نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
القيادي الحوثي حسين العزي يصف الولايات المتحدة بـ ”العمياء” ويتوعد بمزيد من الاستنزاف في الحروب غير المتكافئة - اخبارك الان, اليوم الجمعة 18 أبريل 2025 12:48 صباحاً
في تصريح لافت يعكس النبرة التصعيدية التي تتبناها جماعة الحوثيين، وصف القيادي البارز في الجماعة، حسين العزي، الولايات المتحدة الأمريكية بأنها "عمياء بكل ما تعنيه الكلمة"، معتبرًا أن هذا الأمر "منح جماعته فرصاً هائلة للتفنن في استنزافها بشكل مذهل".
جاء ذلك في سياق خطاب تحريضي يعكس الرؤية الأيديولوجية للجماعة واستراتيجيتها في التعامل مع القوى الدولية.
اتهامات وتحديات
العزيز، الذي يشغل منصب نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً، أكد أن الجماعة تستثمر ما وصفه بـ"العمى الأمريكي" في تحقيق مكاسب استراتيجية على الأرض.
وأشار إلى أن هذه الديناميكية سمحت لمقاتلي الجماعة بتطوير أساليب قتالية جديدة ومبتكرة، واصفاً إياها بأنها "إبداعات وقدرات إضافية".
وأضاف العزي أن "خبرة صنعاء مشهودة في خوض الحروب غير المتكافئة"، معتبرًا أن هذه الخبرة ليست مجرد نتيجة للظروف الميدانية، بل هي انعكاس لـ"مهارة خلاّقة" تمتلكها الجماعة في إدارة المعارك وتحويل التحديات إلى فرص. وأكد أن هذه المهارات تجعل الحوثيين "الأكثر تفوقاً في إذلال الإمبراطوريات الظالمة"،-حسب وصفه- في إشارة واضحة إلى الولايات المتحدة .
السياق السياسي والعسكري
التصريحات الجديدة تأتي في ظل تصاعد التوترات بين جماعة الحوثيين والولايات المتحدة، خاصة بعد الضربات العسكرية التي نفذتها واشنطن ضد مواقع للجماعة في اليمن خلال الأشهر الأخيرة.
وتتهم واشنطن الحوثيين بتهديد المصالح الدولية عبر هجماتهم المتكررة على السفن التجارية في البحر الأحمر وباب المندب، وهو ما تنفيه الجماعة بشدة، مؤكدة أن هجماتها تأتي رداً على ما تعتبره "عدواناً خارجياً".
ويرى مراقبون أن هذه التصريحات لا تهدف فقط إلى رفع الروح المعنوية داخل صفوف الجماعة، بل تسعى أيضاً إلى توجيه رسالة سياسية للولايات المتحدة وحلفائها مفادها أن الحوثيين مستعدون لمواصلة الحرب لأطول فترة ممكنة، وأنهم يعتبرون أنفسهم قادرين على مواجهة القوى الكبرى باستخدام تكتيكات غير تقليدية.
تحليل الخطاب الحوثي
الخطاب الذي تبنّاه العزي يعكس استراتيجية واضحة تقوم على الجمع بين الدعاية الإعلامية والتحريض العسكري. فمن جهة، يتم تقديم الحوثيين كقوة مقاومة قادرة على مواجهة "الإمبريالية" و"القوى الظالمة"، ومن جهة أخرى يتم التركيز على فكرة "التفوق الذاتي" الذي يعتمد على "المهارات الخلاقة" و"التقييمات اليومية"، وهي عبارات تحمل طابعاً أيديولوجياً يهدف إلى تعزيز الهوية الجماعية لدى أفراد الجماعة.
ومع ذلك، فإن هذه التصريحات قد تثير تساؤلات حول مدى واقعية الادعاءات الحوثية، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه الجماعة على الأرض، بما في ذلك الضغوط الاقتصادية والسياسية والعسكرية المستمرة.
ردود الفعل المحتملة
من المتوقع أن تثير هذه التصريحات ردود فعل غاضبة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، الذين قد يرون فيها دليلاً إضافياً على أن الحوثيين ليسوا مستعدين للجلوس إلى طاولة المفاوضات أو البحث عن حلول سلمية للصراع المستمر منذ سنوات. كما قد تدفع هذه التصريحات المجتمع الدولي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على الجماعة، سواء عبر العقوبات أو العمليات العسكرية.
وفي الوقت نفسه، يرى البعض أن مثل هذه التصريحات قد تكون ورقة ضغط يستخدمها الحوثيون في محاولة للحصول على تنازلات سياسية أو اقتصادية في أي محادثات مستقبلية، حيث تعمل الجماعة على تقديم نفسها كطرف قوي لا يمكن تجاوزه في أي تسوية سياسية محتملة.
تصريحات حسين العزي تعكس استمرار حالة التصعيد بين الحوثيين والمجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة. وبينما تسعى الجماعة إلى تقديم نفسها كقوة مقاومة قادرة على مواجهة "الإمبريالية"، فإن هذه الخطابات قد تزيد من تعقيد المشهد السياسي والعسكري في اليمن، مما يجعل فرص التوصل إلى حل سلمي للصراع أكثر صعوبة في المستقبل القريب.
0 تعليق