نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
جنبلاط طالب بهيئة مستقلة لاعادة الإعمار: أورتاغوس تضع شروطاً تعجيزية ومنها استئصال سلاح حزب الله - اخبارك الان, اليوم الخميس 17 أبريل 2025 09:35 مساءً
أشار النائب السابق وليد جنبلاط إلى أن المنطقة دخلت في العصر الإسرائيلي قبل السابع من تشرين الأول 2023، موضحاً أن جزءاً منها دخل هذا العصر عندما احتل الغرب العراق، الذي كان حاجزاً كبيراً وقوة كبرى، حيث تم تدمير الجيش العراقي ودولة كبرى كالعراق دخلت في شبه تقسيم، ومنذ تلك اللحظة بدأت إسرائيل بالتمدد.
وفي حديثه لـ"التلفزيون العربي"، رأى جنبلاط أن حركة "حماس" لم تكن تتوقع رد الفعل الإسرائيلي بهذه الحدة، مشيراً إلى أنها دخلت في حلقة جهنمية استفادت منها إسرائيل، التي ستستمر في التدمير والتهجير والإقصاء الكامل لكل قطاع غزة وسكانه، ولاحقاً سينتقل الدمار إلى الضفة الغربية.
وأضاف أنه من خلال خطابات السيد حسن نصرالله وجبهة الممانعة، كان يُعتقد أنهم يمتلكون عدداً من الصواريخ وأن توازن الرعب قائم، إلا أن هذا الأمر تبيّن أنه غير دقيق، مشيراً إلى أن العدو الإسرائيلي والغرب يستفيدان من مدى الاختراق الأمني والعسكري والتقني في الجنوب، واصفاً الحزب بأنه انتهى، إلا أن جمهوره ما زال موجوداً، لكنه غير قادر على المواجهة.
وأشار إلى أن الهلال الخصيب الإيراني انهار وتراجع، في حين أن الهلال الآخر، المضاد، أي الإسرائيلي، يتوسّع ليس بالضرورة عبر الاحتلال المباشر، بل من خلال استغلاله للتقسيمات الطائفية والدينية والعرقية والمذهبية والقبلية في لبنان وسوريا والعراق، لافتاً إلى أن إسرائيل موجودة في العراق، والسلطة العراقية تحاول استيعاب الحشد الشعبي والميليشيات في الجيش تفادياً لضربة أميركية إسرائيلية.
وأوضح أن الخلاف الإستراتيجي بين إسرائيل وإيران كبير جداً، مشيراً إلى أن مفاوضات السلاح النووي تجاوزت الخط الأحمر، ومع وجود حلف نتنياهو – ترامب لا يرى أفقاً للسلام، معتبراً أن داخل إيران يوجد معتدلون، ولكن أيضاً هناك الحرس الثوري الذي لا يريد الوصول إلى تسوية بل كسب الوقت، مؤكداً أن الحرب قادمة، وأن إسرائيل وحدها لا تستطيع إشعالها، بل أميركا وإسرائيل معاً، وستكون حرباً طويلة، وأن ترامب يفرض "خوة" على الجميع.
واعتبر أن الأمن القومي العربي انتهى منذ اتفاق كامب ديفيد، حيث تم فصل مصر عن سوريا، وتمت إرضاؤها باستعادة كل أرضها، مشيراً إلى أن الأمن العربي مفهوم تاريخي قديم يعود إلى أيام صلاح الدين والمماليك، وهذه الكماشة على فلسطين، التي كانت محتلة من قبل الصليبيين والآن من قبل الصهاينة، تُظهر تراجع الأمن القومي العربي، حيث أن العراق انتهى، وسوريا اليوم شبه موجودة ويتمنى بقاؤها، أما مصر، فقد دخل الإسرائيليون عبر الحبشيين، والخليج دخل في الاتفاق الإبراهيمي تحت شعار جميل لكنه فارغ، إذ أن الاتفاق ينص على السلم مقابل إقامة دولة فلسطينية، متسائلاً أين ستقام هذه الدولة وعلى أي أرض، مشيراً إلى أن الأرض المتبقية لا تتعدى 20% من أرض فلسطين التاريخية.
وأكد جنبلاط أن الأهم اليوم هو الحفاظ على الذاكرة الفلسطينية، لأن هناك أرضاً احتُلت مؤقتاً، لكنها ستعود، في مواجهة ذاكرة صهيونية تستمد قوتها من التوراة في العهد القديم، بعضها حقيقي وبعضها الآخر مختلق، معتبراً أن الفلسطينيين يجب أن يعتمدوا على ذاكرتهم وينقلوها إلى الجيل الجديد.
وسأل ما إذا كانت "حماس" تتوقع الرد العنيف الذي حصل، مشيراً إلى أن السيد حسن نصرالله في خطابه الأول لمح إلى عدم وجود تنسيق، ثم عاد في الخطاب التالي ليقول إننا جبهة واحدة، ولكن ذلك كان متأخراً، مضيفاً أنه خلال الحرب كان يبعث برسائل إلى الحاج وفيق صفا يدعو فيها إلى عدم التورط، وقد حاولوا ذلك، إلا أنهم اضطروا إلى دخول الحرب على مراحل، عبر استهداف أهداف عسكرية محددة، لكنهم وقعوا في الفخ الإسرائيلي، ولم يكونوا يتوقعون ما حدث.
ورأى جنبلاط أن التوفيق بين السلطة الفلسطينية و"حماس" مستحيل، مشيراً إلى أن "حماس" ستبقى فكرة، وقد تبقى في المهجر، بينما السلطة غير موجودة فعلياً، بل هي موجودة على بقعة صغيرة وتُستخدم عند الطلب من قبل إسرائيل، وهي أسيرة ولا تستطيع الانتقال إلى شرق الأردن. واعتبر أن الضرب سيستمر على غزة، متسائلاً إلى أين سيذهب الشعب المجبور على الهجرة، مشيراً إلى أن الأبواب لن تُفتح إلا بموافقة أميركية - إسرائيلية، مؤكداً ضرورة احتضان الأردن سياسياً واقتصادياً لأنه بعد سقوط الأردن، يسقط آخر حاجز.
وفي ما يتعلق بسوريا، أشار جنبلاط إلى أن النظام السوري دام 61 سنة، منها 54 سنة لعائلة الأسد، لافتاً إلى أن الفرح في الأسابيع الأولى كان كبيراً بعد تحرر الشعب السوري من الطغيان، إلا أن النظام حظي باحتضان عربي وسعودي، وأن زيارة الإمارات إيجابية لأنها تمول أو تساعد أحمد العودة في حوران، معتبراً أنه من الجيد انضمامه إلى السلطة أي الأمن العام، إلا أن العقوبات لا تزال مفروضة على سوريا، والسؤال يبقى عن الثمن الذي سترفع به أميركا وإسرائيل هذه العقوبات.
وأشار إلى احتمال تسوية مشابهة لما حصل في العراق، بحيث يكون هناك حكومة مستقلة لكردستان مع توزيع للثروات، موضحاً أن "قسد" تسيطر على أكبر كمية من النفط والقمح أي الأرض الزراعية، ويجب الوصول إلى تسوية بينها وبين الحكم السوري بحيث تعود ثلاثة أرباع العائدات النفطية إلى الحكم المركزي مع نوع من الإدارة الذاتية واحترام حقوق الأكراد، وهو أمر لم تفعله الأنظمة القومية العربية التي محَت الحقوق الكردية.
ورأى أن الرئيس السوري أحمد الشرع لا يزال في بداية الطريق، وإذا استطاع بناء شرعية كما في العراق فسيكون ذلك إنجازاً، مشيراً إلى أنه مع توقيف إبراهيم حويجة، الذي اغتال كمال جنبلاط، تحققت العدالة.
وتساءل: ممن نريد حماية الدروز؟ وهل هم بحاجة لحماية إسرائيلية ضد من؟ ضد أهل الشام؟ ضد السنة؟ معتبراً أن إسرائيل تحرّك هذا الأمر، وتعمل ثقافياً وأمنياً وحتى في بعض الإمدادات الموجودة في الجبل، محذراً من محاولة إسرائيل تحويل الدروز، الذين هم فرقة من الإسلام لكنهم عرب، إلى قومية خاصة بهم، ليصبحوا أداة كما هم في فلسطين المحتلة، مما يضعهم في مواجهة مع باقي مكونات المنطقة، مشدداً على أن هذا الفكر الانعزالي يهدد إرث الدروز المجيد، فهم ورثة سلطان الأطرش الذي وحّد سوريا في مواجهة المشروع التقسيمي الفرنسي، بينما اليوم يُدفعون نحو مشروع تقسيم سوريا.
واعتبر أن المنطقة ستصل إلى مرحلة فرز نتيجة جهل بعض الناس في جبل العرب وفلسطين، محذراً من مشروع إسرائيلي يسوّق لموفق طريف كأنه يمثل دروز المنطقة، مشيراً إلى أنه أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال زيارته بيروت بأن يهتم دروز فلسطين بشؤونهم، وقال إن غوتيريش أخبره أنه استقبله لأنه أتى إلى مكتبه في الولايات المتحدة مع السفير الإسرائيلي، وهنا يكمن الخطر على الهوية والتراث الدرزي.
وأكد أن الشيخ أحمد الهجري متأثر بدور موفق طريف، ويذهب في مغامرة انتحارية على مدى عقود، مشيراً إلى أن المشروع الصهيوني الذي يركز على هوية الدولة اليهودية لن يرحم دروز فلسطين، بل سيعود مشروع تهجيرهم إلى جبل العرب، وهو مشروع قديم توقف بسبب وجود قوتين إقليميتين والحرب العالمية، لكنه قد يُعاد إحياؤه.
وأشار إلى أنه زار الشرع ليؤكد أن الشام هي عاصمة سوريا تاريخياً، منتقداً من يتناسى في الجولان المحتل التاريخ العربي للمنطقة والعائلات الكبرى كعائلة كمال كنج أبو صالح التي رفضت مشروع الدويلة الدرزية عام 1967، محذراً من تجاهل التاريخ.
وأكد جنبلاط أن الأمن القومي اللبناني يعتمد على وحدة سوريا، لا بالمعنى الاستخباراتي الديكتاتوري للبعث، بل عبر استقرارها، معتبراً أن تثبيت اتفاق الهدنة لعام 1949 بين لبنان وإسرائيل ضروري، حيث جرى حينها تحديد السلاح من الجانبين، مع رفض التطبيع الكامل، ورفض الزيارات المتبادلة، لأن إسرائيل لا تبالي تاريخياً باستقرار لبنان، مستشهداً بالحرب الأهلية التي استمرت حتى عام 1990 وكيف استُخدمت فئات لبنانية لتدمير البلاد، لأن لبنان يمثّل التعددية التي ترفضها إسرائيل.
وانتقد جنبلاط شروط المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس، خاصة لجهة استئصال سلاح "الحزب"، متسائلاً عما إذا تم تحديد المواقع كافة، وما إذا كان هناك استعداد لمساعدة الجيش، الذي هو حاجة أمنية، مؤكداً ضرورة تطويع 5000 عسكري جديد، وأن لا مساعدات للجيش من دون إصلاحات، مشيراً إلى الحلقة المفرغة بين الإصلاح وتقديم الدعم.
وأكد أنه تحت شعار هجوم السابع من تشرين، يتم تبرير التدمير الكامل لغزة، مشدداً على أنه في حال تم استئصال "حزب الله"، فإن لبنان سيكون مستباحاً بالكامل، وهناك من يؤمن بفكرة الحزب.
وطالب بإعادة هيكلة القطاع المصرفي وإجبار المصارف على إعادة الأموال المنهوبة، داعياً الدولة وحاكم مصرف لبنان الجديد إلى لعب دورهم، مشيراً إلى أن لوبي المصارف قوي ولا يريد تعويض صغار المودعين بل تحميل الدولة المسؤولية، معتبراً ذلك جريمة.
وعن ترسيم الحدود، أشار إلى أراضي شبعا وتلال كفرشوبا التي قد تكون لبنانية لكنها خاضعة للسيطرة السورية، وقد احتلتها إسرائيل في عام 1967، مؤكداً على إمكانية الترسيم مع سوريا كما جرى في الجنوب، بالتعاون بين الرئيس نبيه بري وآموس هوكشتاين.
ورأى أن فك العقوبات عن سوريا أحد مفاتيح عودة اللاجئين السوريين.
وفي سياق آخر، طالب بهيئة مستقلة لإعادة إعمار الجنوب والضاحية، مشيراً إلى أن المساعدات اليوم لن تكون كما كانت عام 2006، وهو الواقع الجديد.
وبشأن الحرب الأهلية، دعا جنبلاط إلى مراجعة فكرية بدلاً من الندم، مشيراً إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي باتت تمنع أي مغامرة، وداعياً إلى مصالحة تشمل جمهور "الحزب" أيضاً، وموضحاً أنه مع شعار قائد الجيش جوزاف عون بإقامة حوار مع المجتمع المدني.
وأكد أن لا إنجاز في الحرب الأهلية، فالتاريخ يكتبه المنتصرون، والإنجاز الحقيقي هو اتفاق الطائف وتجريد الميليشيات ودمجها في الجيش، داعياً إلى الاستفادة من التجنيد الإجباري ودمج عناصر "حزب الله".
0 تعليق