةً لإيران، وكانت تاريخياً قاعدة عمليات حيوية للعديد من الفصائل الفلسطينية المسلحة".
لكن منذ سقوط النظام السابق، في كانون الأول/ديسمبر، "سعى حكّام سوريا الجدد إلى إعادة فرض سيطرتهم على الشبكة المعقّدة من الجماعات المسلحة العاملة داخل البلاد، والنأي بأنفسهم عن إيران وحلفائها"، وفق الصحيفة.
ووفقاً لمسؤولين مطلعين على هذه القضية، فإنّ إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، "وضعت شروطاً لحكّام سوريا الجدد مقابل تخفيف محدود للعقوبات، بما في ذلك قمع الجماعات المسلحة".
ويأتي ذلك في وقتٍ "تسعى القيادة السورية الجديدة جاهدةً لتخفيف العقوبات المفروضة على النظام السابق، والتي تعيق قدرة البلاد على التعافي اقتصادياً وتمويل إعادة الإعمار بعد الحرب".
(الميادين)
0 تعليق