نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حماية لبنان.. بالشكوى؟! - اخبارك الان, اليوم الخميس 17 أبريل 2025 08:24 مساءً
تتوالى الاعتداءات الصهيونية على لبنان، من الجنوب إلى البقاع، مرورًا بالضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، ويترافق ذلك مع مسلسل يقوده بعض الأطراف في لبنان، الذين يطالبون بنزع سلاح المقاومة، مقابل ترك العدو يسرح ويمرح من دون أي رادع.
وبالتوازي، يتحدث الفريق اللبناني نفسه عن أهمية الجهد الدبلوماسي والسياسي لحماية لبنان، بعد تخليه عن كل عناصر قوته. ويرفع هذا الفريق لواء “الشكوى” ضد العدو الإسرائيلي، على كل ما يرتكبه بحق لبنان واللبنانيين. فالحقيقة أن هؤلاء يؤكدون، في كل تصريح، أن ما يقوم به العدو هو اعتداءات، لكنهم يكتفون بالشكوى منها، سواء إلى الأمم المتحدة أو إلى المجتمع الدولي أو إلى الإدارة الأميركية أو إلى بعض الجهات الغربية أو الأوروبية أو الإقليمية.
لكن، في الواقع، إن هذه “الشكوى” التي يرفعها بعض اللبنانيين، ويريدون من لبنان الرسمي والشعبي، ومن المقاومة، اعتمادها لمواجهة “إسرائيل”، هي الشكوى نفسها التي يعتمدها أيضًا الأمين العام للأمم المتحدة في مواجهة العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان. وقد اعتمدها منذ سنوات طويلة، في كل مرة تقف فيها المنظمة الدولية عاجزة عن القيام بأي فعل لرفع الظلم عن شعب، أو لردع ديكتاتور أو لوقف عدوان تقوم به كيانات معتدية، ككيان العدو الإسرائيلي المدعوم من الإدارات الأميركية المتعاقبة.
وهذه “الشكوى” نفسها، سواء في المنظمات الدولية أو في المحافل الإعلامية والسياسية المختلفة، تستخدمها الدول الأوروبية أيضًا أمام العديد من الفظائع التي تُرتكب حول العالم، ومنها ما يُستخدم أحيانًا في مواجهة العدوان الصهيوني المتواصل على الشعب الفلسطيني. كما تستخدم “الشكوى” أحيانًا من بعض الدول العربية حيال ما ترتكبه “إسرائيل” بحق الشعب الفلسطيني. وهناك نماذج كثيرة على استخدام “سلاح الشكوى” لردع هذه الجهة أو تلك.
لكن يبقى السؤال الوحيد: هل نفعت هذه “الشكوى” في رفع الظلم عن الشعوب، وفي إيصال الحقوق لأصحابها يومًا من الأيام؟ أم أنها بقيت وسيلة لرفع الصوت في وسائل الإعلام وبعض المنابر، من دون أي نتيجة فعلية نافعة؟ أليست كل التجارب قد أثبتت أن الشكوى إلى فلان أو فلان، من دون امتلاك عناصر القوة والحماية والدفاع، مجرد تحصيل حاصل لا يُجدي نفعًا؟ أم أن الوضع مع لبنان في مواجهة “إسرائيل” سيختلف عمّا كان طوال عشرات السنين؟
فكل التجارب تؤكد أن حماية سيادة لبنان، خصوصًا في مواجهة الكيان الإسرائيلي، لا تتم إلا بالقوة، وبامتلاك كل وسيلة قادرة على ردع العدو عن الاعتداء والتمادي في العدوان. وبعد ذلك، لا ضير من امتلاك عناصر القوة العسكرية المتنوعة، ودعمها بالعناصر السياسية والدبلوماسية التي تساعد في حماية لبنان. أما غير ذلك، فسيكون مضيعة للوقت والسيادة، وضياعًا للبنان أمام عدو لا يتوانى عن التأكيد أنه سيعتدي في كل مرة تُتاح له الفرصة.
وفي هذا السياق، أكد الباحث في الشؤون الاستراتيجية الدكتور علي حمية أن “البعض في لبنان يتماهى مع المطالب الأميركية والإسرائيلية، بل إن البعض يزايد على الأميركيين في بعض المطالب”، وأشار إلى أن “البعض هلّل لمورغان أورتاغوس وكأنها كوندوليزا رايس الجديدة، لكن الواقع أثبت أن البعض زايد على مواقف المبعوثة الأميركية بخصوص سلاح المقاومة أو التطبيع مع العدو”. وأكد أن “لا أحد يستطيع نزع سلاح حزب الله”، ولفت إلى أنه “يمكن الحديث عن استراتيجية دفاعية، وهذه لها شروط للوصول إليها، منها تطبيق كل بنود اتفاق الطائف، والعمل على بناء الدولة القوية، ومن ضمنها الجيش، وأيضًا تحرير الأرض، بما فيها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وغيرها من الشروط التي تحتاج إلى بحث ودراسة”.
وذكّر حمية، في حديث لموقع قناة المنار الإلكتروني، بأن “هناك أكثر من 76 قرارًا في الأمم المتحدة بخصوص القضية الفلسطينية، من دون أن ينفذ كيان العدو الإسرائيلي أيًا منها”، ولفت إلى أن “الدول الضامنة دائمًا ما تكون ضامنة لأمن إسرائيل، وليس لأمن لبنان أو فلسطين أو أي دولة عربية”. وتابع “دول الغرب تقوم دائمًا بدعم وحماية إسرائيل”، وأضاف “كل الحروب التي خاضتها إسرائيل في المنطقة، كانت هي في الواجهة، لكن كل الأسلحة والدعم يأتي من الغرب، وعلى رأسه الإدارة الأميركية”. وأكد أنه “لولا وجود المقاومة، لكانت المخططات الأميركية-الصهيونية-الماسونية-العربية قد نُفذت منذ زمن بعيد”.
وشدد حمية على أن “المقاومة ما تزال قادرة وقوية”، وتابع “عادة لا يمكن إعطاء نتائج الحروب قبل نهايتها، فهذه الجولات ربما تهدأ، لكن الصراع مستمر مع العدو الإسرائيلي”. وأوضح أن “كل من يلتحف بالعباءة الأميركية يُقسَّم؛ فسوريا في طريقها إلى التقسيم، وكذلك كل دول التطبيع الأعرابي ذاهبة إلى التقسيم”، واعتبر أن “هذا من ضمن مخطط الشرق الأوسط الجديد، وكذلك صفقة القرن رقم 2، أو اتفاقيات أبراهام المزعومة، كلها من ضمن المخطط نفسه الذي يؤدي إلى التقسيم”. ولفت إلى أن “محور المقاومة، سواء كان في أوج قوته أو تلقّى بعض الخسائر، فإنه دائمًا في الواجهة ضد المشروع الصهيوني في المنطقة”.
وما يجري اليوم في المنطقة، من لبنان إلى سوريا، وغزة والضفة الغربية المحتلة، وصولًا إلى اليمن، يؤكد ذلك، ويشكّل إنذارات مستعجلة وطارئة لكل من يعنيه الأمر في لبنان، أن التخلي عن سلاح المقاومة، والركون إلى سلاح الشكاوى والدبلوماسية، وغيرها من المصطلحات الموجودة في القوانين والأعراف الدولية، أو في عالم الأخلاق، سيؤدي في نهاية المطاف إلى أن يكون لبنان فريسة سهلة أمام عدو متوحش.
المصدر: موقع المنار
0 تعليق