فيلم "فانون" للمخرج الفرنسي "جان كلود بارني": سيرة من النضال الإنساني - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
فيلم "فانون" للمخرج الفرنسي "جان كلود بارني": سيرة من النضال الإنساني - اخبارك الان, اليوم الأحد 13 أبريل 2025 12:10 مساءً

فيلم "فانون" للمخرج الفرنسي "جان كلود بارني": سيرة من النضال الإنساني

نشر في باب نات يوم 13 - 04 - 2025

babnet
احتضنت قاعة سينما الريو بتونس العاصمة مساء السبت 12 أفريل عرضا للفيلم الروائي الطويل (133 دق) "فانون" للمخرج الفرنسي من أصول كاريبية "جان كلود بارني"، وذلك بحضور فريق العمل وعلى رأسه الممثل الرئيسي "ألكسندر بوييه" وهو عرض من تنظيم نادي سينما تونس. ويتناول هذا الفيلم، الذي يضم عددا كبيرا من الممثلين التونسيين في أدوار ثانوية أبرزهم جمال مداني ومنصف العجنقي، مرحلة مهمة من حياة المفكر والطبيب النفسي "فرانز فانون" إبان فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر.
ويروي فيلم "فانون"، المتاح في قاعة السينما التونسية بداية من 11 أفريل)، فترة تولي "فرانز فانون" مهامه كطبيب نفسي رئيسي في مستشفى الأمراض العقلية بمدينة البليدة الجزائرية، حيث اعتمد أساليب علاجية إنسانية وغير تقليدية في تعامله مع المرضى الجزائريين، وهو ما أثار حفيظة الإدارة الفرنسية وزملائه في المهنة. ويتطور مسار "فانون" سريعا من طبيب إلى مناضل بعد أن يقترب من قيادات جبهة التحرير الوطني الجزائرية وعلى رأسهم عبان رمضان ليختار الانخراط في الكفاح من أجل استقلال الجزائر مما يجعله هو وزوجته جوزي في مواجهة مفتوحة مع السلطات الاستعمارية .
وفي كلمة له خلال النقاش الذي تلا العرض، أوضح المخرج "جان-كلود بارني" أن علاقته بفكر "فانون" بدأت في سن مبكرة (16 سنة)، حين كان شابا من أصول مهاجرة في الضواحي الباريسية حيث واجه ما أسماه ب"الصفعة العنصرية". وقال "قراءة كتب فانون ساعدتني على فهم هويتي ومكاني في المجتمع، وقد تركت أثرا عظيما في مسيرتي السينمائية التي حاولت فيها دوما أن أعكس شخصيات ذات عمق إنساني ونضالي".
وأضاف "بارني" أن إنتاج الفيلم استغرق عشر سنوات من البحث والتطوير، واصفا المشروع ب"الرحلة الفكرية والوجدانية". كما أشار إلى أن الفيلم لا يهدف إلى تقديم "فانون" كبطل مثالي وإنما كإنسان يطرح أسئلة مؤلمة حول الميز العنصري والعنف والتحرر والهوية. وقد أكد أيضا أن هذا النوع من الأفلام لا يحظى بسهولة دعم إنتاجه داخل الصناعة السينمائية الفرنسية التي اعتبرها ما تزال مائلة نحو الأعمال التجارية والكوميدية، لكنه عبّر عن سعادته بالاهتمام الجماهيري الذي حظي به الفيلم، معتبرا ذلك دليلا على وجود جمهور يبحث عن مضمون فكري وتاريخي عميق.
وحول إنجاز فيلم آخر عن "فرانز فانون" للمخرج الجزائري عبد النور الزحزاح وخروجه إلى السينما في الفترة نفسها (2024) مع هذا الفيلم، قال المخرج "بارني": "نحن نعيش لحظة سينمائية تتطلب التنوع لا الصدام إذ لا ينبغي أن نخاف من تعدد الأصوات بل على العكس تنوّع الأفلام هو ما يمنح الجمهور حق الاختيار والفهم. وفانون هو واحد من تلك الشخصيات التي يمكنها أن تفتح أعيننا على عوالم مهملة لكنها لا تزال تشكل حاضرنا".
من جهته، تحدث الممثل "ألكسندر بوييه" عن التحديات التي واجهها في تقمص شخصية "فانون"، واصفا التجربة بأنها كانت "اختبارا إنسانيا قبل أن تكون دورا تمثيليا". وأضاف أن قراءة مؤلفات "فانون" من بينها "بشرة سوداء أقنعة بيضاء" قد غيّرته بالكامل، قائلا: "لقد عملت مع مؤرخين وأطباء نفسيين وزرت الجزائر وجلست في مكتب فانون واستحضرت إنسانيته لأتمكن من تجسيده بصدق". كما أكد "بوييه" أن الدور تطلب تحضيرا جسديا وفكريا دقيقا. وشدد على أن الأهم بالنسبة إليه لم يكن الجانب النظري، بل "البحث عن الإنسان في فانون ورؤية العالم من خلاله".
ووُلد "فرانز فانون" في 20 جويلية 1925 بمدينة "فور دو فرانس" في جزر المارتينيك لعائلة من الطبقة الوسطى. وانضم في سن 18 إلى قوات فرنسا الحرة خلال الحرب العالمية الثانية وهناك واجه لأول مرة التمييز العنصري رغم تضحياته. وإثر نهاية الحرب تابع دراسته في مدينة ليون الفرنسية حيث تخصص في الطب النفسي وكتب رسالته الشهيرة التي تحولت إلى كتابه الأول: "بشرة سوداء أقنعة بيضاء" سنة 1952.
وفي سنة 1953، عُيِّن طبيبا رئيسيا في مستشفى الأمراض العقلية بالبليدة في الجزائر. وهناك واجه واقع الاستعمار النفسي وبدأ بتطوير نظريات علاجية تعالج آثار الاحتلال على نفسية الشعوب المضطهدة. خلال ثورة التحرير الجزائرية، انضم إلى جبهة التحرير الوطني وعمل دبلوماسيا ممثلا لها في إفريقيا بعد نفيه إلى تونس سنة 1956. ومن أبرز مؤلفاته "العام الخامس للثورة الجزائرية" (1959) و"معذبو الأرض" (1961)، وهو إصدار حمل تقديم الفيلسوف "جان بول سارتر".
وتوفي "فانون" في واشنطن يوم 6 ديسمبر 1961 بسبب مرض السرطان دون أن يشهد استقلال الجزائر الذي ناضل من أجله. ورغم رحيله المبكر، بقيت أفكاره تُدرّس وتناقش في جامعات العالم واعتُبر أحد أبرز رموز الفكر المناهض للاستعمار ومؤسسا مبكرا لما يُعرف اليوم ب"الدراسات ما بعد الكولونيالية".

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق