نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
34 قتيلا على الأقل في ضربة روسية بوسط سومي الأوكرانية وإدانات أوروبية وأميركية - اخبارك الان, اليوم الاثنين 14 أبريل 2025 02:28 صباحاً
أدت ضربة صاروخية روسية إلى سقوط ما لا يقل عن 34 قتيلا وإصابة نحو مئة بجروح وسط زحمة عيد الشعانين الأحد، في وسط مدينة سومي في شمال شرق أوكرانيا، ما أثار تنديد حلفاء كييف الأوروبيين ومسؤولين أميركيين.
ووقع هذا الهجوم الموجه ضد المدنيين وهو أحد الأكثر فتكا منذ أسابيع في أوكرانيا، بعد يومين على زيارة مسؤول أميركي كبير لروسيا عقب استئناف الاتصالات بين واشنطن وموسكو منتصف شباط.
ومن خلال محادثات منفصلة مع الطرفين، يحاول الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف الحرب التي اندلعت جراء الهجوم الروسي لأوكرانيا في شباط 2023.
وقالت هيئة الطوارئ الأوكرانية "ضربت روسيا وسط المدينة بصواريخ بالستية في وقت كان عدد كبير من الناس في الشارع".
وأفادت بأنه "بحلول الساعة 18,00 (15,00 ت غ) قُتل 34 شخصا بينهم طفلان" مشيرة إلى "إصابة 117 بجروح بينهم 15 طفلا".
وذكرت أن الناس أصيبوا "وسط الشارع وفي السيارات ووسائل النقل العام والمنازل" فيما تتواصل عمليات الإغاثة.
ونشرت السلطات المحلية في سومي صور جثث ممددة في الشارع ومواطنين يهرعون للاحتماء في ملجأ وسيارات مشتعلة ومدنيين مصابين على الأرض. وأعلنت الحداد ثلاثة أيام.
وأكّدت شاهدة عيان لوكالة فرانس برس أن ضربة أصابت منطقة يقع فيها معهد للاقتصاد تابع للبنك الوطني الأوكراني في وسط سومي. وأضافت "هناك كثير من الجثث (...) إنه جنون".
وقال غينادي فورونا، أحد عناصر الصليب الأحمر الأوكراني لفرانس برس إن "طابورا طويلا" من السيارات التي تنقل المصابين تشكّل أمام مستشفى محلي.
"يتجاوز كل حدود الأخلاق"
دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نظيره الأميركي دونالد ترامب إلى زيارة أوكرانيا لرؤية الدمار الذي خلفه العدوان الروسي، وذلك في مقابلة بثتها الأحد شبكة "سي بي إس" التلفزيونية الأميركية.
وقال زيلينسكي في برنامج "60 دقيقة"، "من فضلكم، قبل اتخاذ أي نوع من القرارات، وقبل أي شكل من أشكال المفاوضات، تعالوا لرؤية الناس والمدنيين والمقاتلين والمستشفيات والكنائس والأطفال... تعالوا وانظروا، ثم فلنمضِ قدما بخطة لإنهاء الحرب"، مضيفا أن الرئيس الأميركي "سيفهم ما فعله (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين".
وأعلن زيلينسكي أن الهجوم وقع "في يوم يذهب الناس إلى الكنيسة: أحد الشعانين... فقط الأوغاد يمكن أن يفعلوا ذلك".
ودعا إلى ممارسة "ضغط قوي" على روسيا لإنهاء حربها. وقال "من دون ضغط قوي حقا ومن دون دعم مناسب لأوكرانيا، ستواصل روسيا إطالة أمد هذه الحرب. لقد مر شهران منذ تجاهل (الرئيس فلاديمير) بوتين اقتراح أميركا وقف إطلاق النار في شكل كامل وغير مشروط".
وأضاف "للأسف، هم في موسكو واثقون بقدرتهم على مواصلة القتل. علينا التحرك لتغيير الوضع".
من جهته، أكّد رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف أن روسيا استخدمت "صاروخين بالستيين من طراز إسكندر-إم/كي إن-23".
واتهم اللواءين الصاروخيين الروسيين 112 و448 بتنفيذ الضربة، داعيا إلى معاقبة "مجرمي الحرب الذين يعطون الأوامر ويطلقون الصواريخ".
وعبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأحد، عن "قلقه العميق" و"صدمته" بعد قصف روسي أسفر عن 34 قتيلا على الأقل في سومي بشمال شرق أوكرانيا.
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم غوتيريش، في بيان إن الهجوم "هو استمرار لاعتداءات مماثلة ضد المدن الأوكرانية في الأسابيع الأخيرة، مما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين و(خلّف) دمارا واسعا".
وفي حين ندّد المبعوث الأميركي الخاص إلى أوكرانيا كيث كيلوغ بهجوم "غير مقبول" و"يتجاوز كل حدود الأخلاق"، وصف وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الضربة بأنها "مروعة" مقدما تعازيه إلى ذوي الضحايا.
وفي وقت سابق، وصفت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس على منصة إكس الضربة بأنها "مثال مروع على تكثيف الضربات الروسية في حين قبلت أوكرانيا الهدنة".
كذلك، ندد رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا على المنصة نفسها بـ"الهجوم الصاروخي الروسي الإجرامي على وسط مدينة سومي". وأضاف "تواصل روسيا حملتها من العنف، وتظهر مجددا أن هذه الحرب وجدت وما زالت مستمرة فقط لأنها اختارت ذلك".
واعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين على إكس أن "الهجوم كان همجيا، وما جعله أكثر فظاعة هو وقوعه عندما كان الناس متجمعين سلميا للاحتفال بأحد الشعانين".
بدوره، أعرب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عن استيائه اثر الضربة الروسية الدامية على مدينة سومي، معتبرا ان روسيا تواصل الحرب "متجاهلة الأرواح البشرية والقانون الدولي والعروض الدبلوماسية للرئيس (الأميركي دونالد) ترامب".
وكتب ماكرون على إكس "هذه الحرب، الجميع يعلم أن روسيا وحدها أرادتها. واليوم، من الواضح أن روسيا وحدها اختارت مواصلتها". وأضاف "ينبغي اتخاذ إجراءات قوية لفرض وقف للنار على روسيا. فرنسا تعمل على ذلك بلا كلل مع شركائها".
وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إنه "روع" بالهجوم وطالب بوتين "بقبول" هدنة فورية وغير مشروطة.
ونددت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني الأحد على مواقع التواصل الاجتماعي بـ"الهجوم الروسي الرهيب والجبان" على سومي.
وقالت "أدين بشدة هذا العنف غير المقبول والذي يتناقض مع أي التزام حقيقي بالسلام (...) سنواصل العمل لإنهاء هذه الهمجية".
بدوره، دان المستشار الألماني أولاف شولتس "الهجوم الهمجي" وقال "تظهر هذه الهجمات إرادة روسية مزعومة للسلام"، داعيا موسكو إلى "قبول وقف نار شامل".
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن قتل "هذا العدد الكبير من الأشخاص أثناء توجههم للصلاة" أظهر أن "بوتين يؤكد بالدم أنه لا يسعى إلى السلام بل إلى الدمار".
ودان المستشار الألماني المقبل فريدريش ميرتس الأحد "جريمة الحرب الخطرة" التي ارتكبتها روسيا في سومي. وقال "هذا هو الجواب، هذا ما يفعله بوتين بمن يناقشون معه وقف إطلاق النار. إنّ رغبتنا في التحدث إليه لا تُفسَّر على أنها عرض جدي لصنع السلام، بل على أنها ضعف".
وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك "النسخة الروسية من وقف إطلاق النار. أحد شعانين دموي"، فيما صرحت نظيرته الدنماركية ميته فريدريكسن أن "الهجوم الصاروخي على مدنيين متجمعين في أحد الشعانين... يظهر وجه روسيا الحقيقي".
كذلك، دان رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف "الهجوم المروع" ودعا إلى نشر عدد إضافي من أنظمة الدفاع الجوي "حتى تتمكن أوكرانيا من الدفاع عن نفسها".
ضغوط متزايدة
ونُفّذ الهجوم بعد يومين على لقاء في سان بطرسبرغ بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وستيف ويتكوف، مبعوث دونالد ترامب، رغم إعراب الرئيس الأميركي علنا هذا الشهر عن استيائه حيال موسكو التي اتهمها بشن "قصف جنوني" على أوكرانيا.
وكثفت روسيا هجماتها في الأسابيع الأخيرة رغم ضغوط ترامب لوقف الحرب.
وعلق زيلينسكي بالقول "الكلام لم يوقف يوما الصواريخ البالستية والقنابل".
ومطلع نيسان، أدى هجوم روسي على مدينة كريفيي ريغ (وسط) إلى مقتل 18 شخصا بينهم تسعة أطفال، مثيرا صدمة في أوروبا.
تقع سومي على مسافة نحو 50 كيلومترا من الحدود الروسية وتخضع لضغط متزايد منذ أن صدت موسكو قسما كبيرا من القوات الأوكرانية التي احتلت منطقة كورسك القريبة.
وكانت سومي قد بقيت حتى وقت قريب بمنأى عن المعارك الكثيفة الجارية إلى الجنوب في منطقة دونيتسك، لكن كييف حذرت منذ أسابيع من أن موسكو قد تهاجمها.
وأعلنت روسيا الخميس، السيطرة على بلدة في منطقة سومي، في تقدم نادر لها في هذا الجزء من شمال شرق أوكرانيا الذي أُجبرت قواتها على الانسحاب منه في ربيع 2022.
وأعلن قائد الجيش الأوكراني أولكساندر سيرسكي الأربعاء أن الروس باشروا شن هجمات في منطقتي سومي وخاركيف (شمال شرق) لإقامة "مناطق عازلة" ومنع مزيد من التوغلات الأوكرانية.
أ ف ب
0 تعليق