لم تتوقع الممثلة السعودية فاطمة الشريف، أن تصبح يوما نجمة درامية، لكنها وجدت شغفها في التمثيل بعد أن اكتشفها المخرجون والمنتجون، لتخوض رحلة مليئة بالتحديات والتحولات الفنية، من مجال الخدمة الاجتماعية والاستشارات النفسية، إلى أضواء الدراما السعودية، صنعت "الشريف" لنفسها مكانًا في المشهد الفني، وسرعان ما أصبحت واحدة من الوجوه البارزة في الأعمال الدرامية والكوميدية.

تقول الممثلة السعودية فاطمة الشريف، التي تحمل درجة الماجستير في الخدمة الاجتماعية ودبلومًا عاليًا في الدعم والاستشارات النفسية لـ"العربية.نت": بدأت مشواري الفني في أواخر عام 2019، حيث دخلت مجال التمثيل عن طريق الصدفة، حيث كانت تجربتي الأولى مغامرة غير متوقعة.

وأضافت: "لم أتخيل أنني سأدخل هذا العالم، لكنني اكتشفت نفسي مع من اكتشفني من المخرجين والمنتجين، تفاجأت بقدراتي التمثيلية وإتقاني للأدوار، ولم أتوقع أن أحقق النجومية، ولكن الأعمال التي قدمتها وضعتني على هذا الطريق".

فطمة الشريف

رحلة فنية مليئة بالتحديات والتطور

خلال خمس سنوات، شاركت الشريف في أكثر من 30 عملًا دراميًا، أغلبها بأدوار رئيسية لكن بمساحات قصيرة، وكانت كل تجربة تمثل خطوة جديدة في صقل موهبتها، تقول: في عام 2024، شعرت بنقلة نوعية في أدائي، خاصة بعد مشاركتي في مسلسل (بيت العنكبوت) و(خريف القلب)، حيث قدمت دور امرأة مظلومة ترتكب جريمة وتدخل السجن، ثم تتحول إلى امرأة قوية وشرسة، وبعد خروجها من السجن ومواجهة تحديات مختلفة تعود للمرأة القوية من الخارج والضعيفة الأمينة المغلوب على أمرها من الداخل وهذا التحول كان تحديًا كبيرًا بالنسبة لي، حيث اختبر قدرتي على التلاعب بمشاعر المشاهدين بين التعاطف والكراهية".

وتضيف الشريف، أن مسلسل طراد والمسلسل الكوميدي يوميات رجل عانس كانا محطة بارزة في مسيرتها، حيث شعرت لأول مرة بأنها تقترب من النجومية، وعن تجربتها في يوميات رجل عانس، تقول: لم يكن هناك أي مرشحة أخرى لهذا الدور، مما زاد من إحساسي بالمسؤولية، فشخصية الأم التي قدمتها كانت محورية في القصة، وعلاقتي بإبراهيم حجاج كممثل شريك كانت من أسباب نجاح المسلسل.

يوميات رجل عانس

رسائل اجتماعية وتأثير درامي

ترى الشريف أن "يوميات رجل عانس" يحمل رسائل اجتماعية مهمة، مثل التنبيه إلى القسوة التي تمارسها بعض الأمهات على بناتهن، والتفرقة في المعاملة بين الأبناء والبنات، وقيم بر الوالدين رغم قسوتهم، وتؤكد أن هذه القضايا موجودة في المجتمع، والمسلسل سلط الضوء عليها بطريقة مؤثرة وصلت إلى قلوب المشاهدين.

وأضافت: "شخصية لطيفة التي جسدتها تشبهني في إصرارها على تحقيق أهدافها، وتأثيرها عليّ كان عميقًا، لدرجة أنني شعرت بمزيج من المشاعر التي ستتجلى في المشهد الأخير من المسلسل".

فاطمة الشريف

تجربة مميزة مع خالد عبد الرحمن

عن تجربتها مع الفنان خالد عبد الرحمن في مسلسل "ضرب الرمل" ومسرحية "نمر بن عدوان" تقول: كانت تجربة جديدة ومميزة لي وله أيضًا، أكثر ما لفت نظري هو القاعدة الجماهيرية الضخمة التي يمتلكها، ومدى حب واحترام الجمهور له، مما جعل التجربة فريدة من نوعها.

الخلفية الأكاديمية وتأثيرها على الأداء التمثيلي

تشير الشريف إلى أن تخصصها الأكاديمي في الخدمة الاجتماعية والدعم النفسي ساعدها بشكل غير مباشر في فهم الشخصيات التي تقدمها، حيث تستحضر شخصيات حقيقية من واقعها المهني عند قراءة النصوص، مما يعزز من قدرتها على تقديم أداء واقعي وعميق، تقول: "أتميز بدقة الملاحظة، ودراستي ساعدتني في تحليل الشخصيات بعمق، وهذا يظهر في أدائي، وأتوقع أن تتطور هذه المهارات أكثر مع الوقت."

بحث عن تحديات جديدة في التمثيل

تطمح الشريف إلى تقديم شخصية تمثل تحديًا حقيقيًا لها، حيث تقول: لم أجد بعد الدور الذي يشكل تحديًا حقيقيًا لقدراتي. أتمنى أن يكتب لي أحد المؤلفين نصًا خاصًا يحتوي على شخصية ذات عمق درامي غير عادي."

وتؤكد الشريف أن الدراما السعودية شهدت تطورًا كبيرًا بفضل رؤية المملكة 2030، وأن هناك قفزات نوعية في الإنتاج، مما جعل الأعمال السعودية تنافس بقوة في الساحة الخليجية والعربية.

وتستطرد القول: المنافسة بين الدراما الخليجية والسعودية واضحة، خاصة في السباق الرمضاني، ولكن المشاهدين أصبحوا أكثر وعيًا، ويختارون متابعة الأعمال حتى بعد رمضان.

يوميات رجل عانس

أحلام عالمية وطموحات مستقبلية

عن أعمالها القادمة، أشارت الشريف إلى مشاركتها في المسلسل الكوميدي "عايشين معنا"، وكذلك "بساتين عربستان"، المقرر عرضهما قريبًا، وتابعت: "أحلم بأن أصبح فنانة شاملة تصل إلى العالمية، وأتمنى تقديم دور استعراضي يشبه ما قدمته الممثلة هدى حسين. هذا النوع من الأعمال يستهويني وأتمنى خوض هذه التجربة قريبًا".