خميس الأسرار أو الغسل أو التأسيس - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
خميس الأسرار أو الغسل أو التأسيس - اخبارك الان, اليوم الخميس 17 أبريل 2025 11:32 صباحاً

إن المقالات المنشورة في خانة "مقالات وآراء" في "النشرة" تعبّر عن رأي كاتبها، وقد نشرت بناء على طلبه.

إنّه الخميس الّذي أقام فيه يسوع العشاء الأخير مع تلاميذه، حيث غسل لهم أرجلهم، أمثولة تواضع لهم وللعالم. أحداث هذه الأيّام تتابع حاملةً الألم والوجع والخلاص والخيانة والصّلب والموت والقيامة.

راكع هو يسوع وحيدًا يصلّي في بستان الزّيتون، إنّه العشاء الأخير. إنّها الوصيّة الأخيرة: أحبّوا بعضكم بعضًا كما أنا أحببتكم. ثمّ أَخذ الخبز وشكر وكسر وبارك وأعطى تلاميذه وقال: خذوا كُلوا هذا هو جسدي. وأخذ الكأس وبارك وشكر وأعطاها إلى تلاميذه وقال: اشربوا من هذا كلّكم، لأنّ هذا هو دمي للعهد الجديد الّذي يراق عنكم وعن الكثيرين لمغفرة الخطايا. واصنعوا هذه الذّكرة، إنّه حمل الفصح الذّبيح الموزّع طعامًا للنّفوس الجائعة، إنّه الحمل الفصح وهو يوم التأسيس للأسرار: سرّ الكهنوت وسرّ الإفخارستيا والقربان المقدّس وسرّ العماد وسرّ التّوبة والمغفرة والمحبّة والمصالحة.

إنّه صار خمرة الخلاص بعد أن كان خمرة الفرح في عرس قانا الجليل، وأعطانا بجسد خبز الحياة الأبديّة وطعامًا ملائكيًّا، بعد أن سأل تلاميذه قائلًا: هل عندكم شيئًا يؤكل؟ وبعد أن أطعم الإسرائيليّين المنّ في البريّة، أطعمنا جسده الطّاهر وعربون حياة أبديّة كخبز نازل من السّماء.

أوصانا وطلب منّا في وصيّته الأخيرة أن نصنع مثله: اي أن نتواضع وهو الإله الخالق تواضع وغسل أرجل تلاميذه وقبّلها، وأعطانا وصيّته الأخيرة أن نُحبّ بعضنا بعضًا كما هو أحبّنا. ومَن يقول إنّه يحبّ الله الّذي لا يراه ويبغض أخاه الّذي يراه، فهو كاذب لأنّ الله محبّة. وقد طلب منهم رحمةً لا ذبيحة. وقبل أن تُقدّم قربانًا لنذهب ونصالح اخوتنا، وإلّا فنحن كذبة ونتمّم طقوسيّة فريسيّة كاذبة.

خميس الأسرار هو طقس ورتبة وزمن وفعل تأسيسي: سرّ المعموديّة وسرّ الكهنوت وسرّ الغفران أو سرّ التّوبة، سرّ القربان المقدّس أو طقس وفعل القدّاس الإلهي، وليس هو فعلًا رمزيًّا بل هو فعل حقيقي واقعي، وليس تردادًا تشبيهيًّا بل فعل واقعي حقيقي. وعلينا أن نتم الوصيّة ونفعله كذكره أي ليس استذكارًا زمنيًّا، بل فعل حقيقي واعي تجديدي بما فعله يسوع، وليس هو إشارة رمزيّة فقط بل حقيقيّة واقعيّة. اعطنا يا رب أن نتمّم هذا السّر كما فعلت وأمرت.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق