السميطي قهر «التوحّد» بالقراءة.. ويحلم بابتكار مكتبة إلكترونية لأصحاب الهمم - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
السميطي قهر «التوحّد» بالقراءة.. ويحلم بابتكار مكتبة إلكترونية لأصحاب الهمم - اخبارك الان, اليوم الجمعة 18 أبريل 2025 10:48 مساءً

داخل أروقة كلية الآداب بجامعة الشارقة، وبين رفوف الكتب التي أصبحت جزءاً من عالمه الخاص، يقف الطالب الإماراتي بالسنة الرابعة في قسم اللغة الإنجليزية علي السميطي، شامخاً بعد سنوات من تحديات «التوحّد» التي واجهها بقوة، وأحلامه التي تحققت بإصرار لا يلين.

لم يكن منذ طفولته محباً للقراءة فحسب، بل كان شغوفاً بالتكنولوجيا أيضاً وبارعاً في التعامل مع تقنياتها، وأتقن اللغة الإنجليزية كأنها لغته الأم، ويطمح عقب التخرج إلى توظيف معارفه وقدراته في مجال المطالعة والمكتبات لخدمة وطنه، كما يحلم بابتكار مكتبة إلكترونية لمساعدة أصحاب الهمم.

وحرصت «الإمارات اليوم» على زيارة علي السميطي وأسرته، لرصد قصة كفاحه عن كثب «من صمت التوحّد إلى صخب الإنجاز»، إذ إن لديه والدين استثنائيين لم يعرفا المستحيل يوماً، بل صبرا وصابرا لدعم مسيرته، ومساندته في رحلة كفاحه التي هزم فيها التوحّد، وأصبح عاشقاً للمطالعة، ينهل من أمهات الكتب، ويغوص في عوالم البحث والاستقصاء.

إرادة قوية

ويتذكر الطالب علي السميطي سنواته الأولى، حيث تحدى «التوحّد» بإرادة قوية، وبدعم من والديه، قائلاً: «لم يكن الطريق سهلاً، لكن والديَّ آمنا بي دائماً، ودعماني في كل خطوة. كانا يشجعانني على تخطي القيود التي فرضها التوحّد، ويمنحانني الفرص لتحقيق طموحاتي، ما مكنني من النجاح في مسيرتي الأكاديمية».

على أعتاب التخرج

وقال: «وأنا على أعتاب التخرج، لا أرى شهادتي الجامعية (نهاية)، بل بداية لمرحلة جديدة، إذ طموحاتي تسبقني للعمل في مكتبة وطنية كبرى، ليس فقط كأمين مكتبة، بل متخصص في علم القراءة والمطالعة التي كانت رفيق الكفاح». وأوضح قائلاً: «أتطلع إلى ابتكار مكتبة إلكترونية تفاعلية تتيح لأصحاب الهمم الاستماع إلى الكتب وتحليل محتواها، بما يسهم في جعل المعرفة أكثر سهولة وإتاحة للجميع».

مؤشرات مقلقة

ووراء هذا النجاح، يقف والداه الاستثنائيان، اللذان تحديا جميع الظروف، إذ قالا: «لم تكن أعراض التوحّد واضحة في مرحلة الطفولة المبكرة لعلي، ولم نلاحظ أي مؤشرات مقلقة في سن الحضانة، لكن مع دخوله الروضة الثانية، بدأت ملامح مختلفة في سلوكه تلفت الانتباه، حيث كان انطوائياً، ويكره الضوضاء، ولا يستجيب للتوجيهات، وسريع الغضب».

استراتيجيات الدمج

وفي ظل غياب استراتيجيات الدمج آنذاك، وقبل صدور قرار التعليم الدامج في الدولة عام 2006، طُرد علي من مدرسته إثر موقف بسيط مع أحد زملائه، فكانت تلك الواقعة الشرارة الأولى لانطلاق رحلة طويلة من التحديات، لاسيما أن المدارس حينها لم تكن مهيّأة لاستقبال الطلبة من أصحاب الهمم، ولم تتوافر كوادر متخصصة قادرة على فهم احتياجاتهم، لنبدأ رحلة البحث لإيجاد حلول تربوية وطبية تتناسب مع طبيعة وحالة علي.

وبعد محاولات، تمكّن علي من الالتحاق بمدرسة دبي الوطنية، وتقدم فيها حتى الصف السادس. وساعدتنا هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، في العثور على مدرسة تضم قسماً مخصصاً لأصحاب الهمم، يضم صفوفاً لا تتعدى أربعة طلاب، بكوادر مؤهلة تربوياً ونفسياً.

التحدي الأكبر

ولكن التحدي الأكبر كان الرسوم الباهظة، التي تصل إلى 100 ألف درهم سنوياً، بواقع 40 ألفاً للرسوم الدراسية و60 ألفاً للقسم الخاص، ورغم أن مستوى علي كان ضعيفاً في اللغة العربية، فإنه أبدع في المواد الإنجليزية، فتم إدراجه ضمن صفوف «غير الناطقين بالعربية» من الصف السابع حتى الـ12، ثم واصل دراسته الجامعية.

بداية صعبة

وقال والده أحمد علي السميطي: «عندما تم تشخيص علي باضطراب طيف التوحّد في عام 2006، كانت البداية صعبة، لكنني كنت دائماً أؤمن بقدراته، ولم يكن التوحّد عائقاً، بل كان أسلوباً مختلفاً لفهم الحياة». وقالت والدته فاطمة أحمد عبدالله: «كرّست وقتي لمساعدته على تعلم مهارات التعليم قبل الجامعي، فضلاً عن تطوير مهاراته في القراءة واستخدام التكنولوجيا، لكن الطريق لم يكن خالياً من التحديات، فأبرز التحديات التي واجهناها كان عدم وجود مراكز متخصصة بعد بلوغه سن 16 عاماً».

وأضافت: «لم نتمكن من إيجاد أماكن تعلمه المهارات الحياتية والتفاعل مع فئات المجتمع المختلفة، وكان من الصعب إيجاد معلمين متخصصين في التعامل مع حالته، لكننا لم نوقف دعمنا له، بل بذلنا كل جهد لتوفير الفرص التي تمكنه من النجاح».

عالم مفضل

وقال والداه: «منذ البداية، كانت القراءة عالمه المفضل، وكانت الكتب ملاذه الأول وأصدقاءه الدائمين، حتى أصبح لديه ارتباط عميق بالمكتبات. لم يتوقف شغفه هنا، بل انتقل ليبرع في فهرسة الكتب وتصميم أنظمة إدارة المكتبات، كما أظهر مهارة استثنائية في التكنولوجيا». وأضافا: «لم يكن قارئاً نهماً فقط، بل كان موهوباً في إتقان اللغة الإنجليزية التي كانت مفتاحه لتحقيق طموحاته، فبفضلها، لم يقتصر على فهم النصوص فقط، بل تواصل مع متخصصين في علم المكتبات، وتعلّم أحدث تقنيات هذا المجال».

رسالة من الوالدين

في رسالة من والدي علي السميطي لجميع الأسر، خصوصاً التي لديها أبناء من أصحاب الهمم، يقولان فيها: «لا تدعوا التحديات تقف في طريق أحلامكم. كل طفل لديه قدرات خاصة بحاجة إلى دعم مستمر، مع البيئة المناسبة والتوجيه الصحيح، يمكن لأبنائنا تحقيق نجاحات كبيرة. حافظوا على إيمانكم بهم وكونوا إلى جانبهم، فبإصراركم، سيحققون طموحاتهم».

وأشارا إلى أن قصة ابنهما ليست مجرد قصة طالب جامعي، بل هي إلهام لكل أسرة لديها طفل من أصحاب الهمم، تؤكد أن الإرادة والعلم قادران على كسر جميع الحواجز. واليوم، بعد 19 عاماً من الكفاح، لا يقف ابننا عند حدود الحلم، بل يخطو خطواته الأولى نحو تحقيقه، ليؤكد أن التوحّد ليس قيداً بل فرصة لفهم العالم بطريقة مختلفة.

الوالدان:

 • أتقن «الإنجليزية» فساعدته على فهم النصوص، والتواصل مع متخصصين في علم المكتبات لتعلم أحدث التقنيات.

• (علي) برع في فهرسة الكتب وتصميم أنظمة إدارة المكتبات، وأظهر مهارة استثنائية في استخدام التكنولوجيا.

لمشاهدة فيديو السميطي قهر «التوحّد» بالقراءة..، يرجى الضغط على هذا الرابط.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق