الجزائر في 21 أبريل /العُمانية/ من عوالم الأرقام إلى عوالم الحروف، خطا
الروائي الجزائري كريم بن كريمي خطواته الأولى في مسار الكتابة الإبداعية، لا عن
سبق تخطيط أو نية مُعلنة، بل بدافع داخلي انبثق من تجربة مهنية في القطاع المصرفي،
ليكتشف من خلالها أن للأرقام لغة أخرى حين تنصهر في مداد السرد، وتتجلى في نصوص
تستبطن الوجدان الإنساني.

يقول بن كريمي: “لم أكن أتصور يومًا أن أكون روائيًّا، ولكن دراستي
الأولى عن النظام المصرفي في الجزائر دفعتني إلى الكتابة الأدبية، كمن يزيح غبارًا
عن باب روحي لم يُفتح من قبل”. ومن هنا وُلدت روايته الأولى “نحن لا
نُشفى من الطفولة بسهولة”، التي صاغ من خلالها سيرة بطل يعاني اضطرابات
نفسية، تُروى على لسان الذات، في سرد يتقاطع مع معاناة الطفولة والقلق، ويغوص
عميقًا في دروب التحليل النفسي وتحرير الداخل.

وفي روايته “الحب في زمن كورونا”، يعالج بن كريمي قصة حبّ
معقّدة في زمن الجائحة، حيث تتقاطع العاطفة بالقلق الوجودي، من خلال شخصيتين
تتنافسان على قلب امرأة واحدة، في مشهد روائي يتجاوز سطح العلاقات نحو تساؤلات
إنسانية عميقة حول الحب، والاختيار، والانجذاب، في ظلّ عالم مضطرب.

ويؤكّد بن كريمي، الذي وُلد عام 1960 بالعاصمة الجزائر، أن الكتابة لديه
تنبع من صميم التجربة، إذ يرى أن الرواية ليست مجرد نسج خيال، بل هي محاولة لتأمل
الذات وسبر أغوارها، مشيرًا إلى أن بعض أبطاله مستلهمون من الواقع، وآخرين من
الخيال الذي يصقله الوجع أو الفرح.

جدير بالذكر أن كريم بن كريمي عمل موظفًا مصرفيًّا منذ عام 1985، وله
مؤلفات في المجال المالي منها: إشكالية إدارة القروض (نُشرت في فرنسا، 2008)،
والقرض المصرفي والاقتصاد المالي. كما صدر له خمس روايات، من بينها: الخراب على
الشاطئ، والثمرة المحرمة، والمقاتل الشاب من أجل الحرية، إضافة إلى أعماله السابقة.

/العُمانية/
النشرة الثقافية / أمل السعدية