نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بين الرصاص والتردد الدولي.. الفراغ الأمني يتمدد وحركة الشباب تضرب من جديد وسط الصومال - اخبارك الان, اليوم الأربعاء 16 أبريل 2025 08:06 مساءً
شنّت حركة الشباب الصومالية، صباح الأربعاء، هجومًا على بلدة "عدن يابال" الواقعة في وسط الصومال، والتي تُعد نقطة انطلاق رئيسية للقوات الحكومية في حملتها العسكرية ضد المسلحين
وتأتي هذه العملية في وقت تواصل فيه الجماعة المتشددة، المرتبطة بتنظيم القاعدة، تحقيق تقدم ميداني في المناطق الريفية.
وكانت الحركة قد سيطرت لفترة وجيزة خلال الشهر الماضي على عدد من القرى الواقعة على بُعد 50 كيلومترًا فقط من العاصمة مقديشو، مما أثار موجة قلق وشائعات بين سكان المدينة حول احتمال استهدافها بشكل مباشر.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر عسكرية أن الجيش الصومالي تمكّن من استعادة السيطرة على تلك القرى، إلا أن المقاتلين لا يزالون يوسّعون نفوذهم في المناطق الريفية، مما دفع الحكومة إلى الاستعانة بعناصر من الشرطة وحراس السجون لدعم القوات العسكرية.
هجوم مباغت لحركة الشباب على بلدة عدن يابال وسط تزايد الغموض الأمني في الصومال
وقالت فاطمة نور، وهي أم لأربعة أطفال، لوكالة "رويترز" عبر الهاتف من داخل البلدة: "بعد صلاة الفجر، سمعنا انفجاراً مدوياً ثم إطلاق نار، هاجمتنا حركة الشباب من جهتين، أنا في المنزل، والقتال لا يزال مستمراً.
ورغم استمرار الاشتباكات، تباينت الروايات حول نتائج المعركة، فقد صرّح حنود من الجيش الصومالي بأن القوات الحكومية نجحت في صد الهجوم.
في المقابل، زعمت حركة الشباب في بيان أنها سيطرت على البلدة بعد اجتياح عشر منشآت عسكرية.
وتُعد عدن يابال، الواقعة على بعد نحو 245 كيلومتراً شمالي العاصمة مقديشو، مركزاً استراتيجياً للقوات الحكومية في الصومال، حيث تُستخدم كقاعدة لانطلاق العمليات العسكرية ضد الحركة.
وكان رئيس الصومال حسن شيخ محمود، الذي ينحدر من المنطقة، قد زار البلدة مؤخرًا لعقد لقاء مع القادة العسكريين لتعزيز جهودهم الأمنية.
يأتي هذا التصعيد في وقت يشهد فيه المشهد الأمني في الصومال حالة من الضبابية، خاصة بعد استبدال بعثة حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي بقوة جديدة أصغر حجمًا.
ويزيد من تعقيد الموقف امتناع الولايات المتحدة عن التصويت على خطة تمويل هذه البعثة خلال جلسة مجلس الأمن في ديسمبر 2024، ما أثار مخاوف بشأن استمرارية الدعم الدولي.
ومنذ عام 2007، تشن حركة الشباب حملة مسلحة تهدف إلى الإطاحة بالحكومة الصومالية المدعومة دوليًا، وفرض تفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية في البلاد.
حركة الشباب وتصاعد التحديات الأمنية في الصومال
تُعتبر حركة الشباب واحدة من أخطر الجماعات المتطرفة في شرق إفريقيا، وتأسست مطلع الألفية كفرع متشدد داخل المحاكم الإسلامية، قبل أن تنشق وتعلن ولاءها لتنظيم القاعدة في 2012.
ومنذ ذلك الحين، كثّفت الحركة من هجماتها على مواقع حكومية ومدنية، مستهدفة المسؤولين الأمنيين والسياسيين، كما نفذت عمليات إرهابية في دول الجوار مثل كينيا وأوغندا.
ورغم النجاحات التي حققتها حكومة الصومال بدعم من القوات الإفريقية في استعادة عدد من المدن والبلدات، لا تزال حركة الشباب تسيطر على مناطق واسعة في الأرياف، حيث تستغل التضاريس والفراغ الأمني لتجنيد الأفراد وفرض إتاوات على السكان.
الهجوم الأخير على عدن يابال يكشف قدرة الحركة على إعادة تجميع قواها وتنفيذ عمليات معقدة رغم الضغوط العسكرية. كما يسلّط الضوء على هشاشة الوضع الأمني في ظل تقلّص حجم قوات حفظ السلام الإفريقية، وتباطؤ الدعم المالي الدولي، لا سيما مع تردد الولايات المتحدة في تمويل البعثة الجديدة.
ويخشى محللون أن يؤدي هذا الفراغ إلى عودة الحركة لنشاطها بشكل أوسع، خاصة إذا لم تتمكن الحكومة الصومالية من بناء قدرات أمنية محلية كافية تحل محل الدعم الخارجي تدريجيًا.
0 تعليق