نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
محلل سياسي: اتفاق الشرع و”قسد” يؤكد على وحدة سوريا - اخبارك الان, اليوم الجمعة 18 أبريل 2025 07:40 مساءً
قال المحلل السياسي المهتم بالشأن السوري خلدون الدكاك: إن الرئيس السوري أحمد الشرع وقع اتفاقا مع القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، يقضي باندماج هذه القوات في الجيش السوري ومؤسسات الدولة الأخرى، والتأكيد على أن المجتمع الكردي مكون أصيل من مكونات الشعب والدولة.
وأضاف أن نص الاتفاق أوحى بالتزام إدارة الشرع بالحفاظ على وحدة البلاد والمواطنة المتساوية والعمل على تمثيل كافة مكونات الشعب السوري في الحكم، لكن لم يرد في النص أي إشارة للتقسيم الإدراي أو السيادي.
وتابع المحلل، أن النص وضع بصيغة عامة تخلو من أي تفاصيل حول عملية اندماج قوات سوريا الديمقراطية وأجهزتها، كما أنه منح لتنفيذ هذا الاتفاق فترة طويلة نسبيا تصل إلى نهاية العام الجاري، الأمر الذي كون ثغرات بحسب مراقبين، بدأت تنعكس سلبا حاليا على الساحة السياسية والاجتماعية مع تصاعد المطالبات باللامركزية في سوريا كأحد الحلول السياسية الممكنة في الآونة الأخيرة من قبل الإدارة الذاتية الكردية.
وأشار إلى أن وكالة رويترز، نقلت عن المسئول في الإدارة الذاتية الكردية بدران جياكرد، تأكيده أن أكراد سوريا سيطالبون بنظام اتحادي يضمن لهم الحكم الذاتي في إطار دولة لامركزية، وأن جميع القوى السياسية الكردية في سوريا اتفقت على رؤية مشتركة حول شكل الحكم وهوية الدولة وحقوق الكرد، مشيرًا إلى أنهم أكدوا ضرورة إقامة نظام اتحادي برلماني تعددي ديمقراطي.
واستكمل حديثه بأن تحقيق هذا الهدف يتطلب الحفاظ على الخصوصية الإدارية والسياسية والثقافية لكل منطقة عبر إنشاء مجالس محلية تشريعية وهيئات تنفيذية لإدارة شؤون الأقاليم، مع وجود قوات أمنية داخلية تابعة لكل إقليم، مؤكدًا على ضرورة تحديد هذه الترتيبات في الإطار الدستوري.
وقال الدكتك، أن هذه المرة الأولى التي يعلن فيها مسؤول في الإدارة الذاتية الكردية عن هذا الهدف بشكل صريح منذ توافق الأحزاب الكردية عليه الشهر الماضي، حيث شارك في الاجتماع ممثلون عن حزب الاتحاد الديمقراطي وهو الجناح السياسي لوحدات حماية الشعب الكردية المكون الرئيسي لقسد، والمجلس الوطني الكردي.
وأوضح أن تصريح المسؤول الكردي يتناقض بشكل كامل مع إعلان سابق لرئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، والذي أكد فيه معارضته للنظام الاتحادي.
وأشار إلى أنه تبرز بوضوح التدخلات الخارجية في هذا الملف، وخصوصا مواقف كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة الخطيرة، فهما تدعمان جهود قوات سوريا الديمقراطية والكرد لتحقيق استقلالية إدارية واسعة، بعيداً عن سلطة النظام السوري في دمشق.
وأكد أنه لطالما كانت المملكة المتحدة تحديدا أحد أبرز الداعمين للامركزية في سوريا، حيث تدفع بقوة نحو منح الأكراد وقوات سوريا الديمقراطية المزيد من الاستقلالية في إدارة مناطقهم.
وبرأي المحلل السياسي خلدون الدكاك، فإنه منذ بداية الحرب السورية، شكلت المناطق التي تسيطر عليها قسد في شمال وشرق البلاد نموذجاً لإدارة محلية مع فاعلية نسبية في شؤون الأمن والتعليم والصحة بدعم أمريكي – بريطاني، ولندن تروج لهذا النموذج كخطوة نحو الاستقرار في سوريا، وتدفع لأن يتم تكريسه ضمن أي تسوية سياسية مستقبلاً.
وبحسب الدكاك، البريطانيون لا يتوقفون عند الدعم العسكري واللوجيستي لقسد، بل يتجاوزون ذلك إلى تعزيز فكرة اللامركزية كخيار للحفاظ على التنوع الإثني والديني في سوريا، ففي ظل وجود العديد من القوى العرقية والدينية في البلاد، بما في ذلك الأكراد، العرب، السريان، والتركمان، يسعى البريطانيون إلى دعم توجه الابتعاد عن مركزية السلطة في سوريا، وهو توجه مشابه لسياسات لندن التي اتبعتها لتقسيم البلاد منذ 1920، والتي وضعت خلالها البلاد العربية تحت الانتداب، وجزئت البلاد السورية إلى 3 كيانات مستقلة.
وأنهى حديثه بأن ذلك يأتي بالتزامن مع تداول مصادر إعلامية محلية أنباء أفادت عن تسليم قوات قسد القطاع 26 النفطي شمال شرقي البلاد للقوات العسكرية البريطانية، حيث أصدرت قسد أمراً رسمياً بتسليم القطاع المذكور للعسكريين التابعين للشركة البريطانية العسكرية والأمنية الخاصة “إيجيس للخدمات الدفاعية”. فيما تملك شركة “جلف ساندز بتروليوم” البريطانية حصة تشغيلية تبلغ 50% في حقلين نفطيين في القطاع 26 بسوريا، في شمال شرقي البلاد بالقرب من الحدود مع العراق.
وأكد أن الجميع حذروا من خطورة التدخلات البريطانية المتزايدة في الداخل السوري، فهي من جهة تعزز فكرة التقسيم، وتسلح قسد وتدعمها استخباراتيًا، بينما من جهة أخرى تتحايل على حليفتها تركيا التي تتخوف من مخاطر القوات الكردية التي تعتبر جزءًا منها ارهابيًا، وتتستر على العلن “بوجه داعم” للحكومة السورية في دمشق والحريص على رفع العقوبات عنها.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
0 تعليق