نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مأساة على طريق تعز-عدن: سائق شاحنة يلقى حتفه ضحية الطرق البديلة وسط إهمال مستمر - اخبارك الان, اليوم الجمعة 18 أبريل 2025 12:48 صباحاً
في مشهد مأساوي يعكس معاناة يومية للسائقين اليمنيين، لقي السائق "عصام سعيد سالم" مصرعه داخل مركبته على طريق تعز-عدن، ليصبح رمزاً جديداً لأزمة خانقة تتفاقم يوماً بعد يوم نتيجة الإصرار المستمر من قبل مليشيات الحوثي على قطع الطرق الرئيسية في المحافظات الخاضعة لسيطرتها.
تحولت الطرق البديلة التي اضطر السائقون إلى استخدامها إلى كوابيس يومية، حيث تنهك أجسادهم وتؤدي بحياتهم في كثير من الأحيان.
تفاصيل الحادثة
طبقاً لشهود عيان في منطقة "كربة الصحى"، تم العثور على جثة السائق "عصام سعيد سالم" داخل كابينة شاحنته، بعد أن أنهكته الرحلات الطويلة عبر طرق بديلة وعرة وغير مؤهلة. كان الفقيد ينقل بضائع أساسية عبر تلك الطرق الصعبة، والتي أصبحت الخيار الوحيد أمام آلاف السائقين بعد إغلاق الخطوط الرئيسية بسبب الحرب المستمرة.
السائقون الذين يعملون في هذا المجال يواجهون ظروفاً لا إنسانية، حيث تجمع هذه الطرق بين التضاريس الوعرة والمخاطر الأمنية، فضلاً عن غياب الخدمات الأساسية مثل محطات الوقود والمراكز الصحية.
وفي حالة "عصام"، يبدو أن التعب والإرهاق الناجمين عن هذه الرحلات الشاقة قد أوديا بحياته، لتكون نهايته صامتة لكنها مليئة بالمعاني المؤلمة.
صوت زملاء المهنة
زملاء المهنة نعوا الفقيد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبروا عن غضبهم وأسفهم العميقين. كتب السائق "عمر الضيعة" على صفحته في فيسبوك: "لم يكن موت عصام مجرد وفاة.. لقد كان صرخة صامتة ضد واقع مرير يحول طرقنا إلى مقابر متنقلة".
وأضاف: "مات وحيداً في مكان عمله، ضحيةً لطرق محطمة وحرب لا ترحم".
هذه الكلمات تعكس الواقع المرير الذي يعيشه السائقون اليمنيون، الذين يواجهون يومياً مخاطر جسيمة أثناء أداء عملهم. فقد أصبحت رحلاتهم اليومية بمثابة مقامرة بحياتهم، حيث تهدد الطرق الوعرة والأوضاع الأمنية غير المستقرة أرواحهم في كل لحظة.
أزمة طرق متصاعدة
يعاني آلاف السائقين اليمنيين من ظروف بالغة القسوة نتيجة إغلاق الطرق الرئيسية التي كانت تشكل شبكة حيوية لنقل البضائع والأشخاص.
وبسبب سياسات مليشيات الحوثي، اضطر هؤلاء السائقون إلى اللجوء إلى طرق بديلة، غالباً ما تكون وعرة وغير آمنة، مما يزيد من تكاليف النقل ويعرض حياتهم للخطر.
وقد أدت هذه السياسات إلى تفاقم معاناة السائقين، حيث تضاعفت ساعات العمل والجهد المبذول، بينما تضاءلت فرص الحصول على الدعم أو المساعدة في حالات الطوارئ.
وتحولت هذه الطرق إلى مصدر قلق دائم ليس فقط للسائقين، بل أيضاً للمجتمعات التي تعتمد على نقل البضائع لتأمين احتياجاتها الأساسية.
نداءات المجتمع المدني
في ظل هذه الظروف الكارثية، تتصاعد المطالبات المجتمعية بضرورة فتح الطرق الرئيسية وإنقاذ حياة السائقين الذين يخاطرون بأرواحهم يومياً لتأمين لقمة عيشهم.
دعا ناشطون ومنظمات مجتمع مدني إلى التحرك العاجل لإنهاء هذه المعاناة، مشيرين إلى أن استمرار إغلاق الطرق يمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان، ويزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.
وأكدت هذه الجهات أن السائقين هم شريان الحياة الذي يربط بين المحافظات، وأن استمرار تعطيل حركتهم يهدد بزيادة معاناة السكان، خاصة في المناطق التي تعتمد بشكل كبير على البضائع المنقولة عبر الطرق البرية.
رسالة أمل أم استمرار المعاناة؟
في الوقت الذي تتزايد فيه المخاطر على حياة السائقين، تبقى الآمال معقودة على الجهود الدولية والمحلية لإيجاد حلول لهذه الأزمة. ومع ذلك، فإن استمرار الصراع وعدم وجود تسوية سياسية شاملة يجعل من الصعب تحقيق أي تقدم حقيقي في هذا الملف.
وفاة السائق "عصام سعيد سالم" ليست سوى نقطة في بحر من المعاناة التي يعيشها الآلاف من زملائه يومياً. لكنها رسالة واضحة بأن الوضع الحالي غير مقبول، وأن هناك حاجة ملحة للتغيير.
فالطرق ليست مجرد ممرات للمركبات، بل هي شرايين الحياة التي يجب أن تظل مفتوحة أمام الجميع، دون تمييز أو قيود.
ختاماً:
بينما يحاول العالم التركيز على الحلول السياسية للأزمة اليمنية، يجب ألا ننسى أولئك الذين يدفعون ثمن الحرب يومياً بصمت، مثل السائق "عصام" الذي ترك خلفه قصة مؤلمة تدعو إلى التأمل والتحرك.
فهل ستكون وفاته دافعاً لفتح الطرق وإنقاذ حياة الآخرين، أم ستظل الطرق مغلقة وأرواح السائقين مهددة؟
0 تعليق