كرم بلا تبذير .. نعمة بلا رياء - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة
في سياق مساعي وزارة الشؤون الإسلامية لتعزيز القيم الإسلامية، ونشر الوعي بمخاطر الظواهر السلبية التي بدأت تنتشر في المجتمع، وفي مقدمتها المبالغة في إعداد الولائم، والإفراط في تقديم الطعام بأصناف وكميات لا تتناسب مع الحاجة، وجّه الوزير الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، خطباء الجوامع في مختلف مناطق المملكة، لتناول ظاهرة الإسراف والتبذير في الولائم، وما يتصل بها من ممارسات اجتماعية وسلوكيات مرفوضة دينيًا وأخلاقيًا، والتحذير من الإسراف والتبذير في الطعام، وإبراز العلاقة الوثيقة بين شكر النعمة وبقائها، والتنبيه إلى أن الإسراف والتبذير من أسباب زوال النعم وفقدانها، فالرسالة الأهم التي يؤكدها التوجيه تتمثل في التذكير بالأضرار العميقة للإسراف، سواء على المستوى الديني باعتباره مخالفة لأوامر الله ورسوله، أو على المستوى الاقتصادي في ما يتسبب به من هدر للمال والثروات دون فائدة، أو على الصعيد الاجتماعي، إذ يؤدي إلى وقوع البعض في الديون بدافع التقليد والمنافسة، ويُشعر المحتاجين والمساكين بالحسرة أمام مشاهد البذخ.

وتضمن التوجيه تحذيرًا من المباهاة في نشر صور الولائم على منصات التواصل الاجتماعي، وهي ظاهرة باتت تخرج فعل الضيافة من معناه الشريف إلى دائرة الرياء والسمعة، في تناقض صريح مع مقاصد الكرم وضوابط الدين.

وتؤكد وزارة الشؤون الإسلامية من خلال التوجيه التزامها بدورها الدعوي والتوعوي في معالجة الظواهر المجتمعية وفق منهج شرعي معتدل، يعكس سماحة الإسلام ويعزّز من ثقافة المسؤولية والاعتدال، بما يسهم في ترسيخ قيم أصيلة تحفظ النعم، وتصون الذوق العام، وتدعو إلى التوازن في السلوك والإنفاق.

غسل اليدين بدهن العود!

الأخصائي الاجتماعي سمير عبدالله يقول: ما أن انتهى المجتمع من مشاهدة بعض الممارسات والتصرفات الغريبة مثل غسل اليدين بدهن العود والعسل والسمن، حتى ظهرت تصرفات جديدة أبطالها «مهايطين» ممن يبحثون عن عدسات الكاميرات لنيل المدح، ومن هؤلاء من يقوم بإقامة الولائم بذبح عشرات الأغنام والجمال لأي مناسبة كانت ويضعونها في صحون كبيرة لكسب الأنظار وحصد الشهرة والسمعة حتى يقال عنهم كرماء غير مبالين بأن ما يقومون به يعد هو نوعا من أنواع التبذير والإسراف والبذخ.

ويرى الأستاذ بالجامعة الإسلامية وجامعة طيبة سابقاً الدكتور غازي غزاي المطيري، أن الشريعةُ لم تحرم اكتسابَ الأموال ونماءَها والتزود منها؛ بل حضَّت على ذلك، ولكنها حرمت الطرق المحرمة في كسبه وإنفاقه، ومن الطرق المحرمة في إنفاقه: السرفُ فيه، وإهدارُه بغير حق؛ إما في سفر محرم، وإما في حفلات باهظة التكاليف، وإما في شراء كماليات يمكن الاستغناءُ عنها. فما يُنفق على الحفلات التي يلقى فائض أطعمتها في النفايات نكران للنعم والشريعة تحث على حفظ النعم وعدم التبذير والإسراف بها. وأضاف أن ما نشاهده من مظاهر التبذير يعد امتهاناً لهذه النعم العظيمة. ودعا المطيري المجتمع إلى نبذ هذه المظاهر وإنكارها امتثالاً لتوجيهات الدين الحنيف الذي يحث على الترشيد في الإنفاق وعدم الإسراف. وقال الإعلامي أحمد الديحاني: نلاحظ أن هذه الظاهرة قد خفت بروزها قليلا بفعل الوعي الاقتصادي.

كيف حال الميسورين؟وأضاف الديحاني: رغم ذلك ما زالت شوائب كثيرة تعتري مظاهر الاحتفال في مجتمعاتنا المتفاوتة، لكن في نفس الوقت بدأنا نلمس ارتفاعًا في حالة الوعي عند الكثيرين بضرورة حفظ النعمة وعدم التبذير، إلى جانب المظاهر المطلوبه شرعًا وعرفًا في إكرام الضيوف، لذلك هي ظاهرة تبدو في انحسار رغم بقاء ذيول عديدة لها وأشكال متجددة من ما بات يعرف بـ(الهياط) في استعراض النعم بشكل ينم عن سفه وضياع للعقل والمال في آن معاً، «أعرف أناسا كبارا في مناطق عدة لا يمارسون هذه الأشكال من إظهار النعم في احتفالاتهم التي يغلب عليها التواضع». وترى الأخصائية الاجتماعية عالية الشمراني، هذا النوع من الأفعال سببه التقليد الأعمى بين أفراد المجتمع، وله أهداف قد يكون بسبب البحث عن الشهرة والتباهي في ظل ثورة وسائل التواصل التي ساعدت ما نراه. وأضافت أن مثل هذه المبالغات قد تسبب فجوة اجتماعية بين الناس خصوصا وسط ميسوري الحال على مجاورة من لديهم القدرة المادية، فهنا لا بد من المجتمع الابتعاد عن الإسراف والتقليد والعودة إلى البساطة وعدم البهرجة والتكاليف.

أخبار ذات صلة

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق