في تصريح لافت يعكس عمق الرؤية الاستراتيجية للمشهد اليمني، أكد الخبير العسكري اليمني البارز محمد الكميم أن المعركة التي تخوضها اليمن ضد مليشيا الحوثي ليست معركة طارئة أو مستعارة، بل هي صراع متجذر في التاريخ اليمني المعاصر، بدأ منذ أكثر من عشرين عامًا.

وأشار الكميم إلى أن هذه المعركة انطلقت عندما حاولت جماعة الحوثي "اختطاف التاريخ"، والعمل على إعادة عجلة الزمن إلى الوراء، بهدف إقامة مشروع سلالي غريب عن روح وهوية اليمن الجمهوري.

نضال اليمنيين: من أجل الكرامة والجمهورية

أوضح الكميم أن أول رصاصة أُطلقت في محافظة صعدة لم تكن مجرد حدث عابر، بل كانت بداية الكفاح اليمني ضد مشروع قمعي استهدف النيل من كرامة الشعب اليمني وهويته الوطنية.

وقال: "منذ تلك اللحظة الأولى، كان اليمنيون يقاتلون من أجل كرامتهم، من أجل جمهوريتهم، ومن أجل مستقبلهم الذي حاولت المليشيا مصادرته تحت شعارات خادعة". وأكد أن هذه الشعارات لم تكن سوى أدوات لتزييف الحقائق وتضليل الجماهير.

وشدد الكميم على أن اليمنيين دفعوا ثمنًا باهظًا نتيجة هذا المشروع السلالي، حيث "ذاقوا كل أنواع الظلم والقمع تحت شعارات زائفة"، لافتًا إلى أن "الشعارات قد تتغير، لكن القمع واحد".

وسرد الكميم مجموعة من الشعارات التي رفعتها المليشيا الحوثية خلال العقود الماضية، والتي استخدمتها كأدوات لخداع الناس وتثبيت سلطتها. بدءًا من شعار "الموت لأمريكا"، مرورًا بـ"خرافة الولاية" و"مكافحة الفساد"، وصولًا إلى الادعاء بـ"نصرة فلسطين" وإسناد "غزة"، مؤكدًا أنها "كلها كانت أدوات للتضليل والتزييف".

التلاعب بالقضايا القومية

انتقد الكميم بشدة محاولات المليشيا الحوثية التلاعب بالقضايا القومية العربية، واصفًا موقفها بأنه "تعلّق كاذب بقضية غزة زورًا وبهتانًا".

وقال إن هذه المحاولات لا تعدو كونها محاولات يائسة لإخفاء حقيقتها كجماعة تعمل لمصلحة أجندات خارجية، لا علاقة لها بمصالح الشعب اليمني أو قضاياه الوطنية.

وأضاف: "لا أحد يزايد علينا في القضايا القومية، فنحن أهلها ووطنها، لكننا نعرف تماماً أن من يقتل شعبًا استضافه وأكرمه، وأفقرهم، وجند أطفالهم لأجندات خارجية ومشاريع لا علاقة لليمنيين بها، لا يمكن أن يكون صادقًا في أي قضية عادلة".

معركة وطنية بامتياز

وصف الكميم المعركة ضد مليشيا الحوثي بأنها "معركة وطنية بامتياز"، مشيرًا إلى أن هدفها الأسمى هو الدفاع عن الكرامة، واستعادة الدولة، والحفاظ على الحرية.

وقال: "هذه المعركة لا علاقة لها بأي أجندات خارجية، بل هي معركة اليمنيين لأنفسهم، وللوطن الذي يحلمون به".

وأكد أن هذه المعركة ليست ضد أحد، ولا من أجل أحد، بل هي "معركة يمنية خالصة"، نخوضها من أجل تحقيق العدالة وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

القضية اليمنية: عظمة واستقلالية

وفي ختام تصريحه، أكد الكميم أن القضية اليمنية لا يمكن اختزالها في إطار الصراعات الإقليمية أو المصالح الدولية، مضيفًا: "قضيتنا هي اليمن.. بكل بساطة، وبكل عظمة".

وأوضح أن الشعب اليمني يسعى لتحقيق وطن ينعم بالعدالة والحرية، بعيدًا عن المشاريع الطائفية والأجندات الخارجية.

رسالة الأمل

وجه الكميم رسالة أمل إلى الشعب اليمني، مشددًا على أن معركتهم ليست فقط ضد مليشيا الحوثي، بل هي أيضًا معركة بناء مستقبل يتجاوز معاناة الماضي والحاضر.

وقال: "نخوض هذه المعركة من أجل وطن نحلم به، ومن أجل عدالة نفتقدها، ومن أجل أجيال قادمة لا تستحق أن ترث هذا الظلم".

بهذه الكلمات، يعيد الخبير العسكري محمد الكميم التأكيد على أهمية استمرار الجهود الوطنية لاستعادة اليمن من براثن المشروع السلالي، وتحقيق حلم اليمنيين بوطن حر وكريم.