في تصعيد عسكري جديد يعكس استمرار سياسة الحصار والمعاناة التي يعيشها سكان مدينة تعز، استهدفت ميليشيا الحوثي المنفذ الرابط بين منطقة الحوبان ومدينة تعز بقصف عنيف، مما أدى إلى إغلاقه بالكامل.

هذا الهجوم يأتي ضمن سلسلة من الإجراءات الممنهجة التي تتبعها الميليشيا لفرض حصار خانق على المدينة، والتي تعاني منذ سنوات من تدهور الأوضاع الإنسانية والخدمية.

ووفقًا لتصريحات الصحفي رياض الدبعي، فإن القصف المباشر للمنفذ ليس سوى جزء من سياسة عقابية تستهدف المدنيين، حيث قامت الميليشيا أيضًا بإطفاء الكهرباء عن المناطق التي تسيطر عليها، مما زاد من معاناة السكان الذين يعانون بالفعل من نقص حاد في الخدمات الأساسية.

وأكد الدبعي أن هذه الخطوات تعكس نية الميليشيا في زيادة الضغط على المدينة، في إطار سياسة ممنهجة لمعاقبة المدنيين وإجبارهم على الخضوع.

وأضاف الدبعي أن الميليشيا تحاول في الوقت ذاته التسلل إلى مناطق سيطرة الجيش الوطني داخل المدينة، في انتهاك واضح لاتفاقيات التهدئة التي تم التوصل إليها سابقًا.

هذا التحرك ينذر بمزيد من التصعيد العسكري، ويُظهر أن الميليشيا لا تزال تعتمد لغة الحرب كخيار أول، على حساب حياة المدنيين واستقرار المنطقة.

واختتم الصحفي تصريحاته بالإشارة إلى أن ما يحدث في تعز اليوم يؤكد مرة أخرى أن الحوثيين لا يعترفون بغير لغة العنف والحصار، بينما يتحمل المدنيون العزّل العبء الأكبر من هذه التصعيدات المتكررة، التي تزيد من تدهور الأوضاع الإنسانية وتفاقم معاناة السكان.

خلفية الأزمة:
تعز، التي تعد واحدة من أكبر المدن اليمنية، تعاني منذ سنوات من حصار شبه كامل تفرضه ميليشيا الحوثي، مما أدى إلى تدهور كبير في الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والرعاية الصحية.

وتشهد المدينة أيضًا نزوحًا كبيرًا للسكان بسبب استمرار الاشتباكات وتصاعد العنف.

تفاعلات محلية ودولية:
في ظل هذا التصعيد، تتزايد الدعوات المحلية والدولية للضغط على الميليشيا لوقف هذه الانتهاكات المتكررة ضد المدنيين، وإيجاد حلول دائمة لإنهاء المعاناة الإنسانية في تعز.

إلا أن استمرار العمليات العسكرية وانتهاكات حقوق الإنسان يشير إلى أن الأزمة قد تطول في ظل عدم وجود حلول سياسية قادرة على إنهاء الصراع.