نشر في تونسكوب يوم 17 - 04 - 2025

مؤخرًا، اهتز الرأي العام التونسي على خلفية حادث أليم أودى بحياة تلميذة شابة في ولاية بنزرت، إثر حادث مرور وقع أثناء احتفالات "الباك سبور".
وفي هذا السياق، سلطت سامية مسعود، رئيسة مصلحة الإعلام بالنيابة بالمرصد الوطني لسلامة المرور، الضوء على المخاطر المتزايدة لهذه الظاهرة، داعية إلى وعي جماعي بخطورة السلوكيات الطائشة على الطريق، خاصة من طرف التلاميذ وأوليائهم.
شباب في عمر الزهور... يقودون نحو الخطر
قالت سامية مسعود في مداخلة إعلامية إن التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و19 سنة، حديثو العهد بالحصول على رخص السياقة، ليسوا بعد مؤهلين بشكل كافٍ لتحمل مسؤولية القيادة، خاصة في ظروف احتفالية يسودها الحماس والاندفاع. ف"الفرحة"، كما وصفتها، لا ينبغي أن تتحول إلى تهور يهدد الأرواح.
وأكدت أن بعض التلاميذ يقومون بقيادة سيارات محملة بأكثر من طاقتها، بل إن مشاهد لأشخاص يخرجون من نوافذ السيارات أو يجلسون فوقها أصبحت شائعة، ما يزيد من خطورة الموقف ويشكل تهديدًا حقيقيًا لكل مستعملي الطريق، وليس فقط للتلاميذ أنفسهم.
أولياء... شركاء في المسؤولية
وجهت المتحدثة دعوة صريحة إلى الأولياء، محذّرة من التراخي في التعامل مع هذه الظاهرة. فالعديد من الأولياء، حسب قولها، يسلمون مفاتيح السيارات لأبنائهم أو يؤجرون لهم سيارات باسمهم، في تجاهل تام لمستوى جاهزيتهم الحقيقية للسياقة.
وأوضحت: "فما تلامذة حتى ما زالوا ما تحصّلوش على البيرمي، لكن قاعدين يسوقوا، إما بسيارات العائلة أو عبر كراء سيارات باسم أقاربهم، دون مراعاة للمخاطر أو لاحترام قانون الطرقات."
المعاينة الميدانية: أرقام ومشاهد مقلقة
نوّهت رئيسة مصلحة الإعلام بأن المرصد الوطني لسلامة المرور يرصد سنويًا هذه الظواهر، ويلاحظ تزايدًا في عدد الحوادث المتعلقة بهذه المناسبات.
ففي الغالب، تكون الأسباب مرتبطة بالسرعة المفرطة، عدم احترام قوانين الجولان، أو ببساطة بسوء تقدير من السائقين الشبان الذين يفتقرون للخبرة. كما أشارت إلى أن حالة الطقس المتقلبة في هذه الفترة من السنة تزيد من احتمالات وقوع حوادث، مشددة على أن الطريق لا ترحم، وأن خطأ بسيطًا قد يكلف الحياة.

.