أنهت أسواق الأسهم الأمريكية أسبوعًا متقلبًا على ارتفاع ملحوظ، إذ صعد مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 600 نقطة، بينما ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.8% ومؤشر ناسداك المركب بنسبة 2%، وفق ما ذكرته صحيفة "ذا جارديان" البريطانية.
تعافي المؤشرات بفضل تعليق الرسوم
شهدت المؤشرات الثلاثة الرئيسية ارتفاعات كبيرة خلال الأسبوع الماضي، ويعود ذلك بشكل أساسي إلى إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليق الرسوم الجمركية مؤقتًا، وهي خطوة اعتبرها المستثمرون تهدئة مؤقتة للتوترات التجارية.
ارتفع مؤشر داو جونز بنسبة 6% أي أكثر من 2300 نقطة، وقفز مؤشر إس آند بي 500 بنسبة 8.2%، بينما صعد مؤشر ناسداك، الذي تهيمن عليه أسهم التكنولوجيا، بنسبة 11.6%.
ورغم هذه المكاسب، يشير المحللون إلى أن استمرار هذا الزخم يبقى غير مؤكد، في ظل حساسية الأسواق تجاه حالة عدم اليقين المرتبطة بسياسات ترامب التجارية.
اقرأ أيضاً: «مورجان ستانلي»: أمريكا الأكثر تضرراً من تعريفات ترامب الجمركية
الشركات الصغيرة ومخاوف الرسوم
أبدت العديد من الشركات الصغيرة تذمرها من تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، مشيرة إلى أن الزيادات الأخيرة في الأسعار ترجع مباشرة إلى تلك الإجراءات.
وقال سكاي كانافيس، المحلل في شركة "إي ماركتر"، لشبكة "بلومبرج": "في ظل الغموض المحيط بتوقيت وحجم الرسوم الجمركية، قد يرحب المتسوقون بالمزيد من الشفافية حول هذه الرسوم، وربما تصبح أمرا طبيعيا مع اعتماد العلامات التجارية الكبرى لها".
موقف الاحتياطي الفيدرالي
في مقابلة مع صحيفة "فاينانشيال تايمز"، قالت سوزان كولينز، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن وعضوة لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية، إن البنك مستعد تمامًا لاتخاذ إجراءات لدعم الاقتصاد وسط التقلبات الحالية.
اقرأ أيضاً: مستثمرون: الاقتصاد الأمريكي يعاني من تباطؤ خطير وقد يواجه ركودًا
وأضافت: "اضطررنا إلى استخدام أدوات متنوعة بسرعة كبيرة، وسنكون على استعداد تام لتكرار ذلك إذا لزم الأمر".
ومع ذلك، فإن خفض أسعار الفائدة بشكل طارئ قد لا يكون مطروحًا على المدى القريب، بسبب المخاوف من ارتفاع التضخم. وأشارت كولينز إلى أنه من المرجح أن يتجاوز معدل التضخم هذا العام نسبة 3%، بينما بلغ معدل التضخم في مارس 2.4%، منخفضًا 0.4% عن فبراير.
اتهامات بالتلاعب في السوق
طالب عدد من كبار أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية بفتح تحقيق حول ما إذا كان ترامب قد خالف قوانين الأوراق المالية أو شارك في تلاعب متعمد بأسواق المال، بعد أن غيّر فجأة موقفه من الرسوم الجمركية.
في تغريدة نشرها صباح الأربعاء، كتب ترامب: "هذا هو الوقت المناسب للشراء!!!"، في وقت كانت فيه الأسواق تمر بفترة شديدة التقلب. وبعد ساعات فقط، أعلن عن تعليق مؤقت لعدد كبير من الرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا، وهو ما أدى إلى قفزة حادة في مؤشر ستاندرد آند بورز 500، الذي سجل أفضل أداء يومي له منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008.
وقد وقع الرسالة الموجهة إلى لجنة الأوراق المالية شخصيات بارزة مثل زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، والسيناتور رون وايدن، والنواب مارك كيلي، وروبن جاليجو، وآدم شيف.
تكهنات دون أدلة
رغم الجدل الدائر، يستبعد بعض المحللين أن يكون ترامب قد خطط لانهيار الأسواق عمدًا. غير أن صحيفة "ذا بالم بيتش بوست" الأمريكية أشارت إلى أن وول ستريت خسرت نحو 6 تريليونات دولار خلال يومين فقط بسبب قرارات ترامب بشأن الرسوم الجمركية.
وألمحت الصحيفة إلى أن الإعلان كان يمكن توزيعه على فترات لتقليل أثره، إلا أن توقيته المفاجئ أثار شكوكا بأن الغرض منه كان التأثير بأقصى قدر على السوق، وربما السماح للمقربين من ترامب بجني أرباح عبر صفقات بيع على المكشوف.
ومع ذلك، تبقى هذه الاتهامات في نطاق التكهنات الإعلامية، إذ لا توجد حتى الآن أدلة ملموسة على تلاعب مباشر أو تداول بناءً على معلومات داخلية.
0 تعليق