حسيبة عبد الرحمن توقع السمّاق المر.. روايةٌ توثق جرائم النظام البائد عبر نصف قرن - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حسيبة عبد الرحمن توقع السمّاق المر.. روايةٌ توثق جرائم النظام البائد عبر نصف قرن - اخبارك الان, اليوم الخميس 17 أبريل 2025 10:29 صباحاً

دمشق-سانا

وسط حضور عدد كبير من الكتّاب والمثقفين والفنانين، وخاصةً من الذين عادوا إلى سوريا بعدما أبعدهم عنها النظام البائد لسنوات، وقعت الأديبة حسيبة عبد الرحمن المعتقلة السابقة لسنوات في سجونه، روايتها الجديدة “السمّاق المر” في مقهى الروضة بدمشق.

وفي تصريح لـ سانا الثقافية قالت الأديبة: “بعد سنواتٍ من الكتابة في الظل كمنشورٍ سياسيٍّ سريٍّ لا يمكن توزيعه علناً، لأول مرة في حياتي أتمكن وفي لحظة استثنائية من توقيع رواية بشكل علني.. هذا أشبه بحلم لا أستطيع تصديقه لغاية الآن”.

هذا الحلم حسب الأديبة حسيبة تجلى في ” السماق المر” التي صدرت عن دار نينوى، والتي تؤرخ لمرحلة سياسية كاملة وصلت إلى مرحلة النصر بإسقاط النظام البائد، حيث تمكنت من قول ما تريد لأول مرة بصوتٍ مسموع، وأن توقعه بقلمٍ حر في قلب العاصمة دمشق التي خُنقت لسنوات طويلة.

وترتكز الرواية على رمزية “السمّاق”، النبات الجبلي الذي ينمو في منطقة الساحل حيث نسجت حوله الأديبة حكاية تمزج بين الأسطورة والواقع، حسبما توضح، إذ إن ولادة الديكتاتور حافظ الأسد حملت في الرواية بُعداً خيالياً، بالقول إنه وُلد وعلى كتفه قرن “سمّاق”، ما دفع أحد العرّافين المغاربة لإخباره بأنه سيكون ذا شأن، فظل “السمّاق” يلازم فكره حتى بعد استلام السلطة، محاولاً زراعته في قاسيون دون جدوى، وكأن هذا الجبل يأبى حضوره.

تحوّل “السمّاق” وفق الكاتبة إلى مرآةٍ يراجع من خلالها الأسد تاريخه، ويزور أشجاره كل عام، ويراقب لونها كلما بهُت، حيث تحولت هذه الرمزية إلى مدخل للغوص في سيرة الديكتاتور، والمرحلة التي سبقت وفاته، وكل شخصية من شخصيات الرواية تسير في خط سردي يشير إلى عنف السلطة، ودموية المسيرة التي اتّبعها الأسد منذ لحظة وصوله بانقلاب إلى السلطة وحتى جنازته، مع بانوراما من كل التيارات والقوى السياسية التي دمرها وهو في طريقه إلى القبر.

من جهته أكد الكاتب والمترجم ثائر ديب أن ظاهرة أدب السجون ارتبطت بالنظام البائد، ومن الضرورة الانتهاء من هذه المرحلة وتنظيف سجون السياسة والرأي إلى الأبد، إذ لا يجب أن يسجن الناس بسبب آرائهم.

المترجم عبد الله فاضل لفت إلى أن أدب السجون في سوريا غني بأدباء كتبوا عن تجربتهم مع الاعتقال، وأن رواية “الشرنقة” للكاتبة حسيبة من أوائل ما كتب في هذا المجال، أما رواية “السمّاق المّر” فقد كتبت فيها قصة سجانها الديكتاتور حافظ الأسد، منوها بأهمية توقيت إصدار الرواية حيث يعكس تحرر السوريين من الخوف وخلاصهم من حالة الاعتقال، ودخولهم مرحلة جديدة صار بإمكانهم فيها الحديث بكل حرية وكرامة عن أوجاعهم وآلامهم وتاريخهم وهواجسهم ومخاوفهم وطموحاتهم.

يُشار إلى أن الكاتبة الأديبة حسيبة عبد الرحمن كانت بدأت نشاطها السياسي المعارض للنظام عام ١٩٧٤، واُعتقلت لأول مرة عام ١٩٨٠ على الحدود السورية اللبنانية، ثم تعرضت لعدة حالات اعتقال ما بين أعوام ١٩٨٧ و١٩٩٥، ثم أُفرج عنها ومُنعت من السفر، قبل أن تنجح في السفر لأوروبا عام ٢٠٠١.

وصدر لها عدة روايات سياسية منها “الشرنقة” التي تروي تجربتها في المعتقل، ومجموعة “سقط سهواً” القصصية، ورواية “تجليات جدي الشيخ المهاجر”حول الموروث الشعبي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق