تصدّر اسم سارة خليفة، المذيعة والمنتجة الفنية وخطيبة لاعب كرة قدم سابق بالنادي الأهلي المصري، محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي خلال الآونة الأخيرة، بعد كشف النيابة العامة عن تورطها في واحدة من أخطر قضايا تصنيع وتهريب المواد المخدرة في مصر، والتي وصفتها جهات التحقيق بأنها "قضية صادمة" بسبب شهرة المتهمة وشبكة التهريب التي كانت تقودها.
وبحسب تحقيقات نيابة القاهرة الجديدة، لم تكن سارة مجرد عضو في الشبكة، بل لعبت دور "العقل المدبر" لتشكيل عصابي دولي مكوّن من 6 أشخاص، استخدموا شقتين سكنيتين بالقاهرة كـ"معامل سرية" لإنتاج الحشيش الصناعي، المعروف باسم "البودر"، بغرض توزيعه في محافظتي القاهرة والجيزة.
وأشارت التحريات الأمنية إلى أن حجم المضبوطات فاق كل التوقعات، إذ تم ضبط أكثر من 200 كيلوغرام من المواد الخام المُستخدمة في التصنيع، إلى جانب مبالغ مالية ضخمة بالعملة المصرية والأجنبية، بالإضافة إلى 5 سيارات فارهة يُشتبه بأنها من عوائد الاتجار، فضلًا عن كميات كبيرة من الذهب والمشغولات، وقدّرت القيمة الإجمالية للمضبوطات بنحو 420 مليون جنيه مصري.
وأثارت الواقعة صدمة واسعة، ليس فقط بسبب حجم الجريمة، ولكن لأن المتهمة شابة تبلغ من العمر 29 عاماً، لها حضور نشط على مواقع التواصل الاجتماعي، وتُعرف في الوسط الفني والإعلامي، ما جعل كثيرين يربطونها بمهنة الإعلام، قبل أن تأتي المفاجأة الثانية بأن "سارة ليست إعلامية أصلًا".
ففي تصريح رسمي، أكد الدكتور طارق سعده، نقيب الإعلاميين وعضو مجلس الشيوخ المصري، أن سارة خليفة التي قدمت عدداً من البرامج، هي "منتحلة صفة إعلامية"، وليست مقيّدة في جداول النقابة، ولم تحصل على أي تصريح لمزاولة المهنة، ما يجعلها عرضة للمساءلة القانونية بموجب المادة 88 من قانون النقابة رقم 93 لسنة 2016، والتي تجرّم انتحال صفة إعلامي.
وقال سعده: "نعمل منذ سنوات على ملف منتحلي الصفة، وتمكّنا من إغلاق عشرات الكيانات الوهمية في القاهرة والمحافظات، وسارة مجرد واحدة من القائمة الطويلة التي نتابعها".
من جانبها، تناولت الإعلامية لميس الحديدي القضية في برنامجها "كلمة أخيرة"، قائلة: "هذه ليست مجرد قضية تعاطي، بل تصنيع واتجار دولي.. والعقوبة قد تصل إلى الإعدام"، مشيرة إلى أن الصدمة الأكبر تكمن في أن من تدير هذا التشكيل فتاة شابة مشهورة ولها جمهور.
وأضافت: "سارة كانت تقدّم برامج تلفزيونية، ويتم تداول اسمها مع لاعب الأهلي محمود كهربا، سواء كانت مرتبطة به أو مخطوبة أو متزوجة.. المهم أن حولهما قصص كثيرة جداً".
وأشارت الحديدي إلى أن هذه الواقعة تُسلّط الضوء على أزمة متكررة في المجتمع، وهي السعي المحموم نحو الثراء السريع بأي وسيلة، حتى لو كان الثمن هو الدخول في عالم محفوف بالمخاطر والانحرافات.
كما وجّهت الإعلامية الشهيرة تحية خاصة إلى وزارة الداخلية المصرية وقطاع مكافحة المخدرات، مشيدة بالجهود المبذولة في القضية، وقالت: "كل التحية للداخلية على هذه الضربة النوعية، التي تعكس مجهوداً كبيراً ومتابعة دقيقة لأوكار الجريمة وتنظيماتها".
ولا تزال القضية تتصدّر المشهد، وسط ترقّب لنتائج التحقيقات القادمة، خاصة في ظل تورط شخصيات متعددة وأصول مالية قد تكشف شبكات أكبر خلف الستار.
_
0 تعليق